الساعة 00:00 م
السبت 04 مايو 2024
22° القدس
21° رام الله
21° الخليل
25° غزة
4.67 جنيه إسترليني
5.24 دينار أردني
0.08 جنيه مصري
4 يورو
3.72 دولار أمريكي
4

الأكثر رواجا Trending

عدنان البرش .. اغتيال طبيب يفضح التعذيب في سجون الاحتلال

"سرطة".. مصانع تلوث وجرافات تستنزف ما تبقى من الأرض

حجم الخط
مصانع استيطانية في قرية سرطة
سلفيت -وكالة سند للأنباء

في قرية سرطة غرب محافظة سلفيت، معاناة الفلسطينيين مركبة، فليست مصادرة الأراضي وسرقة خيراتها وتدمير الأشجار المعمرة فيها، ما يؤرقهم ويُهدد حياتهم، إنما الخطر الأكبر الذي يحطيهم من كل جانب، هو السموم والروائح الكريهة التي تنبعث من مستوطنات "بركان" الصناعية.

"منطقة منكوبة" هكذا يصف المراقبون قرية "سرطة" فمن ناحية الاستيطان يتواصل الزحف وسرقة الأراضي على حساب الوجود الفلسطيني، ومن ناحية أخرى فإن خطر التلوث البيئي يتسع يومًا بعد آخر، إذ تعمل المناطق الصناعية الاستيطانية في سلفيت على مدار الساعة، دون الالتفات إلى الأضرار التي تلحق بمكونات البيئة من هواء وتربة ومياه.

وتقع القرية إلى الجنوب الغربي من مدينة نابلس، على بعد 32 كم منها، ويأتي موقع القرية ضمن مرتفعات وسط فلسطين بمحاذاة أقدام جبال نابلس، وتبلغ مساحتها 253 دونماً.

مخطط "بركان"..

حسرة وألم تمتلك قلب المزارع عبد الرؤوف صلاح من سكان القرية، بعد اقتلاع جرافات الاحتلال الإسرائيلي أشجاره المعمرة التي تبلغ عمرها قرابة 80 عاماً، دون سابق إنذار، لصالح المشاريع الاستيطانية في الضفة.

ويقول المزارع صلاح، إن جرافات المستوطنين اقتلعت أشجار زيتون ضخمة، وأخرى صغيرة العمر "غراس"، وتارة تقتلع الأشجار الأخرى من اللوزيات والبلوط والتين والعنب وغيرها.

ويوضح صلاح في حديثه لـ"وكالة سند للأنباء"، أن ما يجري هو مخطط لإقامة بنى تحتية للمنطقة الصناعية "بركان" وبقية المستوطنات.

من جانبه، يقول رئيس مجلس القرية عادل صلاح، إن الاستيطان صادر الأراضي شرق القرية لصالح إقامة المنطقة الصناعية "بركان"، والآن يزعم أنه بصدد إقامة بنى تحتية للمستوطنات من الجهة الغربية للقرية.

ولا يستطيع أهالي القرية الدخول إليها بمركباتهم  لفلاحتها، بسبب إغلاق جيش الاحتلال ومستوطنيه  للطرق بالحجارة والأتربة، ما يضطرهم  إلى السير على الأقدام لمسافات طويلة للوصول إلى أراضيهم.

ويتفق أهالي "سرطة" على أن أكبر مشكلة تواجههم بالتوازي مع مصادرة الأرض وتجريفها، هو تلويث المصانع الاستيطانية للهواء والتربة والوديان، ما جعل المنطقة "منكوبة" بيئيًا.

عن ذلك يُحدثنا أحمد سرطاوي "في إحدى المرات خرج من أحد مصانع "بركان" دخان أسود، وكانت الرياح متجه نحو القرية، مما اضطرنا لإغلاق الشبابيك، ومنع الأطفال من الخروج، فالهواء أصبح ملوثا دون أن نعرف ماهية ونوع التلوث أو الغازات".

ليس هذا فحسب، بل يُشير إلى أن السُكان يشتكون من تلوث صوتي متواصل، بسبب الأصوات المزعجة الصادرة عن آلات المصانع، دون أن يلتفت أحد إلى معاناتهم.

وصادقت سلطات الاحتلال على إقامة خط للبنية التحتية بطول 15 كيلو متر، يبدأ من المنطقة الصناعية "بركان"، ويتجه نحو الداخل المحتل مرورا بمستوطنة القناة غرب سلفيت، وفق ما أوردته هيئة مقاومة الجدار والاستيطان.

وأقيمت مستوطنة "بركان" عام 1981 على أراضي قرى حارس، وكفل حارس، وقراوة بني حسان، وسرطة، وبقيت تتمدد سنة بعد أخرى إلى أن أصبحت منطقة صناعية، تضم عشرات المنشآت، التي تنتج صناعات متعددة، كالألمنيوم، والفيبرجلاس، وإعادة تدوير البلاستيك، والإلكترونيات، والصناعات العسكرية.

ويؤكد مراقبون أن إدارة هذه المناطق، لا تتبع الإجراءات السليمة في التخلص من النفايات، وتضخ المياه العادمة في أراضي الفلسطينيين، فضلًا عن نفث الدخان في الهواء.

وأثرت هذه السلوكيات بشكلٍ سلبي على التربة إذ أصبحت غير صالحة للزراعة، إضافة إلى نقص حاد في الثروة الحيوانية، وانتشار القوارض والحشرات، وأمراض فطرية بأنواعٍ غريبة.