الساعة 00:00 م
الجمعة 26 ابريل 2024
22° القدس
21° رام الله
21° الخليل
25° غزة
4.76 جنيه إسترليني
5.37 دينار أردني
0.08 جنيه مصري
4.08 يورو
3.8 دولار أمريكي
4

الأكثر رواجا Trending

جيش الاحتلال يُعلن مقتل "رائد" شمال قطاع غزة

فلسطيني يحول موقعاً عسكرياً مدمراً إلى مسكن لعائلته النازحة

هدم منازل منفذي العمليات.. هل وجد الاحتلال ضالته في كومة حجارة؟

حجم الخط
هدم المنازل
أحلام عبدلله – وكالة سند للأنباء

"هدم بهدف العقاب".. إستراتيجية إسرائيلية مستمرة منذ عام 1948 بحق منازل الفلسطينيين في الضفة الغربية ومدينة القدس، وتوّسعت بشكلٍ واضح بعد الانتفاضة الثانية، إذ أصبحت تطال بيوت عوائل منفذي العمليات الفدائية، وصولًا إلى حالة شعبية عامة ضاغطة لـ "منع وتجنب أي فعل يُقاوم الاحتلال"، فهل تنجح؟

وقد جرى خلال عام 2021 هدم منزلين لعوائل منفذي عمليات مقاومة ضد الاحتلال، وتسليم إخطارين لعائلتين أخريين، في حين هدمت قوات الاحتلال منذ بداية 2022، منازل أربع عوائل في جنين والقدس، وفق توثيق مركز إعلام حقوق الإنسان والديمقراطية "شمس".

عائلة جرادات.

في شهر فبراير/ شباط المنقضي، وآذار/ مارس الجاري، عاشت بلدة السيلة الحارثية غرب جنين أيامًا وليالي حامية، إذ شهدت أكثر من مرة اندلاع مواجهات عنيفة بين فلسطينيين وجنود الاحتلال الذين كانوا يقتحمون البلدة لتنفيذ أوامر هدم بحق منازل عائلة "جرادات"، وأسفرت تلك المواجهات عن ارتقاء شهيد وإصابة العشرات.

وتتهم سلطات الاحتلال أربعة مواطنين من عائلة "جرادت" بتنفيذ عملية إطلاق النار قرب مستوطنة "حومش" شمال نابلس أواخر العام الماضي، والتي أسفرت عن مقتل مستوطن، وهم "عمر" و"غيث" و"محمد" و"محمود" واعتقلتهم جمعيًا  في 19 كانون أول/ ديسمبر الماضي.

فيما اعتقل الاحتلال عطاف جرادات والدة "غيث" و"عمر" في 27 كانون ثان/ يناير الماضي، بتهمة "التستر على المنفذين".

وخلال شهرين هدمت قوات الاحتلال منزل الأسير "غيث" يدويًا وبالتزامن فجّرت منزل الأسير "محمد"، سبقه في فبراير هدم منزل الأسير "محمود"، وصدر أيضًا أمرٌ بهدم منزل الأسير "عمر"، لكن العائلة استأنفت ضد الأمر، ولم يصدر قرارٌ نهائي بشأن المنزل.

يقول أسد الله جرادات شقيق الأسيرين "غيث" و"عمر" لـ "وكالة سند للأنباء"، إن "الاحتلال يُمارس سياسة العقاب الجماعي بحق الفلسطينيين، في محاولة لثنينا عن مواجهة إجرامه، والدفاع عن أرضنا".

ويُضيف "جرادت" أن "حالة التضامن الشعبي الكبيرة مع العائلة رفعت معنوياتهم وزادت ثباتهم في وجه الاحتلال"، مشددًا على أنه "بالرغم من كل الأذى الذي ألحقه الاحتلال بالعائلة، إلا أنهم صامدون ولن تُكسر عزيمتهم".

سياسية معتمدة

المنسقة الإعلامية لمركز "شمس" ريناد موسى تؤكد لـ "وكالة سند للأنباء" أن سلطات الاحتلال تلجأ إلى هدم المنازل ضمن سياسة ممنهجة ومتعمدة، لفرض عقابٍ جماعي على الفلسطينيين، وثنيهم عن أي فعلٍ مقاوم ضده.

وفي استعراضها لمن هدم الاحتلال منازلهم خلال 2021، تُشير "موسى" إلى أنه جرى هدم وتفجير منزل الأسير محمد كبها بقرية طورة في بلدة يعبد غرب جنين بتاريخ 10 شباط 2021، بتهمة قتل مستوطِنة في ديسمبر 2020 عُثر على جثتها في غابة "أم الريحان" لاحقًا.

وفي 8 تموز/ يوليو 2021، فجّر الاحتلال منزل الأسير منتصر شلبي في بلدة ترمسعيا بين مدينتي نابلس ورام الله وسط الضفة، وذلك بعد ساعات من مداهمته ومحاصرته.

ويتهم الاحتلال "شلبي" بتنفيذ "عملية زعترة" مطلع مايو/أيار 2021، عند حاجز زعترة جنوب نابلس أدت لمقتل مستوطن وإصابة اثنين بجراح مختلفة، بينما أصيب "شلبي" برصاص أحد الجنود، واعتُقل بعد مطاردته لأيام.

بينما هدم الاحتلال منزل الشهيد فادي أبو شخيدم من مخيم شعفاط بمدينة القدس في شهر 2/2022، ورفضت المحكمة العليا الإسرائيلية الاعتراض المقدم من عائلة الشهيد ضد الأمر العسكري القاضي بهدم منزلها.

واستشهد "أبو شخيدم" في 21 من شهر تشرين ثاني/نوفمبر 2021، عقب اشتباك مسلح مع قوات الاحتلال في طريق باب السلسلة في القدس القديمة.

نتائج عكسية..

المختص بالشأن الفلسطيني جمال عمرو يؤكد أن سلطات الاحتلال انتهجت سياسة هدم بيوت منفذي العمليات الفدائية منذ وطأت قدمه أرض فلسطين كعقوبةٍ جماعية لكنّها لم تحصد إلا نتائج عكسية.

ويُردف "عمرو" لـ "وكالة سند للأنباء" "أن كل فلسطيني ينفذ عملاً مقاومًا ضد الاحتلال، فإن عقابه يطال عائلته ويتم التنكيل بأسرته بشكل كامل لتشكيل حالة من الضغط وردعهم".

وتحدثت وسائل إعلام إسرائيلية، أنه في أكثر من موطن أقرّت بأن الحكومة الإسرائيلية تحصد نتائج سلبية لهدم منازل منفذي العمليات، فمعظم الذين هدمت منازلهم نشأ من رماد حجارة بيوتها من يأخذ بالثأر، وفق "عمرو".

ويوضح "ضيف سند" أن "عائلات منفذي العمليات تحتضنها قاعدة شعبية واسعة، تمت ترجمتها في بعض الأحيان، بإعادة بناء بيت منفذ العملية، تضميدا لجراح هذه الأسرة المكلومة"، مشددًا على أن "هذه المؤازرة ترفع من معنويات عوائل الشهداء والأسرى، وتزيد من ثباتهم في وجه إجراءات الاحتلال، لذا يجب ألا تخفت".