الساعة 00:00 م
الخميس 18 ابريل 2024
22° القدس
21° رام الله
21° الخليل
25° غزة
4.72 جنيه إسترليني
5.35 دينار أردني
0.08 جنيه مصري
4.04 يورو
3.79 دولار أمريكي
4

الأكثر رواجا Trending

مكتبة المعمداني من رُكن ثقافي إلى مقر إيواء للجرحى والمرضى!

بالفيديو في 2021.. تغول استيطاني متواصل ومشاريع الضم لا تتوقف

حجم الخط
رام الله - وكالة سند للأنباء

شهد عام 2021، نموًّا سرطانيًّا مصاحبًا لجسدِ الأرضِ الفلسطينية في حقولها وبساتينها ومراعيها وهضابها.

145 مستوطنة، و140 بؤرة استيطانية، ينهشون بالشعب الفلسطيني بحماية الاحتلال وممارساته العدوانية واستنزافه للأرض والإنسان على مدار الساعة.

وتصدرت "القدس والخليل وسلفيت والأغوار" أعمال الاستيطان ومصادراته، فكان عام 2021، عام الاستيطان بامتياز.

في هذا التقرير، ترصد "وكالة سند للأنباء" ضمن ملف "حصاد 2021" أبرز الأحداث التي تخللت الاستيطان في الأراضي الفلسطينية.

وكشف تقرير أصدره مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية (أوتشا)، عن ارتفاع معدل هدم ومصادرة منازل الفلسطينيين منذ عام 1967 بنسبة 21% في الأشهر التسعة الأولى من هذا العام، مقارنة بنفس الفترة من عام 2020.

وقدر التقرير الأممي، أن عدد المنشآت الفلسطينية التي صادرتها سلطات الاحتلال الإسرائيلي منذ بداية عام 2021 وحتى إعداد التقرير، بحوالي 311 منشأة، إما بدون سابق إنذار، أو بإعطاء المالكين مهلة قصيرة المدى، وذلك باستخدام العديد من الأوامر العسكرية التي تحول دون قدرة الأشخاص على الاعتراض المسبق على القرار.

ولفت التقرير إلى أن عدد الأصول التي تم هدمها أو مصادرتها ارتفع بنسبة 96% تقريبًا في عام 2021، مقارنة بنفس الفترة من عام 2020 (من 94 إلى 184).

أما عمليات الهدم، فمنذ 21 حزيران حتى إعداد التقرير، تم هدم 260 مبنى في المنطقة (ج) وهو ما يقارب العدد الذي تم هدمه في عام 2017 بأكمله.

ويغلب على المصادر الفلسطينية توثيق التسارع الاستيطاني، وتسجيل الاعتداءات وأرقام الوحدات الاستيطانية الجديدة خلال العام 2021، والتي يفصح عنها الاحتلال، بتوقيت يرى أنه يناسبه.

ووفقًا لهيئة مقاومة الاستيطان والجدار، وثقت اعتداءات خلال العام 2021، أن الاستيطان شهد نموًّا وتسارعًا هو الأكبر منذ عام 67، وأن أحد الإعلانات من الاحتلال وصل المجاهرة ببناء أكثر من 3100 وحدة استيطانية دفعه واحدة وهو رقم ضخم مقارنة بسابقيه، وهو ما شكل صدمة للفلسطينيين.

ووصف أحد المزارعين من سلفيت، التسارع الاستيطاني قائلًا: "صادر الاحتلال ومستوطنيه عشرات الدونمات في واد عبد الرحمن شمال سلفيت، ونرى بالعين المجردة عشرات الشقق وهي تبنى قبالة سلفيت من الجهة الشمالية، فقط هذا عام 2021".

ويتابع: "عدا عن إقامة بؤرة استيطانية في جبل الراس ومصادرة 4000 دونم دفعة واحدة وهو ما لم نعرفه أو نشهده سابقا حيث كانت المصادرات بإعداد دونمات قليلة لكن الان بالجملة.

