في خضم الأحداث الأخيرة، وإعلان القدس عاصمة لليهود، انتفض العرب ألمًا وحزنًا، وتساءل الآباء والأمهات كيف نغرس في أولادنا حب الأقصى وأحقيتهم بالقدس؟
إليكم بعض الوسائل لغرس محبة الأقصى والقدس، والوعي بأحقيتهم به للأطفال دون سن السابعة.
الأطفال ليسوا سلة مهملات لمشاعرنا
هناك فرق بين تربيتك لطفلك انطلاقًا من وعيك بعقيدتك الراسخة، وبين تربيتك إياه انطلاقًا من المشاعر والتفاعل مع الأحداث؛ فتنقل إليه الشعور بالعجز والضحية وتحمل الطفل فوق طاقته. فالطفل غير مكلف بالأساس، وإحساسه بالعجز والضحية لا يفيد ولن ينصر القضية قيد أنملة.
في هذا السن الصغير، جُل ما نريده هو الارتباط القلبي والشعور بأهمية الأقصى والقدس في الإسلام. ولا أُفضل متابعة الأخبار أمام الطفل فيرى مشاهد العنف والدماء. نريد تربية طفل سوي نفسيًا يشعر بالعزة والكرامة، والقدرة على البناء والتغيير.
يحب الأطفال الشخصيات الكرتونية حبًا جمًا، ويتخيل الطفل أنه بطل كأحدهم يحارب الأشرار وينقذ الأرض من شرورهم. بالطبع من حقه أن يتمتع بطفولته، ولكن علينا استثمار وتوظيف هذا الحب والخيال الخصب بربط الطفل بالأبطال الحقيقيين ليعتز بهويته.
بإمكانكم تصميم ماكيت عن صلاح الدين الأيوبي ليلعب به الطفل كما يلعب بالشخصيات الكرتونية، وبمرور الوقت سيتعرف على شخصية «صلاح الدين»، وأنه بطل حقيقي له انتصارات على أرض الواقع، وليس وهميًا كالشخصيات الكرتونية.
أولًا؛ يجب أن يعرف الطفل أين يسكن هو. فالطفل يسكن في «شارع – حي – محافظة – بلد – قارة»، ثم يعرف أين يسكن الأقصى «بلد – قارة». وقد استوحيت من أنشطة وأدوات نهج «مونتيسوري» لتوصيل المعلومة.
حين نقوم بعمل أنشطة عن سيدنا «محمد» ﷺ، يجب ألاّ نغفل عن توظيف المناسبة بغرس أهمية الأقصى في الإسلام. فمحبة النبي تقتضي بالضرورة محبة الثلاثة مساجد (المسجد الحرام، المسجد النبوي، والمسجد الأقصى).
اقتناء بازل ضمن ألعابه
ماكيت مصمم كـ(بازل – لغز) يجب حله كي يظهر الشكل النهائي للمسجد الحرام، النبوي، والمسجد الأقصى.
الطفل يتعلم باللعب. فكما يتعلم أسماء الفاكهة والخضروات وغيرها من المعلومات عبر البازل، فقد فضلت تصميم بازل خاصًا بالمسجد الحرام، والمسجد النبوي، والمسجد الأقصى فيرتبط بهم. وبالطبع نختار صورة للأقصى توضح أنه كل ما بداخل السور، وليست قبة الصخرة، أو المسجد القبلي فقط.
التعلم بالألحان
الألحان والأناشيد عامل قوي في تثبيت المعلومة والارتباط بقضية ما، ولكن أُفضّل الأناشيد المبتهجة وليست الحزينة. ومن الأناشيد أنشودة «يا رب نصلي في الأقصى» الخاصة بقناة «طيور الجنة».
إن اكتشاف وتطوير مهارات الطفل لا يفيده في حياته العلمية والعملية فقط، وإنما يقيه الشعور بالعجز وقلة الحيلة تجاه القضية التي يؤمن بها، وييسر عليه توظيف مهاراته في بناء الأمة.
وأخيرًا، لا تستعجل النتيجة في هذا السن الصغير، فقد يستغرق الأمر أيامًا أو حتى شهورًا، لا مشكلة، لسنا في عجلة من أمرنا، فالتربية عملية متدرجة ومستمرة، وليست وقتية أو نتيجة لعرض مرة واحدة بسبب أحداث أو مناسبة أو انفعال. واطمئن عزيزي القارئ ما دمت تعيش لأجل قضية ما، سيتشربها طفلك تلقائيًا، فالطفل مرآة أبيه.