الساعة 00:00 م
الإثنين 21 ابريل 2025
22° القدس
21° رام الله
21° الخليل
25° غزة
4.89 جنيه إسترليني
5.2 دينار أردني
0.07 جنيه مصري
4.19 يورو
3.69 دولار أمريكي
4

الأكثر رواجا Trending

وجبة من السم يوميًا.. الطهو على نيران البلاستيك خيار المضطر في غزة

هل تبقى قرارات "يونسكو" بشأن فلسطين حبراً على ورق؟

كيف وظفت إسرائيل الحرب في أوكرانيا لتعزيز الاستيطان؟

حجم الخط
1.jpg
فاتن الحميدي - وكالة سند للأنباء

كما هي عادتها، وفي إطار استغلالها للحرب الروسية الأوكرانية، تعمل سلطات الاحتلال الإسرائيلي على قدمٍ وساق وضمن "خطة طوارئ" أعلنتها مؤخرًا، من أجل استقدام مئات آلاف اليهود وإحلالهم محل السكان الأصليين (الفلسطينيين).

ووفقًا لمعطيات إسرائيلية، فإن إسرائيل باشرت بتنفذ خطتها قبل أيام من الهجوم العكسري الروسي على أوكرانيا (24 فبراير/ شباط الماضي)، بوصول 87 يهوديًا من كييف إلى تل أبيب، علمًا أن أعداد اليهود الأوكرانيين تُقدر بنحو 120-150 ألفًا.

وفي إطار الجهوزية التي أعلنت عنها المستويات السياسية في إسرائيل، فإن الوكالة اليهودية (المسؤولة عن استقدام اليهود)، خصصت خطًا ساخنًا لتقديم المساعدة لليهود الراغبين في الهجرة، ونشرت موظفيها في 6 محطات أقيمت عند النقاط الحدودية الأوكرانية مع دول بولندا ومولدوفا ورومانيا والمجر، لتقديم المشورة للمهاجرين.

أيضًا ستعمل إسرائيل بموجب "خطة الطوارئ" على جلب 5 آلاف يهودي من أوكرانيا في الأسبوع الواحد وصولًا إلى 25 ألف مهاجر، تبعًا لصحيفة "إسرائيل اليوم"، على أن يتم دمجمهم وتوزيعهم على المستوطنات في الأراضي الفلسطينية.

وتُشير التقديرات الإسرائيلية، إلى وصول 10282 مهاجرًا من أوكرانيا إلى إسرائيل منذ بداية الحرب، وكانت "وزيرة الداخلية"، أييلت شكيد، قد كشفت أن 10% فقط من اللاجئين الأوكرانيين الذين يفدون إلى إسرائيل هم من اليهود.

في حين وصل من روسيا 6126 وافدا حظي 1300 منهم فقط بتأشيرة "قادم جديد" ودخلوا إسرائيل استنادا إلى قانون "العودة الإسرائيلي"، بحسب معطيات نقلها موقع "عرب 48" عن منظمة "نتيف" الإسرائيلية.

نمو الاستيطان..

بالتزامن مع الهجوم العسكري على أوكرانيا، أعلن ما يُسمى بـ "رئيس قسم الاستيطان" في المنظمة الصهيونية العالمية يشاي ميرلنغ، عن البدء بالتحرك لإنشاء 1000 وحدة سكنية استيطانية لمصلحة استيعاب اليهود الفارين من أوكرانيا.

وأدت عمليات الاستيطان المتصاعدة إلى زيادة في عدد المستوطنين، فقد سجّل "المجلس الاستيطاني" قفزة في النمو السكاني في صفوف المستوطنين، حيث سكن 15.890 مستوطنًا جديدًا في تلك المستوطنات خلال 2021، مقارنةً مع 12.123 في عام 2020، ويقيمون في 150 مستوطنة وعدد كبير من البؤر الاستيطانية.

وتبعًا لمعطيات نشرها "الملجس الاستيطاني، فإن عدد المستوطنين في مناطق الضفة الغربية بما يشمل وادي الأردن سوف يرتفع ليصل إلى نصف مليون مستوطن بحلول نهاية عام 2022 الجاري.

حرب ديموغرافية

يقول مسؤول ملف الاستيطان في الضفة الغربية غسان دغلس لـ "وكالة سند للأنباء"، إن "مخطط جلب اليهود من أوكرانيا إلى مستوطنات الضفة والشمال والنقب، يأتي ضمن الحرب الديموغرافية التي تشنها إسرائيل على الفلسطينيين وأرضهم".

ويُضيف "دغلس": "ففي الوقت التي يعمل الاحتلال على جلب المستوطنين من كل مكان في العالم، يواصل إجرامه بحق الفلسطينيين وممتلكاتهم، فقد ارتفعت وتيرة التجريف والهدم والملاحقة بالرصاص الحيّ"، مشيرًا إلى أن 20 فلسطينيًا استُشهدوا منذ باداية عام 2022.

