الساعة 00:00 م
الخميس 28 مارس 2024
22° القدس
21° رام الله
21° الخليل
25° غزة
4.65 جنيه إسترليني
5.19 دينار أردني
0.08 جنيه مصري
3.98 يورو
3.68 دولار أمريكي
4

الأكثر رواجا Trending

انفوجرافيك عوائل بناية الطور بالقدس.. هجرة قريبة بلا مأوى

حجم الخط
rtetrtet36 (1).jpeg.crdownload
خالد أبو الروس-وكالة سند للأنباء

لم تتمالك الطفلة عبير خلفاوي نفسها ودموعها وهي تنقل ألعابها مع عائلتها خارج منزلها المهدد بالهدم والتهجير في بلدة الطور بالقدس.

الطفلة يبدو أنَّ سيرة هدم منزلها ينغص عليها حياتها؛ فأحلامها وماضيها منتشرة في زوايا منزلها الصغير؛ فهي ولدت وكبُرت فيه.

"خلفاوي" طفلة واحدة من 70 طفلًا يتجهزون للرحيل مع عزم قوات الاحتلال الإسرائيلي على تشريدهم من البناية السكنية في بلدة الطور بالقدس والمكونة من 10 شقق سكنية شيدت عام 2011م.

ألم وحزن

أبو السعيد خلفاوي أحد ساكني هذه البناية يعتصره الألم ويخيم على قلبه الحزن؛ فهدم البناية يمثل بالنسبة له خبرًا صاعقًا رغم علمه المسبق بأن قوات الاحتلال تبيّت النية للهدم.

يقول "خلفاوي" في حوار مع مراسل "وكالة سند للأنباء"، إنه يمتلك شقتان سكنيتان، واحدة لابنه الأكبر سعيد وتأوي عائلته المكونة من 8 أفراد، والثانية لابنه سليمان وتأوي 7 أفراد جلهم أطفال.

يضيف بتنهيدةٍ ملؤها الحسرة: "هذا تعب سنوات دفعت فيه دم قلبي حتى تمكنا من شراء وبناء هذه الشقق.. جميع أفراد الأسرة عملوا واجتهدوا حتى وفروا المبالغ المالية المطلوبة لتشييد الشقق".

يشير إلى أنه سكنَّ البناية منذ عام 2013 بعد تشييدها عام 2011م غير أن بلدية الاحتلال طلبت منهم إخلاء البناية مرات ومرات بحجة البناء دون ترخيص لكنهم رفضوا.

ورغم تهديد الاحتلال المستمر بهدم هذه البناية إلا أن المسن "خلفاوي" مصمم على عدم إخلاء منزله ومستعدٌ للدفاع عنه، والبقاء فيه هو وأولاده لإكمال ما تبقى من حياتهم فيه.

وأمهلت قوات الاحتلال الإسرائيلي سكان البناية لإخلاء بناية الطور لمدة 30 يومًا؛ لهدم المنازل ذاتيًا تنتهي في 9 ديسمبر/كانون الأول من العام الجاري.

ويشدد "خلفاوي" على أنَّه لن يقبل بأن يهدم منزله ذاتيًا كما طلب الاحتلال منهم ذلك تحت أي مبرر، إذ يعتقد أن هذا التصميم سيعرقل عملية الهدم أو تأجيلها لمدد أخرى.

ويرى المسن "خلفاوي" في مخطط هدم منزله في القدس محاولة إسرائيلية لضرب الروح المعنوية للجمهور الفلسطيني بهدف؛ تفريغ المدينة من سكانها الأصليين.

ويؤكد أن الاحتلال يضع "طلبات تعجيزية" قبل الوصول إلى موعد الهدم الشهر المقبل، و"لو أن البناية لليهود لتغير الحال لكنها للعرب والمسلمين والاحتلال يمارس التمييز"، وفقًا للمسن.

رفض قرار الهدم

في البناية ذاتها يسكن الشاب إياد أبو الغوج في شقة تبلغ مساحتها 90 مترًا مع 10 من أطفاله حيث يروي طبيعة المعاناة التي ستترب على هدم منزله بشكل ذاتي.

ويرفض "أبو الغوج" لـ "وكالة سند للأنباء" القرار الإسرائيلي بهدم البناية السكنية، حيث "نرفض هذا القرار الظالم بحقنا ولن نقبل أول نتنازل عن حقنا وسنبقى حتى النفس الأخير"، حسبما ما يؤكد.

ويشدد على أنه لم يقوم بإخلاء منزله "ولن نقوم بالإخلاء أبدًا وما زلنا مرابطين فيه حتى النهاية ولن نخلي المنازل ولن نقوم في هدم منازلنا بأيدينا"، حسب أبو الغوج".

ويشير إلى أن الاحتلال طلب 200 ألف شيكل مقابل تأجيل هدم البناية لشهر إضافي، "لكننا رفضناه وأخذنا قرارًا بعدم الهدم الذاتي".

