الساعة 00:00 م
السبت 27 ابريل 2024
22° القدس
21° رام الله
21° الخليل
25° غزة
4.79 جنيه إسترليني
5.4 دينار أردني
0.08 جنيه مصري
4.1 يورو
3.83 دولار أمريكي
4

الأكثر رواجا Trending

جيش الاحتلال يُعلن مقتل "رائد" شمال قطاع غزة

فلسطيني يحول موقعاً عسكرياً مدمراً إلى مسكن لعائلته النازحة

نبأ خندقجي.. منحت أطفالها حُبًّا فكانت معلمة فلسطين الأولى

حجم الخط
16a40040-f187-41ba-9e35-0d42eb14ed64.jpg
نابلس - وكالة سند للأنباء

خُلِقَ الإبداع فلسطينيًّا، بعد رحلة كفاح طويلة، توّجت المعلمة نبأ خندقجي بلقب أفضل معلم في فلسطين لعام 2021، وكرمتها وزارة التربية والتعليم في يوم المعلم الفلسطيني.

خندقجي (43 عامًا)، صاحبة قصة تحد وإصرار بدأتها بنفسها واستكملتها مع أطفال شُعبتها الذين منحتهم حبها وحنانها.

تعود أصول "خندقجي" إلى بلدة باقة الشرقية شمال طولكرم التي درست في مدارسها.

"بيئة تحفيزية"

بيئة تحفيزية صنعت حافزًا بداخل "خندقجي" للاهتمام بالتعليم، لكنها وجدت نفسها فجأة ولظروف اجتماعية وثقافة سائدة، مضطرة لقطع دراستها والانتقال للحياة الزوجية عام 1994.

تقول "خندقجي" لـ "وكالة سند للأنباء"، "نشأتُ في بيئة متعلمة تشجع التعليم، وتؤمن بأن قضيتنا وأهدافنا وأفكارنا لا تتحقق إلا من خلال العلم".

وتتابع "كنت من المتفوقات مدرستي، وتأثرت كثيرًا لترك المدرسة، ودمعت عيني لفراقها، مشيرةً أنه بعد انجابها طفلين، بدأ الحنين للدراسة يتسلل إليها".

وتكمل بابتسامة: "في عام 2000 قدح في داخلي شعور بأنني يجب أن أكمل دراستي، منوهة أن دراستها كانت بجهد ذاتي، فلم تلتحق بمدرسة أو مركز تعليمي، وإنما اعتمدت على الكتب المساعدة فقط".

وتشير أن القاعدة الأساسية، كانت في التعليم والدافعية المتوفرين لديها.

"وماذا عن الصعوبات في طريق دراستك؟"، تُجيبنا: "واجهت العديد من التحديات التي تمثلت في عدم تقبّل المجتمع المحيط لإكمال دراستي، مُردفةً أنها أغلقت أذنيها ولم تستمع للانتقادات".

وتُردف: "أخذت على نفسي عهدًا من حينها أن أهتم بدراستي، فتخرجت من الجامعة بتقدير امتياز 95".

تعليم نوعي

عملت "خندقجي" بعد تخرجها بالتعليم، بِـ "لقطاع الخاص"، وفيه صقلت شخصيتها، وعندما عينت بالقطاع الحكومي عام 2014 كانت تتمتع بشخصية كاملة متكاملة للتعليم.

وتقول بنبرةٍ طموحة: "عاهدت نفسي منذ البداية أن يكون تعليمي نوعيًّا، مؤكدةً أنها لا تُحب التكرار والروتين".

وتوضح: "الأطفال يحبون اللعب، وأنا أحب الدراما والمسرح والإنتاج، وهذه هوايتي وأستخدمها بطريقة احترافية للتدريس، مردفةً أن ذلك يُضيف جوًّا من الإبداع والتعبير عن النفس".

وتبين: "أن الأطفال لديهم عالم واسع من الخيال، وعلى المعلم أن يجعلهم يتخيلوا بطريقة صحية والدخول إلى عقولهم ومشاعرهم وقلوبهم ليعبروا بطريقة انفعالية بريئة".

"مبادرات"

"وماذا عن المبادرات التي أنجزتيها؟"، تُجيبنا " قمت بمبادرة على مستوى الوزارة للتغلب على صعوبات جدول الضرب، بعنوان "الضرب لعبتي" وتقوم على تحويل جدول الضرب إلى مجموعة من الألعاب.

وتُكمل: "عملت في مبادرة أخرى، على التغلب على مشكلة في اللغة العربية بتحويلها إلى كتاب لطيف وفيديوهات تعليمية مشوقة".

وشاركت بالكثير من الدورات، وقدمت الكثير منها، وبعد كل دورة تشارك فيها كانت تبادر لتجهيز دورة بقالب جديد لتقدمها لمجموعة من زملائها، وفق "خندقجي".

وتضيف: "حققت الكثير من الإنجازات، لكن الأهم هو الحب والحنان والعاطفة والذكاء العاطفي مع الطلاب والاحتواء والأمان داخل غرفة الصف والاستماع الجيد للطلاب".

زوج متعاون

تعتبر "خندقجي" نفسها محظوظة بزوجها الحاصل على الشهادة الجامعية بالشريعة الإسلامية، موضحة أنه أكثر إنسان ساعدها فيما وصلت إليه اليوم من تعليم، بعد والديها اللذين أنجباها وزرعا فيها حب العلم.

وبالرجوع إلى فترةِ الجامعة، تقول: "بعد الخطبة استقبلت خطيبي بأوراق امتحاناتي وكتبي لأبين له كم أنا متفوقة ومهتمة بالتعليم".

وتضيف "عندما رأى الدموع في عيني لفراق مدرستي، وعدني بإكمال دراستي في أقرب فرصة".

وتؤكد أن زوجها كان يفرح لكل نجاحاتها، ويحرم نفسه حتى يستطيع تأمين قسطها الجامعي، وكان إلى جانبها عند إعلان الفائز بلقلب "معلمة فلسطين الأولى".

"القادم أعظم"

وتعتبر أن الفوز بهذا اللقب ليس إلا بداية المطاف، وأن القادم أعظم، قائلةً: "إنني لا أستطيع أن أرجع خطوة إلى الخلف ولا حتى الالتفات للخلف".

وتضيف: "أؤمن أنني معلمة وصاحبة رسالة يجب أن أوصلها، مؤكدةً أنها لن تخذل الناس أو ذاتها أو مجتمعها أو فلسطين".

وتطمح أن تُقدّم مبادرات عالمية، آملةً أن تستطيع إكمال دراستها، وتطوير ذاتها لتدخل مسابقات أخرى وتنقل وجهًا مشرقًا عن فلسطين والتعليم فيها إلى العالم.