الساعة 00:00 م
السبت 20 ابريل 2024
22° القدس
21° رام الله
21° الخليل
25° غزة
4.65 جنيه إسترليني
5.31 دينار أردني
0.08 جنيه مصري
4.01 يورو
3.76 دولار أمريكي
4

الأكثر رواجا Trending

نشطت جماعاتها بالاستيطان بالضفة..

"بني براك".. رأس الاستيطان الذي أصيب في مقتل

حجم الخط
بني براك
القدس - وكالة سند للأنباء

لم تتميز عملية "تل أبيب"، أمس الثلاثاء، بشكل تنفيذها أو بحصيلة قتلاها فقط، بل فرض مكانها أهمية خاصة، لاسيما وأنها جرت في مدينة "بني براك" إحدى أهم المناطق الحساسّة وسط إسرائيل، فهي  تمثل هوية الدولة وعنوانها الاستيطاني، و"بيضة قبانها" في السياسة الداخلية الإسرائيلية.

وأقيمت مدينة "بني براك" على أنقاض بلدة "كفر قاسم" التي تعرضت لمجزرة كبيرة مع بداية إقامة دولة الاحتلال على أنقاض الشعب الفلسطيني.

ويقطن "بني براك" متطرفون من طائفة "الحريديم" المتشددة والمنغلقة على نفسها، لكنها نشطت مؤخرًا في تزعم حركة الاستيطان من جهة، ولعبت دورًا بارزًا في تقلب الحكومات الإسرائيلية مؤخرًا من جهة ثانية، بحسب خبراء تحدثوا لـ"وكالة سند للأنباء".

وفي هذا التقرير، نسلّط الضوء على أهمية مدينة "بني براك" دينيًا وسياسيًا، من خلال الحديث مع مختصين بالشأن الإسرائيلي.

طائفة متزمتة..

ولأن المدينة تعج بـ"الحريديم"، يعرّف المختص بالشأن الإسرائيلي عادل شديد، هذه الجماعة اليهودية بأنها جماعة تمنح البعد العقائدي اهتماما أكثر من السياسة، فهي طائفة دينية متزمتة تطالب بفرض الشريعة اليهودية وعلوم التوراة.

ويضيف شداد لـ"وكالة سند للأنباء": "أن تحولًا كبيرًا طرأ على الطائفة في العقد الأخير، وأصبحت ضمن الخريطة الحزبية القريبة من اليمين، ويمثلها أحزاب كـ"يهودات توراة"، التي تمثل اليهود الغربيين، و"شاس" التي تمثل الشرقيين.

وأوضح أن هذه الجماعة انتقلت من رفض التجنيد والمطالبة بحرمة السبت، وتطبيق الشريعة اليهودية، إلى النشاط في الجانب الاستيطاني وقولبة اليمين ودفع إسرائيل تجاه اليمين.

"الحريديم" بالضفة..

وأشار "ضيف سند" إلى أن جماعة "الحريديم" تواجدت في الضفة الغربية، في مدينتين استيطانيتين غرب بيت لحم في "بيتار عيليت"، وأخرى في غرب رام الله بـ"مودلين عيليت"، إلى جانب العمل على محاولة إقامة مدينة ثالثة شمال الضفة بجنين، التي خرج منها منفذ العملية الأخيرة الشهيد ضياء حمارشة.

وعزا "شداد" تواجد هذه الجماعات في الضفة، ضمن سياسات الاحتلال الرامية لتشجيع الاستيطان ونقل اليهود من الداخل للضفة، عبر سلسلة من التشجيعات الاقتصادية.

كتيبة خاصة بالجيش..

ورغم رفض الحريديم المشاركة والخدمة في الجيش الإسرائيلي، إلّا أنهم مؤخرا انخرطوا فيه وشكلوا كتيبة في الجيش تسمى بـ"ميتسح يهوداة" وتعمل في الضفة، بحسب الخبير في الشأن الإسرائيلي سعيد بشارات.

وقال "بشارات" لـ"وكالة سند للأنباء"، إنّ جماعة الحريديم نشطت سياسيا مؤخرا، وصارت تسكن في المستوطنات، وتمثلها أحزاب متدينة "يهودات هتوراة" و"بيغين هتوراه"، مشيرا إلى أنهم يمثلون قرابة ربع مليون من مجموع السكان، ويقطن عدد منهم في الخارج.

وبيّن ّأن هذه الجماعة نشطت في اقتحامات المسجد الأقصى والاستيطان في العقد الأخير.

وأشار المتابع للشأن الإسرائيلي، إلى أنه من أبرز الشخصيات في هذه الجماعة هو يعقوب اكسمان وموشي جسمي، أما أبرز قياداتهم الروحية فهما حاييم كافيونسكي وابلشتاين.

كفة الفائز..

من الناحية السياسية، لعب "الحريديم" دور "بيضة القبان" في تشكيل الحكومات الإسرائيلية مؤخرا، وكانوا سبب تفجير حكومة بينامين نتنياهو بعد استقالة أفيغدور ليبرمان الذي طالب بتجنيدهم.

وقال المختص في الشأن الإسرائيلي محمد مصلح، إنّ تأثير هذه الطائفة سياسيا "هامشي"؛ لكن بسبب تفتت قوة الأحزاب في المجتمع الإسرائيلي، فهي تجبر على عقد تحالف مع أصغر كتلة برلمانية، وهذا سر قوتهم.

وأوضح "مصلح" لـ"وكالة سند للأنباء" أنّ هذه الطائفة "تمثل هوية الدولة وترجّح كفة الفائز في البرلمان"، لافتًا إلى وجود امتدادات خارجية لهم، ويحظون بتأييد الإنجيليين في واشنطن، وهذا ما يفسر حاجة الدولة الدائمة لإرضائهم".

وبيّن أن جماعات عديدة منهم نشطت بكثافة في الاستيطان من بينها جماعات تدفيع الثمن المتطرفة التي تنشط في الاستيطان بالقدس واقتحام الأقصى والاعتداء على المواطنين الفلسطينيين.

وقتل 5 إسرائيليين وأصيب 5 آخرون في عملية إطلاق نار نفذها الشهيد ضياء حمارشة من قرية يعبد بجنين، في "بني براك" بـ"تل أبيب" مساء أمس الثلاثاء.