الساعة 00:00 م
الخميس 02 مايو 2024
22° القدس
21° رام الله
21° الخليل
25° غزة
4.71 جنيه إسترليني
5.3 دينار أردني
0.08 جنيه مصري
4.03 يورو
3.76 دولار أمريكي
4

الأكثر رواجا Trending

أطفال غزة يدفعون ثمن الأسلحة المحرمة

معروف: معلبات مفخخة يتركها الاحتلال بمنازل غزة

"يمه هدول 28 سنة، مش 28 يوم"..

"محمد" أصغر معتقل إداري.. وحشية إسرائيلية وجريمة مستمرة

حجم الخط
محمد منصور أصغر معتقل إداري
فاتن عياد الحميدي - جنين - وكالة سند للأنباء

"يمه هدول 28 سنة، مش 28 يوم"، كلماتٌ تتسرب من حروفها أنين طفلٍ لم يتجاوز عامه الـ16 آنذاك، يعيش وحيدًا في زنزانته بتخيلاتٍ قاسية يواجه التحقيق والتعذيب، والتهمة؟ غير معروفة! لكنّ في عُرف سلطات الاحتلال الإسرائيلي، يكفيك أن تكون فلسطينيًا لتُعاقب ويُنكل بك.

يستجمع قلمنا حرفه، مثلما لملمت السيدة " أسماء منصور" والدة "محمد" أصغر معتقل إداري في سجون الاحتلال الإسرائيلي قواها عندما قالت " بقدرش يغيب ابني عني دقيقة".

محمد غسان منصور (17 عاماً) من محافظة جنين، تلميذ مجتهد، كان يقترب من إنهاء الثانوية العامة "التوجيهي"، ويسخّر وقته للدراسة ليحظى بمعدلٍ دراسي يمكنه من الوصول لما يصبو إليه، لكن سرعان ما باغتت قوات الاحتلال منزله ليلاً في الثامن من أبريل/ نيسان 2021، وقطعت عليه الطريق.

"اعتقال بوحشية"

تقول والدة المعتقل "منصور" أُم أحمد، قبل شهر رمضان المبارك بأيام، استيقظت العائلة على أصوات تفجير أبواب المنزل، وإذ بجنود الاحتلال يتوجهون صوب الطفل "محمد" وينهالون عليه ضرباً وسحلاً، ويقتادوه من عنقه بوحشية إلى "الجيب العسكري".

وفي تفاصيل القصة، تكشف "أم أحمد" لـ"وكالة سند للأنباء" أن جنود الاحتلال ربطوا أيدي نجلها بأحزمة بلاستيك قوية وعصبوا عينيه، وضربوه على رأسه ما أفقده النظر في حينه.

فلم تتمكن العائلة من توديعه "وفقاً لما ذكرت والدته"، ولا ملامسته أو إعطائه بعضاً من طعامٍ ولباس، ولا قُبلة تطبعها أمه على جبينه وتضمه إليها فتغدق عليه بسكينة وأمان في بضع دقائق معدودات، تهوِّن عليه قسوة الموقف.

تضيف "أم أحمد"، بعد اعتقاله عُرض على 5 جلسات للمحكمة لإصدار قرارٍ بحقه، وفي كل مرةٍ كانت سلطات الاحتلال تختلق عذراً وتؤجل المحكمة، وعند المرة الخامسة أصدرت قراراً باعتقاله إدارياً حتى السابع من فبراير/شباط المنصرم، دون الكشف عن التهمة.

تمكنت "أم أحمد" من زيارة ابنها بعد 7 أشهر من الاعتقال، تصف هذه اللحظة بقولها، "ما تحدثت معه دقيقتين من شدة البكاء"، فلم تتحمل رؤيته على هذا الحال، وهو لم يكن يفضل أن تراه والدته في مشهد مؤلم خلف قضبان أنهك قواه.

"28 يوم كانوا 28 سنة"

وتتابع: " طلب مني محمد أن أطهو له الأكلات التي يفضلها، مستبشراً بقرب تنسُّم الحرية"، إلا أن الصدمة التي تعرض لها "محمد" قبل الإفراج عنه كانت تجديد "الإداري" بحقه 4 شهور أخرى، ما أدخلته في حالة نفسية صعبة.

وتنقل والدة المُعتقل "محمد" عنه قوله: " أنا وغيري نُسجن ظلما، قضيت 28 يوماً في زنازين التحقيق كانت 28 سنة".

وفي الحديث عن دراسته، تقول "أم أحمد" لـ"سند"، إن ابنها كان طالباً مجتهداً في دراسته، يطمح لدراسة التجارة التي أحبها منذ صغره، والتي اعتاد عليها من خلال تواجده مع والده في مكتبتهم لبيع القرطاسية والكتب والروايات.

وتضيف أن نجلها أكمل دراسته في سجون الاحتلال، وتحدى السجان بنجاحه، لكن لظروف التعذيب والقسوة لم يتمكن من الحصول على معدله الذي تمناه، ولم يعش فرحة النجاح بين أهله وعائلته.

وما زال قلب الأم في لهفة وشوق للقاءٍ قريب يجمعها بنجلها في الـ 15 من شهر مارس/أذار الجاري، فتطفئ لهيب الانتظار المتبقي لخروجه نهائياً.

"500 معتقل إداري"

يعرف الاعتقال الإداري بأنه "اعتقال دون تهمة أو محاكمة، يعتمد على ملف سري وأدلة سرية لا يمكن للمعتقل أو محاميه الاطلاع عليها".

وبحسب نادي الأسير الفلسطيني، وصل عدد الأسرى في سجون الاحتلال حتى نهاية كانون ثان/ يناير 2022، نحو 4500، بينهم 32 أسيرة، و180 طفلًا.

فيما بلغ عدد المعتقلين الإداريين نحو 500، إضافة لـ 600 أسير مريض، بينهم 4 مرضى بالسّرطان، و14 أسيرًا على الأقل مصابون بأورام بدرجات متفاوتة، بينهم الأسير الأكبر سنًا، فؤاد الشوبكي (82 عامًا).

ومن جانبه يبين مدير نادي الأسير في محافظة جنين منتصر سمور لـ"وكالة سند للأنباء" أن عدد المعتقلين الإداريين من المحافظة يتراوح 38 لـ 40 معتقل إداري من ضمنهم الطفل محمد منصور وهو أصغر معتقل إداري.

ويؤكد أن قوات الاحتلال الإسرائيلي تتبع نهجاً تعسفياً تنكيلياً بحق الأسرى، دون تفريق بين صغير أو كبير، أو رجل وامرأة.