وفي هذا الصدد يقول محامي العوائل في بلدة الطور مدحت ديبة إن محكمة الاحتلال قبلت منح السكان فرصةً لغاية 6 كانون الأول المقبل، وعدم إلزامهم بدفع المبالغ المالية الذي طلب سابقًا والبالغ 200 ألف شيكل.

ويؤكد "ديبة" على ضرورة استغلال السكان هذه الفترة، والتواصل مع مكتب هندسي من أجل إعادة تنظيم أكبر عدد ممكن من الأراضي المحيطة بالبناية؛ من أجل تغيير طبيعة الأرض.

الهدم مستمر

عضو لجنة الدفاع عن سلوان فخري أبو دياب يقول إن بلدية الاحتلال مصممة على هدم المنازل في الطور.

ورأى "أبو دياب" بأن الاحتلال الإسرائيلي يواصل سياساته بإخلاء وتهجير أهالي القدس، إذ يعتمدون في التنفيذ على قانون القوة؛ بهدف تفريغ المدينة من سكانها.

ويعتقد أن وجود هجمة على الأبنية في القدس تهدف إلى تصفية وطرد الوجود العربي في القدس.

ويشدد "أبو دياب" في حديث مع "وكالة سند للأنباء"، على أن "هدم هذه المنازل آت لا محالة، وربما يتم تأجيل المنازل الآن، لكن سيعاودن الهدم مرة أخرى".

ويؤكد أنه من الممكن وقف وعرقلة هدم المنازل في الطور إذا ما واجهت قوات الاحتلال حراكًا جماهيرًا ضاغطًا من سكان القدس.

ويوضح أن هدم هذه المنازل مخالف للقوانين الدولية، حيث لا "تأبه المؤسسات الإسرائيلية لأي صرخات أو نداءات بوقف الهدم؛ لأن الهدم قرار سيادي من الاحتلال.

يقول: "نحن ذاهبون إلى التصعيد والهدم وتشريد العائلات في القدس، وربما العد التنازلي لهذا العدوان قد بدأ".

ويؤكد "أبو دياب" أن هدم المنازل له تداعيات اجتماعية واقتصادية كارثية على العائلات؛ "فالمعاناة ستتضاعف حيث يفقد الأفراد فجأة أحلامها وماضيها وذكرياتها".

ويرى أن الاحتلال له هدف نفسي من وراء عمليات الهدم؛ فهو يمارس عقوبة جماعية ضد المواطنين، ويريد تحطيم معنويات الجماهير، ويحاول كسر الحالة الثورية والنضالية لديهم.

ويعتقد أن من أكثر القضايا إيلامًا في مدينة القدس هي هدم المباني؛ لأن الهدم يعني أن تتحول العائلات إلى عائلات لاجئة ومشردة تنتقل من منطقة لأخرى وبدون مأوى.

سياسة ابتزاز ومساومة

ويوضح أن تأجيل عمليات الهدم لشهر إضافي مقابل دفع مبالغ مالية، نوع من أنواع الابتزاز والمساومة، حيث يعمل الاحتلال على إفقار المجتمع المقدسي، وجعل الناس يدخلون في ضائقة مالية ونفسية.

ويشدد "أبو دياب" لـ "وكالة سند للأنباء"، على أن الضغط الجماهيري في القدس بالإضافة إلى الضغط الدولي سيشكل مخرجًا حقيقًا من هذا المأزق وسيعرقل من عمليات الهدم.

وينبه إلى أن إجبار الاحتلال الإسرائيلي المقدسيين على الهدم الذاتي كارثة تلحق بهم وسياسة ضغط بهدف إعطاء صورة عن نفسه بأنه يطبق القانون بحذافيره.

ويوضح "أبو دياب" أن الاحتلال يسعى من وراء هذه السياسة تخفيف أي ضغوطات دولية تمارس عليهم، وصنع شعور لدى أهل القدس بأن لا شرعية لوجودهم في المدينة.

ويبين أن المقدسي يضطر إلى هدم منزله ذاتيًا من أجل تخفيف حدة الأضرار التي قد تنجم عن عملية هدم قوات الاحتلال بقرار منها.

ويؤكد أنَّ أهل القدس في خندق المواجهة مع الاحتلال "في واد والمؤسسات الرسمية في واد آخر" وفقًا لتعبيره، مشددًا على أهمية ترجمة الأقوال إلى أفعال دعمًا للقدس وأهلها.

ويشدد "أبو دياب" أن الاحتلال الإسرائيلي يسخر إمكاناته لفرض وقائع تهويدية في القدس، فيما أهل القدس يجابهون الاستيطان والغول الإسرائيلي وحدهم.

ويدعو "أبو دياب" السلطة الفلسطينية والدول العربية بالوقوف جدياً مع أهالي القدس وتقديم الدعم والمساعدات لهم تعزيزاً لصمودهم.