الساعة 00:00 م
السبت 27 ابريل 2024
22° القدس
21° رام الله
21° الخليل
25° غزة
4.79 جنيه إسترليني
5.4 دينار أردني
0.08 جنيه مصري
4.1 يورو
3.83 دولار أمريكي
4

الأكثر رواجا Trending

موجات الحر تحول خيام النازحين لأفران مشتعلة 

جيش الاحتلال يُعلن مقتل "رائد" شمال قطاع غزة

"حومش".. ثلاثية البناء والإخلاء ومزاعم المشناه التلمودي

حجم الخط
نواف العامر - وكالة سند للأنباء

27 عاما تفصل بين وضع حجر الأساس واللبنة الأولى لمستوطنة حومش عام 1978، وقرار الإخلاء لها الذي تبناه أرئيل شارون عام 2005. لم يتم تسليم الأرض لأصحابها ولم يسلم المستوطنون بالإخلاء وظلت وجهة مركباتهم وحافلاتهم لأداء طقوس تلمودية وقبلة المتنزهين منهم لنحو 16 عاما أخرى.

رمزية الاسم

رمزية الاسم لم تكن عبثية؛ إذ أنها تعني الخمسة، نسبة لخمسة قرويين يهود سكنوا المنطقة زمن المشناه التلمودي وفق مزاعم يهودية، فيما ينافسها معنى حميش وهو التسليح ونحموشيت (الذخيرة) لتكون حومش السلاح والتسليح وفق خبراء الاستيطان والشأن الإسرائيلي.

"حومش" أقيمت فوق قمة جبل "القبيبات" الذي يضم آلاف الدونمات، يملك غالبيتها أهالي قرية برقة، مشرفة من ارتفاع 650 مترًا عن مستوى سطح البحر على عديد من القرى والبلدات الفلسطينية.

يتوسط موقعها الاستراتيجي ثلاث محافظات فلسطينية وهي: نابلس وجنين وطولكرم.

الانسحاب

سلط استهداف نشطاء مسلحون من شمال الضفة قبل أيام لمركبة يقودها مستوطنون أسفرت عن مقتل مستوطن وإصابة اثنين آخرين بجراح، الأضواء مجددًا على هذه المستوطنة المثيرة، والتي ما لبث أن عاد لها المئات لتأسيس مدرسة دينية كذريعة لشرعنة عودتهم للمكان.

وتزامن إخلاء جيش الاحتلال لمستوطنة "حومش" بقرار من شارون آنذاك مع الانسحاب من غزة في خطوة أحادية الجانب استثنيت السلطة الفلسطينية من أن تكون طرفا فيها.

سلطات الاحتلال هدمت في حينها مباني المستوطنة باستثناء خزان المياه الضخم فيها تاركة أنقاض المستوطنة كمنطقة عسكرية مغلقة وحظرت على أصحاب الأرض استغلالها والتصرف فيها.

ولم تدم فرحة أهالي برقة عام 2013 بانتزاعهم قرارًا من أرفع محكمة إسرائيلية باستعادة زهاء 1200 دونم من أراضيهم الزراعية المصادرة عام 1978، وفوجئوا أن القرار لم يتجاوز كونه حبرًا على ورق.

ومنذ ساعات الإخلاء الأولى لم ينقطع المستوطنين عن الإقامة فيها بشكل شبه دائم تحت حماية جيش الاحتلال الإسرائيلي وحراستهم.

سبب الإخلاء

فما الذي دفع شارون لاتخاذ قرار الإخلاء؟ الجواب كان حوزة نشطاء المقاومة، وفي غمرة تصاعد العمليات مع اندلاع الانتفاضة الثانية، أصبحت حركة مستوطني "حومش" صعبة ويكتنفها الخطر بعد انقطاع الطرق إليها، فهجرها الكثير من المستوطنين، وأصبحت حماية المستوطنة صعبة، فكان القرار إخلائها.

 وفي العام 2009 شرع متطرفون بتأسيس مدرسة دينية على أنقاض المستوطنة وبحماية جيش الاحتلال حيث يتواجد فيها عشرات المستوطنين بصورة ثابتة.

حكومة الاحتلال وبهدف تكريس الاستيطان وتعزيزه في الضفة الغربية تعتزم وبالتعاون مع مجالس المستوطنات، إنشاء معابد لليهود في العديد من المستوطنات والبؤر الاستيطانية وطرحها ضمن خطة للأولويات الوطنية للحكومة بهدف إضفاء القدسية والبعد الديني على الأرض وترسيخ الاستيطان الديني المتصف بالخطورة عمن سواه من أشكال الاستيطان.

وتعتبر المدرسة الدينية موئلًا لتخريج المتطرفين وجنود المدارس الدينية ما قبل الخدمة العسكرية التي يتحكم في قيادات العديد من وحداتها النظامية متدينين متطرفين يؤمنون بأنهم يحمون أرض الميعاد وأنهم جندها الأوفياء.