الساعة 00:00 م
الخميس 09 مايو 2024
22° القدس
21° رام الله
21° الخليل
25° غزة
4.64 جنيه إسترليني
5.24 دينار أردني
0.08 جنيه مصري
3.99 يورو
3.71 دولار أمريكي
4

الأكثر رواجا Trending

بعد إنجاز 50% منه.. لماذا فكّك البنتاغون الأمريكي ميناء غزة العائم؟

استحوذ عليهم حُب التصوير

بالصور رحلة مصورين يجوبون العالم لالتقاط بعضٍ من الجمال

حجم الخط
WhatsApp Image 2021-11-17 at 3.25.35 PM (1).jpeg
فاتن عياد الحميدي - وكالة سند للأنباء

قبل أن تقرأ معنا هذا التقرير، اربط الأحزمة واستعد لرحلة من الامتاع البصري تجوب الطبيعة، وتوثق جمال العالم، كُن على استعداد لترى الإبداع من أناملَ تنقل البهجة والعفوية.

بصوت سَحَّاب الحقيبة "السوستة" وضَّب أغراضه، وبصوت فلاش الكاميرا تفقد صلاحيتها، حملها على كتفه منطلقاً يصول ويجول البلاد حباً في الطبيعة، هذا حال من تجولت معهم "وكالة سند للأنباء" في رحلة اليوم.

من فلسطين إلى القطب الشمالي، مروراً بإيطاليا وتركيا وآيسلاند، وهُنا ألمانيا وقطر، مصورون يجوبون العالم فلا يتعين عليك شرح الأشياء بالكلمات، إنما تروي الصورة الحكايا بنفسها.

فقط في التصوير الفوتو غرافي يمكننك معرفة حقيقة الأشياء المخفية أكثر من الواقع، ففيه متعة وحياة لا يمكن رؤيتها في أي شيء أخر.

WhatsApp Image 2021-11-17 at 3.26.48 PM.jpeg

"الشفق القطبي"

"تلك الأضواء التي كنتُ أراها على الإنترنت، وددتُ لو أني أصل إليها يوماً ما، لأرى ذلك الجمال المتمثل باللون الأخضر الذي امتزج في السماء البراقة بنجومها ليلاً، أضواء "الشفق القطبي"، ذهبتُ إلى هناك لأرى بأم عيني، وأمتع ناظريّ بخلق الله الذي أحسن كل شيء خلقه"، هذا ما قاله المصور الفلسطيني عبيدة جمال.

من المثلث الفلسطيني في الداخل المحتل، وصولاً إلى بلادٍ بعيدة، عبيدة جمال (31 عاماً)، مصور طبيعة يتجول في العالم لالتقاط الصور، بدأ التصوير منذ 13 عاماً، كونه يحب الطبيعة والتواجد فيها، ومن هُنا انطلقت الفكرة.

تجول "عبيدة" دولاً كثيرة من تركيا، إيطاليا، آيسلاندا، القطب الشمالي والعديد، لالتقاط بضعة صور بُحب.

WhatsApp Image 2021-11-17 at 3.25.36 PM (2).jpeg

عن تجربة "عبيدة" التي تركت أثراً كبيراً في حياته، يصف لنا مشهد أضواء الشفق القطبي، ومنذ اللحظة الأولى التي رأى فيها "الشفق" وصوره، يتوق كل عامٍ للسفر للقطب الشمالي؛ لتتسنى له الفرصة مرةً أخرى، ويرى جمال الكون الكبير، الذي فاق التصور.

يوضح "جمال" لـ"سند" أن التصوير مهنةً ليست بالسهلة، فتستغرق منك وقتاً وتركيزاً حتى تخرج بالصورة المطلوبة، مضيفاً أنها تكون محفوفة بالمخاطر في بعض الأحيان، إضافةً لاستغراق وقت طويل للتصوير يرتبط باختلاف الطقس والأجواء.

فيضرب ضيفنا مثلاً بسفره للقطب الشمالي لالتقاط صور، فيعود بثلاثة صور فقط من الرحلة تسُر الناظر لها.

أما عن جمال شلالات "هايفوس" في آيسلند، يقول ضيفنا، ترى من كل زاوية، بين البيوت، من الصخر، في أي اتجاه نظرت، ترى الشلالات المناسابة ورذاذ الماء يتسابق إلى وجهك، ولشدة ارتفاع الشلال تسمع صوت ضرب المياه في الصخور من مسافة بعيدة.

