الساعة 00:00 م
الخميس 02 مايو 2024
22° القدس
21° رام الله
21° الخليل
25° غزة
4.71 جنيه إسترليني
5.3 دينار أردني
0.08 جنيه مصري
4.03 يورو
3.76 دولار أمريكي
4

الأكثر رواجا Trending

أطفال غزة يدفعون ثمن الأسلحة المحرمة

معروف: معلبات مفخخة يتركها الاحتلال بمنازل غزة

ضرباتٌ متتالية.. "الخضيرة" وهزيمة إسرائيل الثقيلة في الداخل

حجم الخط
الخضيرة
القدس - وكالة سند للأنباء

بينما يستعد النقب لاستضافة قمةٍ سداسية "إسرائيلية عربية أمريكية"، ذاع في الأخبار "حدث أمني" في مدينة الخضيرة، تمثّل بعملية إطلاق نار نفذها شابان من مدينة أم الفحم، مساء أمس الأحد، أسفرت عن مقتل عنصرين من شرطة الاحتلال، وإصابة 12 آخرين بجروحٍ متفاوتة.

ومنفذا عملية إطلاق النار هما: خالد وأمين اغبارية، ارتديا زيًا يحمل شعار فيلم "المنتقم" الذي ينفّذ عمليات قتل بهدف الانتقام من أشخاص قتلوا أفراد عائلته.

وأوردت قناة كان الإسرائيلية، أنهما كان يحملان مسدسًا و1100 طلقة، وقتلا عنصرًا من شرطة الاحتلال واستوليا على سلاحه واستخدماه في العملية، فيما كان عناصر من القوات الخاصة الإسرائيلية "مستعربين" في مطعم مجاور وقاموا بقتلهما.

بعد عملية الطعن التي وقعت في بئر السبع وأسفرت عن مقتل أربعة إسرائيليين الأسبوع الماضي، جاء إطلاق النار أمس كضربة أمنية ثانية تتلقاها إسرائيل من الخاصرة ذاتها، وسط توقعات بأن يحتضن شهر رمضان المبارك موجة تصعيد بين الاحتلال والفلسطينيين على أكثر من جبهة.

"سيناريو الأكثر رعبًا"..

مختصون يصفون الأحداث المتتالية في الداخل والتي كان آخرها عملية إطلاق النار بـ "السيناريو الأكثر رعبا"، وأن ما بعدها ليس كما قبلها "كونها كشفت عن إخفاق خطير لمؤسسة الأمن التي لم تتيقظ تجاه إرهاصات هذه الحالة".

وفي رصده لما جاء في الإعلام الإسرائيلي عن العملية، يقول المختص بالشأن الإسرائيلي محمد أبو علان: "إن الحدث وُصف بالأخطر، رافقه حملة تهديد وشيطنة كبيرة تصبّ نار غضبها على أم الفحم بشكل عام، وعلى رئيس الحركة الإسلامية بالداخل الشيخ رائد صلاح تحديدا".

ويُتابع "أبو علان" لـ "وكالة سند للأنباء": "شنّ الإعلام الإسرائيلي جملة تهديدات تطالب بتطبيق الإجراءات المتخذة في الضفة الغربية على منفذي العمليات بالداخل، من هدم للبيوت ومصادرة لها ومنع ذويهم من البناء مجددا".

ووفقًا لما نشرته صحيفة يديعوت أحرنوت فإن جهاز "الشاباك" وشرطة الاحتلال يُخططان لتنفيذ حملة اعتقالات "استباقية" في صفوف فلسطينيي الداخل خلال الفترة المقبلة، على خلفية مخاوف من وجود "خلايا نائمة قد تُنفذ عمليات تُحاكي عملية الخضيرة".

ويؤكد "أبو علان" أن المعتقلين في هذه الحملة سيتم تحويلهم إلى الاعتقال الإداري، إلى جانب التحريض ضد شخص الشيخ رائد صلاح والمطالبة بإعادة اعتقاله.

ويشير إلى صدور تعليمات بأن يتولى حرس الحدود "المسؤولية العملياتية" في منطقة وادي عارة، ما يعني "الدخول لمرحلة أمنية جديدة ومشددة لما يعرف عن قوات الحرس من عدوان وعنف ووحشية بحق فلسطينيي الداخل".

ويورد "ضيف سند" أن إرهاصات هذه المرحلة لا تزال عالقة في ذهن الإعلام الإسرائيلي منذ هبّة اللد العام الماضي، إبّان العدوان على غزة (مايو/ أيار 2021)، "باعتبارها نقطة تحول أظهرت هشاشة الوضع الأمني في المدن المختلطة".

ويؤكد أن السيناريو "الأشد رعبا" يتمثل في الخوف من توقعات ردود الفعل الفلسطينية بالداخل المحتل بأي مواجهات أو أحداث قادمة.

قلق غير مسبوق..

كذلك الخبير في الشأن الإسرائيلي فايز عباس، يؤكد لـ "وكالة سند للأنباء" أن "الأوساط الإسرائيلية تنظر للحدث بـ"خطورة عالية جدا، وتعبر عنه بقلق غير مسبوق".

ويوضح "عباس" أن إسرائيل كانت تستشعر التهديد في الضفة الغربية وقطاع غزة والقدس؛ لكنها تفاجأت أنه جاء لها من الداخل، بالإضافة إلى تخوفات إسرائيلية من نشاط لأشخاص ومجموعات قد تشكل خطرا مستقبليا أيضا.

وفي ربطه لتزامن العمليات الفدائية بالنقب وأم الفحم، يقول: "إن كلاهما وضع إسرائيل في قلق غير مسبوق"، مستطردًا: "أجهزة الاحتلال الأمنية أغفلت هذا التهديد ولم تتعامل معه بجدية، في ظل الحديث عن أن بعض منفذي هذه العمليات كانوا قد اعتقلوا سابقًا على خلفية القيام بمهام مماثلة".

من جهته، يصف الخبير في الشأن الإسرائيلي صالح النعامي، هذه العمليات بالنسبة للمؤسسة الإسرائيلية بـ"التحدي الكبير وغير المسبوق، والسيناريو الأشد رعبا".

ويُضيف "النعامي" لـ "وكالة سند للأنباء" أن استمرار هذا النوع من العمليات سيحدث "تحولا غير مسبوق في ظل بيئة فلسطينية بالداخل معبئة بالعتاد، يتملك فيها المنفذون قدرة التحرك خاصة وأنهم من حملة الهوية الإسرائيلية".

ويلفت إلى أن العامل التنظيمي للمنفذين (يُعتقد أنهما ينتميان لتنظيم الدولة) ليس الحاسم في هذه القضية، "فالتداعيات بالنسبة لإسرائيل بالغة الخطورة، ومتغير خطير سيؤثر بلا شك مستقبلا على الوضع الفلسطيني بالداخل".