ويؤكد أن إسرائيل تسعى من خلال عمليات الاستيطان المتصاعدة، لملئ الفراغات بين المستوطنات، من خلال إقامة شوارع التفافية ومصادرة أراضي لربط البؤر ببعضها، تمهيدًا لبسط السيطرة الكاملة على الأرض الفلسطينية.

بدوره يوضح المختص بالشأن الإسرائيلي خلدون برغوثي، أن إسرائيل تستغل الحرب في أوكرانيا لتعزيز الاستيطان، وفتح باب الهجرة، لافتًا إلى أنها تحض اليهود المتواجدين في أوكرانيا وروسيا بشكلٍ دائم للهجرة إلى فلسطين.

ويُردف "برغوثي" في حديثٍ مع "وكالة سند للأنباء" أن إسرائيل باشرت من اللحظة الأولى لوصول المهاجرين من أوكرانيا، بدمج عدد منهم في مستوطنات الضفة  تحديدًا في  "ريفيفا" بمحافظة نابلس، و"غوش عتصيون" قرب بيت لحم.

ويتطرق لـ "قانون العودة الإسرائيلي" قائلًا: "إن إسرائيل تمنح الجنسية دون السفر الفعلي، لمن يُعبّر عن رغبته بالهجرة من أي مكان في العالم لإسرائيل".

ويُبيّن "برغوثي" أن هذا "القانون سُنَّ مبكراً؛ لترجيح الكفة الديموغرافية لصالح اليهود على حساب الفلسطينيين الذين تم تهجير معظمهم في النكبة الفلسطينية عام 1948".

ويعتقد أن إسرائيل تستغل "قانون العودة" حاليًا لتحويل اليهودي الروسي أو الأوكراني إلى يهودي إسرائيلي، معتبراً ذلك "فرصة للاحتلال لترجيح التوازن الديموغرافي، خاصة بعد أن تجاوز عدد الفلسطينيين اليهود الموجودين في إسرائيل".

وبحسب موقع صحيفة "يديعوت أحرنوت" فإنّ أكثر من 51 ألف يهودي هاجروا من أوكرانيا إلى "إسرائيل" خلال العقد الماضي.

لكن "ضيف سند" يؤكد أنه في ظل الظرف المفاجئ وغير المتوقع في الأزمة العالمية الراهنة، إن لم تكن إسرائيل مستعدة للهجرة المقبلة فقد تتعرض لكارثة في عدم الاستعداد، والسؤال هنا "أين سيذهب المستوطنون"؟

معايير الاستقدام..

يتحدث المتابع للشأن الإسرائيلي في القدس رمزي غنايم، عن معايير وضعتها الحكومة الإسرائيلية لقبول أو رفض اللاجئين من أوكرانيا وهي أن يكون "اليهودي اللاجئ على قرابة بإحدى العائلات المتواجدة في إسرائيل، أو من معتنقي الديانة اليهودية، أو مدعو من أحد المقيمين في إسرائيل، أو بينه وبين إسرائيل علاقة تجارية واقتصادية".

أما الاستثناء لبعض اللاجئين الوفدين إليها من غير حاملي الديانة اليهودية ولا يتفق مع المعايير السابقة، فقد اشترطت عليه التوقيع على تعهد بأن تكون إقامته مؤقتة وليست دائمة، تبعًا لما أورده "غنايم" لـ "وكالة سند للأنباء"

ويُنبّه أن إسرائيل أرجعت 16 حالة من اليهود الأوكرانيين من مطار "بن غوريون" مباشرةً؛ بذريعة عدم توافقهم مع المعايير الموضوعة، ما استدعى سفير أوكرانيا في إسرائيل لتقديم شكوى وطلب توضيح مباشر من الحكومة الإسرائيلية، حول إرجاع بعض اللاجئين.

أرقام عن هجرة اليهود..

وبحسب بيانات نشرتها الوكالة اليهودية فإنه منذ عام 2010 حتى ديسمبر/كانون الأول 2019 هاجر نحو 255 ألف يهودي إلى إسرائيل من 150 دولة تصدّرتها روسيا وأوكرانيا وفرنسا والولايات المتحدة وإثيوبيا.

وأظهرت بيانات الجهاز المركزي للإحصاء أنه منذ نكبة فلسطين عام 1948 حتى عام 2020 قدم نحو 3.4 ملايين مهاجر يهودي إلى فلسطين المحتلة، 43.7% منهم هاجروا إلى البلاد منذ عام 1990.

وارتفعت الهجرة اليهودية إلى إسرائيل بنسبة 31% في عام 2021، مقارنة بالعام الذي سبقه، فقد تم استقدام 20 ألفا و360 يهوديا، حسب إحصاءات وزارة الهجرة والوكالة اليهودية.

يُذكر أن عدد اليهود في العالم يبلغ نحو 14.5 مليون نسمة، من بينهم 6.8 ملايين في إسرائيل، ونحو 5.4 ملايين في الولايات المتحدة، ونحو 460 ألفا في فرنسا، ويتوزع الباقون في دول عديدة بخاصة في أوروبا الغربية.