الساعة 00:00 م
الإثنين 13 مايو 2024
22° القدس
21° رام الله
21° الخليل
25° غزة
4.65 جنيه إسترليني
5.26 دينار أردني
0.08 جنيه مصري
4.02 يورو
3.73 دولار أمريكي
4

الأكثر رواجا Trending

خاطر: حرب غير مسبوقة على الأسيرات والضرب هو التطور الأخطر

مستوطنة "إيتمار" تستبيح سبعة جبال جنوب نابلس

حجم الخط
مستوطنون والاستيطان
نابلس - وكالة سند للأنباء

على سفوح سبعة جبال جنوب شرق نابلس، تجثم مستوطنة "إيتمار" ذات الصبغة التلمودية، والكنز الاقتصادي والزراعي، فيما تتزايد الأطماع للاستيلاء على المزيد من الأراضي.

ويكاد الناظر من سكان أحياء نابلس الشرقية أن يرصد تمدد المستوطنة، التي تكشفها أعمدة الإنارة التي تحيط بالبؤر الاستيطانية المرتبطة بتجمع مستوطنة "ايتمار".

وبدأت المستوطنة بالتهام أراضي قرية روجيب شرق نابلس عام 1984، ثم أخليت لتنتقل إلى أراضي قرى عورتا وبيت فوريك ويانون جنوب شرق المدينة، وجزء من أراضي روجيب لاحقا، لتحتل الجزء الريفي الجنوبي لمحافظة نابلس، بحسب الباحث في مركز أبحاث الأراضي رائد موقدة.

ويقول "موقدة" لـ "وكالة سند للأنباء" إن المستوطنة تحمل طابعًا دينيًا متطرفًا، وغالبية مستوطنيها من "الحريديم"، حيث ارتبطت تسميتها باسم الحاخام "ايتمار بنحاس"، وتضم كنيسًا يهوديًا كبيرًا، إضافة لمقبرة استحدثت من أراضي عورتا.

وتوسعت المستوطنة بعد عام 2000 (انتفاضة الأقصى) بشكل كبير، ووفق الإحصائيات المنشورة فإنها تسيطر حاليا على 8300 دونم، بينها سلسلة جبال تطل على بلدات "عقربا"، و"عورتا"، و"يانون" و"بيت فوريك" و"روجيب" ومناطق شفا غورية.

ويصل مسطح البناء بالمستوطنة إلى 300 دونم، أما عن الرقم المُعلن عن عدد المستوطنين داخلها فهو 840 وفق معيطات قديمة، لكنّ "موقدة" يعتقد "أن العدد أكبر بكثير في ظل تدفق وافدين جدد ومواليد بأعداد كبيرة".

وسمحت سلطات الاحتلال للمستوطنين للسيطرة على مزيد من التلال والجبال، وهذا انعكس سلبًا على أراضي البلدات المحيطة، وأضحى التواصل مقيدا بما فيه التواصل مع المناطق الغورية.

ويُشير "ضيف سند" إلى أن المستوطنة تحولت إلى بؤرة إقليمية لربط مستوطنات عديدة، لخلق توازن استيطاني يفصل التجمعات الفلسطينية.

ويوضح "موقدة" أن المستوطنة دمرت الطابع الفلسطيني للأراضي المصادرة جراء سكب المياه العادمة فيها، وزرع مئات البركسات الزراعية والمرتبطة بتربية المواشي والمنشآت المرتبطة بها، إضافة لإغلاق الطريق الرئيس الذي يربط مدينة نابلس و"عورتا" بـ "يانون" و"عقربا"، رغم أنه مصنف من مناطق "ب"؛ جراء الخطورة للسير عليه من اعتداءات المستوطنين.

وتبعًا لرصد مركز أبحاث الأراضي، فإن أسلوب المستوطنين لقضم مزيد من الأراضي يتم عبر نشر بركسات جديدة على التلال بشكل متفرق وعشوائي، تمهيدا لشرعنتها لاحقا وزيادة التمدد الاستيطاني.

حوادث قتل

من ناحيته، يتحدث مدير مركز أبحاث الأراضي بنابلس يشير محمود الصيفي، عن التهام المستوطنة لجزء من أرضه الخاصة ومن عائلات أخرى في بلدة فوريك شرقي نابلس، لافتًا إلى أن تلك المستوطنة اقترن اسمها منذ تأسيسها بالدمار والخراب والقتل والإرهاب في المنطقة.

ولم يسلم من اعتداءات المستوطنين هناك كِبار السن والأطفال، ولا تزال حادثة الاعتداء على المزارع مفلح عبد الرحيم حنني (60 عامًا) في شهر نوفمبر/ تشرين الثاني من عام 2008، حاضرة في أذهان السكان عن ذلك يقول "الصيفي": "أُصيب حينها بجراحٍ بالغة جراء اعتداء المستوطنين عليه، ولا تزال آثار الإصابة ظاهرة على جسمه".

