الساعة 00:00 م
الخميس 25 ابريل 2024
22° القدس
21° رام الله
21° الخليل
25° غزة
4.76 جنيه إسترليني
5.37 دينار أردني
0.08 جنيه مصري
4.08 يورو
3.8 دولار أمريكي
4

الأكثر رواجا Trending

جيش الاحتلال يُعلن مقتل "رائد" شمال قطاع غزة

فلسطيني يحول موقعاً عسكرياً مدمراً إلى مسكن لعائلته النازحة

"الوضع القائم" في الأقصى.. تغييرات إسرائيلية بطيئة ومستقبل خطير

باحث يُوضح تداعيات الحدث..

خاص المقبرة اليوسفية.. يد السارق تتمادي لإثبات وجوده في فلسطين

حجم الخط
123.jpg
القدس - وكالة سند للأنباء

واصلت جرافات الاحتلال لليوم الخامس على التوالي بجرف ونبش المقبرة اليوسفية في القدس، في حين نصبت سلطات الاحتلال، كاميرات مراقبة بالمقبرة بعد أن استكملت إغلاق جزء منها، لتحويلها إلى "حديقة توراتية".

وتمنع قوات الاحتلال منذ عدة أيام، الفلسطينيين من الدخول إلى الجزء الذي تنوي تحويله إلى حديقة رغم وجود قبور فيه.

ومطلع الأسبوع شرعت بلدية الاحتلال في القدس، وسلطة الحدائق، بتجريف جزء من المقبرة، توطئة لتحويلها إلى حديقة.

ويواصل فلسطينيون منذ 5 أيام احتجاجاتهم على أعمال التجريف الجارية في المقبرة التي يعود تاريخها لمئات السنين.

ويقيم فلسطينيون صلاتي المغرب والعشاء على مقربة من المقبرة للتعبير عن احتجاجهم على الأعمال الإسرائيلية.

وللوقوف أكثر على تداعيات ما يحدث في المقبرة اليوسفية، تحدثت "وكالة سند للأنباء" مع الباحث في شؤون القدس رضوان عمرو، الذي أكد أن إسرائيل تتطلع إلى ما هو أبعد من هذه المنطقة، بحيث تحكم السيطرة على أكبر مساحة ممكنة من القدس، وطمس الهوية الفلسطينية عنها، وصولًا إلى الهدف المنشود بتهويد المدينة.

89.jpg
 

ويقول "عمرو"، إن "الاحتلال معني بوضع يده على الجزء الشمالي من المقبرة المعروف باسم صرح الشهداء لخصوصية المقبرة الوطنية والدينية".

ويُضيف أن صرح الشهداء يضمّ قبور من شهداء الجيوش العربية التي شاركت في حرب النكسة عام 1967؛ مما يجعل منه مكاناً وطنياً يربط أبناء الامة العربية بالقدس.

وبيّن أن هدف الاحتلال الأبرز من أعمال التجريف يتمثل في قطع الطريق للمسجد الأقصى المبارك؛ كون المقبرة تمثل بوابة شمالية شرقية للمسجد وتخدم بشكل أساسي أهالي أحياء واد الجوز والصوانة والطور والشيخ جراح. 

"مشروع تهويدي"

وأشار إلى أن تجريف الاحتلال لمقبرة اليوسفية يأتي ضمن المشروع التهويدي الأكبر المُعلن عنه عام 1974 تحت عنوان "مشروع الحدائق الوطنية التوراتية". 

ويضمن المشروع إقامة 7 حدائق توراتية حول أسوار مدينة القدس على امتداد مساحة 2700 دونمًا، منها 1100 دونم ملاصقة بشكل مباشر لأسوار المسجد الأقصى. 

وذكر أن الاحتلال خصص عام 2005 مبلغ مليار شيكلًا للمشروع التهويدي وصرف عليه حتى عام 2012 ما يقارب 50 مليون شيكلًا.

ونبّه "عمرو" أن الاحتلال لا يزال حتى اليوم يجمع الأموال، ويضخها لما يعرف بصندوق "الحدائق الوطنية التوراتية".

وتمتد إحدى حدائق المشروع التهويدي التوراتي _تبعًا لعمرو_، من أرض المقبرة اليوسفية مرورًا بمقبرة الرحمة حتى منطقة القصور الأموية، جنوب "الأقصى".

