الساعة 00:00 م
الخميس 02 مايو 2024
22° القدس
21° رام الله
21° الخليل
25° غزة
4.71 جنيه إسترليني
5.3 دينار أردني
0.08 جنيه مصري
4.03 يورو
3.76 دولار أمريكي
4

الأكثر رواجا Trending

أطفال غزة يدفعون ثمن الأسلحة المحرمة

"القاتل الصامت".. هكذا يخنق أول أكسيد الكربون ضحاياه

حجم الخط
نابلس - وكالة سند للأنباء

يأتي الشتاء والأجواء شديدة البرودة، وتتجدد معها مخاوف الناس مما قد يصاحبها من حوادث قاتلة يعود الكثير منها إلى سوء استخدام أو خلل في وسائل التدفئة والتسخين بمختلف أشكالها وأنواعها.

ويحرص الناس عادة على اتباع الإرشادات لتفادي وقوع حرائق نتيجة وسائل التدفئة، لكن كثيرون قد يغفلون عن سبب آخر للوفاة قد يكون أشد خطورة، وهو غاز أول أكسيد الكربون الذي يمكن وصفه بـ "القاتل الصامت"، فكيف يقتل ضحاياه؟

قبل أيام، توفي شاب وأصيبت زوجته وطفلته بالاختناق الشديد في بلدة بني نعيم قضاء مدينة الخليل، جنوب الضفة الغربية، وخلصت تحقيقات جهاز الدفاع المدني في الحادثة إلى وجود نسبة عالية من غاز أول أكسيد الكربون الناتج عن سخان الماء الذي يعمل بالغاز.

ووجد السخان بحالة تشغيل، ما يشير إلى أنه تُرك يعمل أثناء النوم، ما يرجح أن يكون ذلك سبب الاختناق والتسمم بهذا الغاز.

ومساء السبت، توفي زوجان فلسطينيان بقرية جديدة المكر بالداخل الفلسطيني المحتل، جراء استنشاق الانبعاثات السامة من كانون الفحم الذي أشعلاه لتدفئة الغرفة.

ويقول مدير العلاقات العامة والإعلام في الدفاع المدني، المقدم نائل العزة، إن برودة الطقس تدفع الناس لاستخدام وسائل التدفئة بشكل مكثف، وأحيانًا تبقى تلك الوسائل تعمل طوال ساعات الليل وأثناء النوم، وهو ما يشكل خطرًا على حياتهم.

المدفئة الأخطر

وتعد مدافئ الغاز من بين أخطر وسائل التدفئة، فهي إلى جانب خطورة اشتعال النيران نتيجة خلل فيها، تستهلك كميات من عنصر الأكسجين الهام لعملية التنفس.

ويوضح "العزة"، أنه عندما يكون هناك تجديد للأكسجين في الغرفة فإن هذا يحافظ على درجة اشتعال منتظمة للمدفئة، لكن إذا نقص الأكسجين وكانت الغرفة محصورة وصغيرة، فإن عملية احتراق الغاز تنتج عنها غازات سامة، أخطرها أول وثاني أكسيد الكربون وغازات أخرى.

وبيّن: "عند انخفاض نسبة الأكسجين ترتفع نسبة أول أكسيد الكربون، ويحترق الغاز بشكل غير مكتمل، وهذا يؤدي إلى إنتاج أول أكسيد الكربون بشكل أكبر".

ولعل أخطر ما في غاز أول أكسيد الكربون أنه عديم الرائحة واللون، ومن يستنشقه يدخل في حالة إغماء وتسمم وتنخفض لديه نسبة الأكسجين بالدم، وقد يؤدي ذلك إلى الوفاة.

وإلى جانب مدافئ الغاز، فإن سخانات الماء التي تعمل بالغاز يمكن أن تشكل تهديدًا لحياة الإنسان.

ويشير مدير الإعلام في الدفاع المدني، إلى خطأ يقع بتمديدات سخانات المياه بالغاز، وذلك عندما يبث عادم السخان نواتج الاحتراق داخل المنزل بدل خارجه.

ويردف: "مع تسخين المياه لفترات طويلة في منطقة محصورة، ينتج عنه عملية احتراق غير مكتمل للغاز، وتنخفض نسبة الأكسجين، ويصدر عن ذلك غاز أول أكسيد الكربون".

ويحذر المختصون من استخدام كانون الفحم في الأماكن المغلقة.

ويُشير "العزة" إلى أن احتراق الفحم ينتج عنه أول أكسيد الكربون، ويقلل نسبة الأكسجين لأنه غير محترق بالكامل خلال مرحلة التصنيع.

واستطرد: "مدافئ الحطب المزودة بمدخنة إلى خارج المنزل، تعد أقل خطرًا، لأن نواتج الاحتراق تذهب ويأتي الأكسجين عبر المدخنة".

الكهرباء أكثر أمنًا

ويؤكد أن وسائل التدفئة التي تعمل بالكهرباء تعد الأكثر أمانًا بين مختلف وسائل التدفئة، وينصح بها لما توفره من درجة أمان عالية.

وسبب ذلك أن الحرارة الناتجة عن مدافئ الكهرباء ليست نتيجة عملية احتراق، وإنما نتيجة مقاومة في التمديدات الكهربائية؛ لكن مع ذلك ينصح الخبراء بإطفاء كل وسائل التدفئة بمختلف أنواعها ليلًا قبل الخلود للنوم.

وينصح بفصل جميع الأجهزة الكهربائية غير الضرورية ليلًا، لأن بعض الحوادث تنتج عن حريق يبدأ من أعمدة ومحولات الكهرباء في الشوارع نتيجة الأحمال الزائدة، وتنتقل إلى المأخذ النهائي (مقبس الكهرباء).