وتقول منظمة "بيتسيلم" الإسرائيلية، إن 95%، من شكاوى المزارعين لمصادرة أراضيهم، أو حتى من اعتدى عليهم المستوطنون لا ينظر إليها وتوضع جانبًا من قبل سلطات الاحتلال ومحاكمه.

الباحث في شؤون الاستيطان خالد معالي، ينقل عن مراكز بحثية وصحف الاحتلال، "أن النشاط الاستيطاني تضاعف خلال العام 2021مقارنة بالعام 2020، إلى ما يقارب 22%، وهي من النسب الأعلى منذ الاحتلال عام 67".

وتصدرت مدينة القدس، نسبة هدم المنازل والمصادرات والإعلان عن مشاريع استيطانية ضخمة كما في مطار قلنديا وتصدرت خطط بناء لمئات وآلاف الوحدات الاستيطانية.

فيما سجل مصادرة وتجريف آلاف الدونمات جنوب نابلس لشق طريق استيطاني ضخم، وتجريف شمال سلفيت لتوسعة جامعة مستوطنة أرئيل، وإنشاء بؤرة استيطانية استولت على جبل الراس بالكامل.

"الأغوار"

شكلت حمصة الفوقا عنوان المواجهة الأول لعام 2021 في الأغوار، وذلك بعد أن هُدمت وهُجّر أصحابها.

وتعدّ "حمصة الفوقا" أول قرية فلسطينية تهجر بالكامل بعد عام 1967، ووفقًا لإحصائيات مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية (أوتشا) في ذلك الوقت، فإن عمليات الهدم في خربة حمصة أكبر حادثة تهجير القسري منذ سنوات.

وفقًا لدائرة الإحصاء المركزية للاحتلال؛ إن عدد المستوطنين في الأغوار يقدر بِـ 6 آلاف مستوطن، في حين تشير المصادر الفلسطينية إلى أن عددهم ارتفع خلال السنوات الأخيرة ليصل إلى 13 ألف مستوطن، يتوزعون على 38 مستوطنة غالبيتها زراعية، أقيمت على 12 ألف دونم، إضافة إلى 60 ألف دونم ملحق بها.

وتتبع معظم المستوطنات في الأغوار للمجالس الاستيطانية الإقليمية المعروفة باسم "عرفوت هيردن" و"مجيلوت".

"هجوم منظم"

يعتبر العام 2021 من أسوأ وأشد الأعوام شراسة وعنفًا في زيادة اعتداءات المستوطنين والمشاريع الاستيطانية في الأراضي الفلسطينية، كما يقول مسؤول ملف الاستيطان شمال الضفة غسان دغلس لمصادر محلية.

ويوضح "دغلس" أن وتيرة الاستيطان واعتداءات المستوطنين زادت حدتها بشكل كبير عن الأعوام السابقة، إذ بلغت حوالي 160 %، بالإضافة إلى ارتفاع الاعتداءات الجسدية بحجة القتل، والتي أدت لاستشهاد ثلاثة فلسطينيين في الضفة الغربية.

ويشير إلى أنّ هذه الاعتداءات تمت بحماية من جيش الاحتلال، ناهيك عن ارتفاع اعتداءات المستوطنين خلال موسم الزيتون، عدا عن المشاريع الاستيطانية والطرق الالتفافية، والتي زادت بشكل غير مسبوق، وربط المستوطنات بعضها ببعض.

وكل المشاريع الاستيطانية التي كانت حبيسة الأدراج منذ العام 2012، ولغاية 2021، تم المصادقة عليها والبدء بتنفيذها، ما يدلل على أن “إسرائيل غير معنية بالسلام"، وفق "دغلس".

وشهد العام 2021، عمليات هجوم منظمة من قبل مئات المستوطنين؛ ما شكل خطرًا كبيرًا على حياة الأهالي، وقد يمهد لارتكاب مجازر بحقهم في الضفة، بالإضافة إلى تشكيل قوة يهودية تضم 20 ألف مستوطن.