واستطرد "ضيف سند": "هذا معناه أن الحدائق ستلف السور الشرقي للمسجد الأقصى المبارك بشكل كامل".

وجاء في حديثه: "الاحتلال يُركز اليوم في عمله على الجزء الشمالي من المقبرة اليوسفية، لكنّه يطمح للسيطرة على كل للمقبرة إضافة إلى طمعه بمقبرة الرحمة".

77.jpg
 

وبيّن أن الهدف من هذا كله، هو الاتصال بمنطقة القصور الأموية لتهيئة كامل المنطقة لسلسلة من المشاريع التهويدية الأخرى كمشروع القطار الهوائي وغيره. 

ويتحدث عن سبب استهداف الاحتلال حاليًا للجزء الشمالي من "اليوسفية" قائلًا: "هذا الجزء يمثل نقطة أمنية هامة تشرف بشكل مباشر على الأحياء الشرقية والشمالية للمسجد الأقصى".

من هذه الأحياء؛ جبل الزيتون وجبل المشارف والصوانة والشيخ جراح، كما تربطهم بشارع صلاح الدين وباب الساهرة من جهة وبلدات جنوب القدس كسلوان وغيرها من جهة أخرى. 

ويستذكر "عمرو" هجمة الاحتلال، قبل عامين، على مقبرة الرحمة حيث عمل على إدخال معدات وأدوات خاصة للمقبرة وشرع حينها بتحطيم عدد من القبور وشواهدها.

إضافة إلى تسجييه جزءًا من المقبرة ومنع الدفن فيها؛ ولفت إلى أن ما حدث آنذاك كان جزءا من ذات المخطط الذي يعمل عليه الاحتلال اليوم. 

ويؤكد أن هبة الأهالي للدفاع عن قبورهم والمواجهات العنيفة التي اندلعت في ذلك الوقت جعلت الاحتلال يتوقف، مؤقتاً، عن عمله في "الرحمة".

ويُتابع "عمرو": "مع أنه انتقل اليوم للعمل في المقبرة اليوسفية إلا أن أنظاره ما زالت متجهة إلى مقبرة الرحمة".

وأشار إلى مزاعم سلطات الاحتلال بأن الحدائق التي سيقيمها ستكون "مفتوحة وستخدم الجميع".

وبيّن أن الواقع يتحدث عكس ذلك فالاحتلال ينوي تأسيس بنية سياحية تهويدية بإقامة المزيد من المستوطنات والمراكز الأمنية والسياحية الجديدة. 

واستشهد بما حدث بمنطقة القصور الأموية: "حين أعلن الاحتلال أنها منطقة حدائق توراتية تخدم الجميع إلا أنه سلمها بعد نبشها وجرفها للجمعية الاستيطانية الخطيرة "إلعاد"، إضافة لما حدث في مقبرة مأمن الله التي حُوّلت لخمارات ومراكز تجارية وفنادق".

ومقبرة مأمن الله تقع في الجزء الغربي من مدينة القدس على مساحة تزيد عن 200 مترًا، تم الاستيلاء عليها عام ١٩٤٨ وعمل الاحتلال على جرفها وطمسها ولم يتبقى منها إلا بضع شواهد قبور محطمة. 

ويوضح "عمرو" أن الاحتلال يستهدف المقابر الإسلامية على امتداد أرض فلسطين التاريخية كمقبرة القشلة ومقبرة البحر في يافا، كما حاول جرف وطمس مقبرة الإسعاف في ذات المدينة ومقبرة القسام في مدينة حيفا.

مقابل كل هذه الاعتداءات عمل الاحتلال على إحياء عدة مقابر يهودية بقبور وشواهد وهمية مثال ذلك استيلاءه على قطعتي أرض في حيواد الربابة، ببلدة سلوان جنوب "الأقصى"، زاعمًا أنها مقابر ومدافن يهودية ووضع فيها شواهد مُعتَقة.

ويؤكد "عمرو" أن الحل لوقف جرائم الاحتلال بحق المقابر الإسلامية يكمن في وقفات الأهالي وهباتهم، كون القضاء الاسرائيلي هو قضاء غير نزيه ومنحاز لمخططات الاحتلال التي تهدف بالأساس إلى تهويد كل ما تطاله يد إسرائيل من الأراضي الفلسطينية.