WhatsApp Image 2021-11-17 at 3.50.07 PM.jpeg

يُركز "جمال" على إيصال المشهد بأكبر قدر من الحقيقية دون التلاعب في الألوان أو الإضاءة كما رآه بعينه، وهذا يوقعه في مطبات كثيرة كما ذكر، إذ تكون السماء صافية في بعض الأحيان ولا تحتوي على مشهد جمالي للتصوير، ما يضطره للانتظار ساعات لاقتناص لحظة مناسبة.

WhatsApp Image 2021-11-17 at 3.25.36 PM.jpeg

 

WhatsApp Image 2021-11-17 at 3.25.37 PM.jpeg

 

"الحياة لحظة والصور جزء منها"

"النظر للمألوف بطريقة غير مألوفة"، بهذه العبارة استهل محمد زرندح الصحفي الفلسطيني المقيم في دبي، حديثه مع "وكالة سند للأنباء".

يسعى "زرندح" لنقل الصورة مهما كانت، بطريقة تصويرية غريبة؛ ليتلقاها المشاهد مختلفةً تماماً عمَّا اعتاد رؤيته، مبيناً أن ما يجذب الناظرين هو الصور الغريبة.

طفل يركض في الشارع خلف كرةٍ والأطفال حوله يتسابقون، ذلك الجد الذي ارتسمت تجاعيد الحياة على وجهه ويقابلها بابتسامة تشق ثغره وحوله أحفاده يضحكون، أم حنون تُغطي رأس طفلتها بقطعة قماش صغيرة هي ما تملكه؛ لئلا تبتل من زخات المطر.

ما ذُكر سابقاً هي مشاهد التقطها "زرندح"، وترك لكل مُشاهِد حرية رؤيتها بمنظوره الذي يُحب.

WhatsApp Image 2021-11-17 at 3.53.32 PM (1).jpeg


يضيف لـ"سند"، "أفضِّل التقاط المشاهد العفوية من حياتي اليومية، سواء في أماكن مغلقة أو الأماكن العامة".

أما عن كواليس الصورة التي قد تستغرق ساعات لتخرج بشكلها النهائي، يجيب "محمد"، الصور عبارة عن لحظة واللحظة صعب تكرارها.

يُتابع، يمكن الاستمرار في التقاط أكثر من صورة لنفس المشهد؛ للوصول إلى المطلوبة، وذلك باختيار الجانب المميز منها، وقد يستغرق ذلك ثواني أو دقائق وربما ساعات.

"هناك نوع من الصور يُدعى "اللاند سكيب" يستغرق ساعات طويلة للخروج بصورة"، يذكر "محمد" أن هناك صورةً للبر استغرقت ساعتين ونصف للتصوير، و3 ساعات مونتاج، وهو ما أخذ منه 5 ساعات ليخرج بصورة واحدة، فالحياة لحظة والصور لحظة، وهي فرصة يجب اقتناصها.

WhatsApp Image 2021-11-17 at 3.53.33 PM.jpeg

يُحدثنا "زرندح" عن تحدياته كمصورٍ صحفي، ففي البداية يصعب اقتناء معدات تصويرية، كونها باهظة الثمن، وفيما بعد العمل يبدأ المصور بتطوير نفسه شيئاً فشيئاً، لجلب المعدات التي يريدها.

إلى جانب المعدات هناك استياءٌ من "زرندح" عن بعض الأماكن التي تمنع التصوير، رغم احتوائها على جماليات لو وُثِّقت ستكون مُدهشة ومتعة بصرية.

يحدثنا "زرندح" عن تلك الصورة التي لاقت صدىً كبيراً بين جمهور المشاهدين في أنحاء العالم، لأم تمشي وراء طفلتها، تحاول تغطية رأسها بقطع قماش صغيرة، كانت صورة عفوية جداً من حياة الشارع، حسب قوله.

ويضيف أن أكثر ما يركز عليه الصور التي تخطف قلب المشاهد من حياته اليومية، فيتفاجأ أنها ستصبح يوماً ما ذكرى موثقة يحتفظ بها عنده.

كذلك من الصور الصحفية، المسعف والشهيد لا يمكن أنساها، أخذت مني مجهود في التقطاها كصورة صحفية، كذلك البُعد النفسي الصعب لها.

