الساعة 00:00 م
الإثنين 06 مايو 2024
22° القدس
21° رام الله
21° الخليل
25° غزة
4.66 جنيه إسترليني
5.24 دينار أردني
0.08 جنيه مصري
4 يورو
3.72 دولار أمريكي
4

الأكثر رواجا Trending

قنابل وصواريخ غير متفجرة.. خطر يداهم حياة الغزيين

عدنان البرش .. اغتيال طبيب يفضح التعذيب في سجون الاحتلال

طعنَ ضابطاً إسرائيلياً ثأرًا للأسيرات

تعرف على "الفدائي" الأسير يوسف المبحوح؟

حجم الخط
5ZVfA (1).jpeg
غزة – أحلام عبد الله – وكالة سند للأنباء

"عارفة إيش يعني يشلحوهن بشعورهن"، كانت هذه الجملة إحدى الجمل التي لازالت عالقة بذهن تهاني المبحوح خلال آخر مكالمة بينها وبين زوجها الأسير يوسف المبحوح.

فهمت تهاني مغزى هذه الجملة وغيرها من الوصايا التي أوصاها بها زوجها "يوسف" بعد تنفيذه لعملية طعن، استهدفت أحد السجانين بسجن "نفحة" الصحراوي، يوم الاثنين الماضي.

"وكالة سند للأنباء" حاورت عائلة الأسير "المبحوح" وتعرفت على خبايا شخصية الفدائي يوسف.

شهامة منذ الطفولة

يقول طلعت المبحوح؛ والد الأسير: "ولد يوسف بمخيم جباليا شمالي قطاع غزة عام 1992، وهو الابن البكر بين 5 ذكور وفتاة واحدة، تميز منذ طفولته بالشهامة والإقدام والنخوة التي ميزته عن باقي أقرانه، وهي من أهلته لأن يقوم بهذه العملية".

ويُضيف المبحوح: "تزوج يوسف عام 2016، وله طفلين، حافظ لكتاب الله، وهو مثال للابن البار المحبوب من قبل الجميع".

درس يوسف اللغة العربية بجامعة القدس المفتوحة في غزة، ولم يتسنَ له التخرج منها بسبب اعتقاله خلال دراسته فيها وهو في سنته الثالثة.

ويُضيف والد الأسير: "اعتقل يوسف بتاريخ 15 شباط/ فبراير 2019، خلال مشاركته بمخيمات العودة، والتي كان من المواظبين على المشاركة فيها، بعد قطعه للسياج الفاصل مع الحدود مع قطاع غزة".

وأصدرت محكمة الاحتلال حكمًا لمدة 18عامًا بحق يوسف المبحوح بتهمة الانتماء للمقاومة، وحرمت عائلته من زيارته منذ بداية اعتقاله حتى يومنا هذا.

في يوم اعتقاله طلب من زوجته أن تلتقط له صورة برفقة أولاده، وأن تعد له أكلة المسخن التي يحبها، وأوصى أخ زوجته بالمحافظة على زوجته وأولاده، وفق زوجته.

وتتابع الزوجة: "تميز يوسف بحنيته وكرمه مع عائلته وأولاده، وأن يشاركني أعباء الحياة فكان نعم السند، خلال 5 سنوات التي قضيتها برفقته".

وتفتقد زوجة الأسير "المبحوح" مساعدته لها في صنع طعام يوم الجمعة، وشرائه لملابس الأولاد في معظم المناسبات، موضحة: "لا أحب الذهاب للسوق لشراء ملابس الأولاد التي تذكريني به".

محبوب في الأسر

يتمتع الأسير بشخصية مرحة جعلته محبوبًا بين الأسرى في سجني "إيشل" و"نفحة"؛ تقول والدة الأسير: "يوسف أصغر أسير بين الأسرى في قسم 12، بسجن نفحة الصحراوي، وبطبيعته لا يستطيع أن يلبس الكثير من الملابس حتى في فصل الشتاء".

وأردفت: "حدثني مازحًا خلال اتصال له من داخل السجن أن بعض الأسرى يعرضون عليه وجبة غذائهم مقابل أن يدفئهم من حرارة جسده. وحزن الأسرى عندما نقله الاحتلال من سجن إيشل لنفحة".

عملية متوقعة

وذكر والد المبحوح: "تميز يوسف منذ الصغر بالحمية والاندفاع، ولم تكن مفاجأة عندما أقدم على عملية طعن السجان، يوسف بطبيعته شهم".

وقبل العملية بساعات اتصل على والدته وزوجته وأوصى والدته بأن تحافظ على زوجته وأولادها، وأكد لها أن أمور السجن ذاهبة للتصعيد.

ويتابع المبحوح: "نحن فخورين بعملية الطعن التي نفذها يوسف، فهو انتصار لحرائر هذه الأمة وعار على من يدعي أنه حر ويترك الأسيرات لقمة سائغة للاحتلال".

ويضيف: "يوسف أثبت أن قضية الأسرى والأسيرات خط أحمر، وإن لم توقف سلطات الاحتلال الكلمات، توقفها الدماء".

وتلقت عائلة الأسير نبأ تنفيذ يوسف لعملية طعن داخل السجن بـ "الفخر والدعاء"، وتوضح والدته: "تلقينا خبر نبأ عملية الطعن التي نفذها يوسف بفخر وغصة في القلب، رافقها الحمد والدعاء بأن يحفظه الله من مكر وكيد الأعداء".

وأردفت: "لم أستطع النوم ليلتها وأنا أدثره وجميع الأسرى بالدعاء، وأن يحميهم الله في ظل البرد، فهم من باتوا ليلتم عراة تحت ستائر البرد الثقيل".

وتشير زوجة الأسير إلى أن "يوسف وخلال اليومين السابقين للعملية، لم يفتأ من طلبه مني ومن والدته بالدعاء له، والمحافظة على أولاده إن أصابه مكروه".

واستدركت: "استيقظت ليلًا ألوم نفسي كيف أهنأ بنوم دافئ وزوجي يرزح تحت سوط البرد والعذاب".

ونفذ الأسير يوسف المبحوح، عملية طعن في سجن "نفحة" الصحراوي، يوم الاثنين الماضي، أصاب فيها أحد ضباط السجن بجراح متوسطة، ثأرًا للأسيرات في سجن "الدامون" بعد تعرضهن للضرب والسحل والاعتداء من قبل إدارة سجون الاحتلال، وعزل ثلاث أسيرات منهن.