ويُشير "الصيفي" أيضًا في حديثٍ مع "وكالة سند للأنباء" إلى حادثة استشهاد المزارع فريد نصاصرة أثناء تواجده في حقله خلال موسم قطف الزيتون قبل سنوات، إضافة لقتل المستوطنين المواطن حكمت حنني أثناء تواجده على مدخل البلدة.

 

لكن أبشع الجرائم التي لا تغيب عن مخيلة "الصيفي"، هي ما تعرض له الشهيد سلمان الزلموط (73 عامًا)، والذي قتل على يد مستوطن بطحن رأسه وتشويه معالم وجهه بصخرة كبيرة أثناء قطفه للزيتون في حقله في عام 2001.

ممنوع من أرضي

بحرقة وأسى، ينظر أسعد لولح من سكان قرية عورتا لأرضه المسلوبة منذ عام 1985، ويمنع من الوصول إليها رغم وقوعها خارج سياج المستوطنة.

ويُضيف "لولح" لـ "وكالة سند للأنباء": أن مساحة أرضه تبلغ 30 دونما مزروعة بالزيتون، لكنه محروم من دخولها إليها والاعتناء بها بسبب منع المستوطنين باعتبارها "مناطق أمنية تحتاج لتنسيق مسبق".

لم تتوقف الانتهاكات عند هذا الحد، إذ نشر المستوطنون صورة "لولح" على أحد المواقع الإلكترونية التابعة لهم، وكتبوا تحتها أنه "يشكل خطرًا" على المستوطنة، كما تعرض لاعتداء مباشر قبل ثلاث سنوات عندما تواجد مع زوجته في حقل زراعي للعائلة قبالة المستوطنة.

ويتحكم المستوطنون حتى في شق طرق زراعية وتعبيدها، حيث منعوا تعبيد نصف الطريق الواصل من عورتا للطريق الرئيسي المتجه لبلدة يانون.

بُعد عقائدي

إلى ذلك يقول الناشط والباحث عبد السلام عواد، إن المستوطنة تعد مشروعًا استيطانيًا يتسم بالبعدين العقائدي والزراعي، حيث يظهر البعد الديني بوجود كنيس كبير، وثلاث مدارس دينية تدرس التلمود وتخرج كبار المتطرفين، إضافة لبروز حاخامات فيها تشرّع السيطرة على مزيد من أراضي الفلسطينيين وطردهم وبث الحقد صوبهم.

أما عن البعد الزراعي، يُضيف: "الاهتمام كثيرًا بالمزارع في المستوطنة، سواء كانت ثروة حيوانية أو زراعية"، مشيرا إلى مزارع المستوطن (ران)، وهو طيار متقاعد في جيش الاحتلال، ويملك مزارع العنب ومصانع النبيذ والألبان والبيض، إضافة إلى معصرة للزيت وعشرات البيوت البلاستيكية بالمستوطنة.

وأدى انتشار الأعداد الكبيرة من الأبقار والمواشي إلى إتلاف الأراضي الزراعية الفلسطينية في "عورتا وروجيب وبيت فوريك ويانون"، ناهيك عن منع المزارعين الفلسطينيين من الوصول لأراضيهم المتاخمة للمستوطنة وزيادة مساحة الأراضي المحظور دخولها.

معركة مفتوحة

من جانبه، يصف رئيس مجلس قروي عورتا سعد عواد، ما يجري على الأرض منذ إقامة المستوطنة بـ "المعركة المفتوحة"، بسبب الاعتداءات في كل لحظة، لافتًا إلى أن 70% من أراضي المستوطنة تعود لبلدته.

ويردف "عواد" لـ"وكالة سند للأنباء" أن هناك قضية ما زالت في المحاكم تتعلق بمنع تعبيد مقطع من شارع عقربا التاريخي الذي يمر عبر خربة يانون، رغم كون المنطقة مصنفة "ب، والقضية تحت التداول في المحاكم.

وتطرق للاعتداءات التي يشنها مستوطنو "إيتمار" ضد أهالي "عورتا" والقرى المحيطة، إذ تبدأ ببسط السيطرة على الأرض، ومنع المزارعين من الوصول لأراضيهم المزروعة بالزيتون والتي تقع بمحاذاة المستوطنة.

إلى جانب الاعتداء على رعاة الماشية وسلب المحاصيل والمواشي وقتلها، ومهاجمة المنازل الواقعة على أطراف البلدة.

وتشير بيانات "السلام الآن" إلى وجود نحو 666 ألف مستوطن و145 مستوطنة كبيرة و140 بؤرة استيطانية عشوائية بالضفة الغربية، بما فيها القدس.