WhatsApp Image 2021-11-17 at 3.53.32 PM.jpeg

 

"طفلةٌ نشأت على التصوير"

بلهجتها المصرية وبنبرة طفولية تجيب "شهد" "بُصي هو أنا بصوَّر من صف رابع ابتدائي، وأهلي اكتشفوا الموهبة من صف سادس وأنا عمري الآن (16 سنة) يعني بصوَّر من 7 سنوات".

"شهد" فنانة صغيرة مصرية في قطر، أبدعت في مجلي الرسم والتصوير، تخط بأقلام الحبر والألوان الخشبية والمختلفة، تعتبر التصوير موهبةً تُمارسها، وطريقاً لتوثيق رسماتها ولوحاتها.

التصوير ليس جمالاً لذاته فحسب، فهنا تبتكر "شهد" أفكاراً من التصوير، لتخُطَّها على لوحتها بقلمها وألوانها.

فتقول ضيفتنا: إن المهارة مع العمل تساعد على تطويرٍ أكثر في أي شيء، فماذا لو كانت بين التصوير والرسم؟ فهذا الأمر يحتاج موهبة وصبر، وكلاهما يجب أن يتوفرا في أي مصور حتى تكتمل الصورة.

وتضيف، يرى المصور من الكاميرا ما لا يراه كثير من الناس، فبإمكانه التقاط صورة لمكان عادي، ويخرج بها كأنها تحفةً فنية.

تفضل "شهد" تصوير الأماكن العامة المولات، الكافيهات، المناظر الطبيعبة، السحاب والبحر، ولا تعتمد على منظر معين، إذ أن التنوع في الصور ضروري لتجنب الملل.

WhatsApp Image 2021-11-17 at 3.29.40 PM.jpeg

WhatsApp Image 2021-11-17 at 3.29.38 PM (1).jpeg

 

WhatsApp Image 2021-11-17 at 3.30.41 PM.jpeg

"إلى جمال ألمانيا"

ومن قطر إلى منطقة الجمال "هانوفر الألمانية" حيث أزهار الأركيد والسحلبية، وآلاف الفدانات من الخضرة، التي تنقل فيها الشاب حسام أمجد الزعيم (24 عاماً)؛ رغبةً منه في توثيق الجمال والطبيعة.

"الطبيعة هي أكثر شيء يجذبني، لكثرة التفاصيل، وجمال الألوان التي سرقت نظري لها"، بهذه العبارات استهل "حسام" حديثه لـ"وكالة سند للأنباء"، ذاك اليافع الذي لا علاقة لتخصصه الجامعي بالتصوير "هندسة ميكانيكية"، لكن هوايته هذه أوصلته لأن يتعلم التصوير علماً بجانب الموهبة، إلى أن وصل به الحال لتقديم دورات في هذا المجال.

وفي ألمانيا، يصف لنا "الزعيم" تفاصيل جمال الطبيعة الذي يغلب عليها، وإبداع الخالق الذي تجلي، فأينما تولي وجهك ثمَّة مناظر خلابة تأسر نظرك، ولا تشيحه عنها إلا لجمال آخر.

WhatsApp Image 2021-11-17 at 12.35.49 AM.jpeg

 

WhatsApp Image 2021-11-17 at 12.35.49 AM (1).jpeg

 

WhatsApp Image 2021-11-17 at 12.35.48 AM.jpeg

يرسم "الزعيم" لنا لوحةً لبعض المشاهد كالشلالات المنسابة التي تنحدر مياهها من بين الجبال، إلى بحيرات كأنها الزجاج، وذلك الغروب الذي انعكست أشعة شمس الأصيل على مسطح مائي ليرسم لوحة فنية خلابة، فيقول: "ألا يجذبك ذلك لأن تلتقط هاتفك أو كاميرتك وتأخذ صورة"؟

يذكر "حسام" أن التقاط الصورة ليس بالأمر الهيِّن دائماً فقد تتعدى الـ30 دقيقةً في بعض الأحيان لالتقاط الصورة المطلوبة، ويعود ذلك إلى ثبات وتحرك العنصر، فيتحرى زاويةً مناسبة، يُخرج كاميرته، يجهز عدسته، يضبط الإعدادات وبضغطة يتجلي إبداع.

WhatsApp Image 2021-11-17 at 12.35.50 AM (1).jpeg

WhatsApp Image 2021-11-17 at 3.25.35 PM (1).jpeg

 

WhatsApp Image 2021-11-17 at 3.25.36 PM.jpeg