الساعة 00:00 م
الأحد 19 مايو 2024
22° القدس
21° رام الله
21° الخليل
25° غزة
4.69 جنيه إسترليني
5.23 دينار أردني
0.08 جنيه مصري
4.04 يورو
3.7 دولار أمريكي
4

الأكثر رواجا Trending

نبيل خلف .. عائد من جحيم التعذيب فقد عائلته بمجزرة المعمداني

الأمثال والأهازيج الشعبية في الشتاء.. راصد جوي بارع

حجم الخط
6d9f1c71c42f2226cb622e4e2999599020497de2-241119132902.jpg
نابلس-نواف العامر-وكالة سند للأنباء

ليست فرحة الأطفال بخروجهم من بيوتهم بعد توقف المطر ولعبهم بالماء والطين مستمتعين، ومردِّدين بعض الأهازيج، وحيدة في فهم طقوس الشتاء فالتراث الشعبي يرحب بطريقة تليق بالزائر الذي أتى على عطش.

موسم الشتاء حاضر بصورة قوية في الثقافة الشعبية الفلسطينية، وحضوره غير عادي في الحكاية الشعبية والأهازيج والأمثال الشعبية والقصيدة العامية، ويحمل دلالات في جوانب عدة وفق خبراء التراث.

المثل والأهزوجة كانت تستخدم في غالب الأمور الحياتية تقريباً كونها مرتبطة بعادات المجتمع ومتأصلة فيه ولا يستغنى عنه.

منها ما يُذكر الناس بطفولتهم وحياتهم ومعاشهم وأفراحهم، ذكريات يتهددها الاندثار والضياع مع تصاعد التعقيدات الحياتية وهيمنة زمن التكنولوجيا والسرعة.

روزنامة وراصد فلكي

مدير مركز السنابل للدراسات والتراث الشعبي في فلسطين إدريس جرادات يضع إصبعه على الجرح التراثي واللغوي، ويصف دور المثل الشعبي في موسم المطر والشتاء بأنه روزنامة الفلاح والراصد الجوي الفلكي التراكمي في حياة الفلسطيني وذاكرته الغنية بالأسماء والمعاني والجغرافيا على مدار الفصول الأربعة اتساعا وشمولاً.

ولم يغب نصيب الأمثال الشعبية عن ساحة التعبير والوصف للضيف القادم من المساحة الزرقاء،

وصاحبت حضوره كظاهرةً للعديد من الأعمال الزراعية إضافة للأحوال والقيم الاجتماعية ودلالات الموسم المختلفة.

فسيفساء الدلالات

ويقول جرادات لـ"وكالة سند للأنباء"، أن للشتاء دلالات مختلفة في الحياة المعيشية لارتباط المزارع واعتماده على الينابيع في زراعته، ما جعله يعتمد الاستقراء والتنبؤ بالموسم المطري عبر حفنات الملح في اوقات معينة للتهيؤ للموسم واحتياطات التدفئة والتموين.

وتحمل دلالات تربوية واجتماعية ونفسية ودينية وسياسية تعتمد روح العمل الجمعية للأسرة والعلاقة بطبقات الإقطاع أصحاب السطوة والقوة والحكم والتأثير، ومنظومة الأرض الميرية والأميرية وأبار جمع المياه ومشاعية الملكية، وكل ذلك مرتبط بالغيث المنهمر بالخيرات.

ورصدت "وكالة سند للأنباء"، العديد من الأمثال والأهازيج يتضح أنها عبرت عن الحس الشعبي للهم اليومي للإنسان وارتباطه بالطبيعة والزراعة والبرية، وجملة من الآمال للغد والمستقبل عبر سلسلة الظواهر الاجتماعية والثقافية والاقتصادية وتحليل أحوال الناس وحياتهم بالتفصيل.

ويتداول الناس عبارات جميلة مستبشرة بنزول الغيث، فقد كانت جداتنا يرددن عندما يرين السّماء مُلبدة بالغيوم عبار لعلاق ات منها (الغيم يحوم والرّب رحوم ) في سردية العلاقة بين الخالق والمخلوق وأن حب الله للإنسان بالإغداق عليه بموسم مطري غزير يسقيه ويسقي من حوله من الناس والحيوانات والنباتات، والعكس صحيح.

مخزون ثقافي كبير

ويرى "جرادات" أن المثل بمثابة مخزون ثقافي كبير وغزير، حيث يملك كل موسم وشهر محاذير وآمال جعلت الإنسان يبتعد عن الوديان والأماكن المنخفضة في مواسم الشتاء واللجوء للمناطق الأكثر بعدا عن السيل المائي وانجراف التربة ـ كما في المثل ( إن شفت نجم سهيل ، لا تقرب السيل ).

شهر نيسان

ونُقلت أمثال شعبية كثيرة تتعلق بالزراعة والمطر في شهر نيسان منها ( مطر نيسان خير وصحة للإنسان ) و( مطرة نيسان بتحيي السكة والفدان ) ويقصد بها أن نزول المطر في نيسان بعد انحباسه يحيي الأمل في نفوس المزارعين.

الزرزور والقطا

وتعتبر الأمثلة المترافقة مع الطيور الموسمية المهاجرة ذات حضور لافت وهام في التراث ومنها ( سنة الزرزور أُحرث في البور) علامة الغيث، أما( سنة القطا بيع الغطا ) أي أن المطر قليل ، وقولهم (إن صاح الديك بالليل بدا المطر والسيل).

أما شهر فبراير/شباط فيتردد فيه تعبير "شباط الخباط" و "شباط ما عليه رباط"، و"شباط قد ما شبّط ولبّط، ريحة الصيف فيه"، أو "شباط شبطنا وربطنا وروايح الصيف إجتنا (جاءت)"، في دلالة على قرب انتهاء الشتاء وبدء الربيع.

آذار الغدار

ويسمى شهر مارس/آذار "آذار الغدار"، لأن البرد قد يفاجئ الناس من دون إنذار، ويشتهر فيه الأمثال

(خبو خشباتكم الكبار لعمكم آاذار) و (وخب الفحمات الكبار لهدرة من هدرات آذار) و(خبي جمراتك الكبار لعمك آذار).

وتزخر الذاكرة الشعبية بزخم كبير من الأهازيج ذات العلاقة بموسم الشتاء ومنها كما يقول المزارع سعد إبراهيم لـ"وكالة سند للأنباء" و هي كثيرة ومنها:

يا الله الغيث يا ربي… تسقي زرعنا الغربي

يا الله الغيث يا رحمن… تنسقي زرعنا العطشان

يا الله الغيث يا دايم… تنسقي زرعنا النايم

يا الله الغيث يا ربي… خبزي قرقد في عبّي

ومنها التي تصدح بها حنادر الاطفال :

يا رب تشتي.. وروح عند ستي

تعملي فطيرة..قد الحصيرة

أكلها وأنام على رف الحمام

خالتي صبحية واردة على المية

لاقوها شابين من شباب الزين

سلموا وقالوا أهلا وسهلا ومرحبتين.