الساعة 00:00 م
الخميس 02 مايو 2024
22° القدس
21° رام الله
21° الخليل
25° غزة
4.71 جنيه إسترليني
5.3 دينار أردني
0.08 جنيه مصري
4.03 يورو
3.76 دولار أمريكي
4

الأكثر رواجا Trending

أطفال غزة يدفعون ثمن الأسلحة المحرمة

معروف: معلبات مفخخة يتركها الاحتلال بمنازل غزة

بالصور "كعك العيد".. موسم "ذهبي" لسيدات يتقن صنعه ويعِلْنَ أسرهن

حجم الخط
كعك العيد
نابلس/ غزة - وكالة سند للأنباء

يحل العيد، ويأتي رزقه معه لدى الكثير من السيدات اللواتي يتقنَّ صنع "الكعك والمعمول" بنكهته الفلسطينية المميزة، لتفوح رائحة السعادة مع أول كمية تخرج من الفرن، في بيوت تنتظر هذا الموسم ليكون مصدر رزق لها كل عام.

ويُعدّ الكعك من الحلوى الرئيسية على موائد الفلسطينيين في عيد الفطر، ويتم تقديمه لأفراد الأسرة والزائرين، على حدّ سواء، وانطلاقًا من ذلك تمتهن الكثير من النساء صناعته بهذا الموسم، إذ يحوّلن بيوتهن لخلية نحل على مدار الأيام التي تسبق الأعياد، سعيًا لتلبية طلبيات الزبائن الذين اعتادوا على شرائه منهن.

فمع ساعات الصباح الباكر، تستيقظ إقبال عودة من حوارة جنوب نابلس، للعمل في مطبخها الملحق بالبيت لتلبية عشرات الطلبات والتواصي لإنتاج أنواع من حلويات العيد، وأبرزه الكعك بأنواعه المختلفة.

ومنذ انخراطها بهذه المهنة المنزلية قبل ست سنوات، لا يتوقف رنين هاتفها الخلوي لاستقبال طلبات زبائن وجيران أضحت لهم عنوانا في الطبخ وإنتاج أطيب الحلويات، خاصة بالأعياد.

وتقول "عودة" لـ "وكالة سند للأنباء": "خلال الأيام الأخيرة من شهر رمضان المبارك، أبدأ بتلقي طلبات الزبائن لإنتاج الكعك بعضه بالتمر (العجوة) أو بالفستق الحلبي أو الجوز"، مشيرة إلى أن زبائنها "يفضلون الكعك المصنوع في البيت على الذي يتم تجهيزه وبيعه في المحال والمعامل الخاصة بصنع الحلويات، فهو حسب قولهم مصنوع بطريقة أطيب وأمهر من غيره".

موهبة ودراسة

وعن بداية انخراطها في مشروعها المنزلي، تقول: "كنت أرغب بتطوير موهبتي في صناعة الحلوى والطبخ، فالتحقت بدورة لتعلم فنون الطهي بنابلس، وبعد تخرجي أحسست بأن مشروعي يجب أن يرى النور ويتحول لمصدر رزق لأسرتي في ظل توقف وتذبذب عمل زوجي في الداخل المحتل".

كعك.jpg
 

وتلفت "الشيف" إلى أن عملها في إنتاج الكعك يلقى إقبالًا كبيرًا في فترة الأعياد، ويتركز العمل عليه أكثر من الطبخ، ويدر دخلًا جيدًا يساهم في تحسين وضع أسرتها الاقتصادي خاصة أن لديها أبناء يدرسون في الجامعات.

وتقضي "عودة"، عشر ساعات يوميا في مطبخها لإنتاج التواصي من مأكولات وحلويات، علمًا أن هذه المدة تزداد في المناسبات والأيام التي تسبق العيدين، وفق قولها.

وتساعد بنات "عودة" والدتهن خلال الفترات التي تكثر فيه الطلبيات، حيث تعلمن منها الكثير من فنون الطبخ وإعداد الحلويات.

وتبتسم عندما تشير إلى أن ابنتها "حنين"، وهي طالبة جامعية، توفر لها الدعاية الإعلانية من خلال نشرها صورًا ومنشورات عن طرق عملها والمنتجات التي تتقنها، مردفةً: "كان هذا عاملا مساهمًا في وصولي لقطاع واسع من المجتمع المحلي".

مشروع لزوجة أسير

وفي مشروع مماثل، تواصل الشيف نسرين غزال، عملها في المطبخ الذي أطلقته عام 2012، لتصبح عنوانا للمؤسسات والأفراد في مدينة نابلس، خاصة في صناعة الحلويات والكعك والطعام بمختلف أنواعه، حيث تستقبل على مدار السنة التواصي، إضافة لصناعة الكعك مع حلول الأعياد.

وتقول "غزال" لـ "وكالة سند للأنباء" وهي زوجة أسير في سجون الاحتلال وأم لأربعة أبناء، إن التواصي على الكعك يستمر طوال العام، ولكن الطلب يتضاعف بطبيعة الحال في فترتي عيد الفطر والأضحى.

وتصل قيمة كيلو المعمول الجاهز لدى "غزال" 45 شيكلًا، وأحيانا يصل لـ 50 شيكلًا، في حين يُباع بالمحال التجارية بنحو 25 شيكل، حسب ما تورده.

وبثقة بما تصنعه تُكمل: "زبائني يعرفون أن الأسعار التي أعرضها أعلى من الأسعار المتعارف عليها في المحال الخاصة بالحلويات، ورغم ذلك يقبلون علي لإدراكهم جودة الكعك الذي أصنعه".

وتقضي "الشيف" نحو ثماني ساعات يوميا في تحضير طلبات الزبائن، وتتلقى مساعدة من أفراد أسرتها عندما تكون هناك طلبيات كثيرة وتواصي، كما هو حاصل في أيام شهر رمضان، والتحضير لاستقبال عيد الفطر.

4.jpg
 

وتصف "غزال" عملها بإنتاج الحلويات والطبخ بأنه جزء من المشاريع الاقتصادية الأولية، والتي غالبا لا تكون مسجلة تجاريا، لكن تعتبر اقتصادًا منزليًا، يساهم في تقليل البطالة وتحقيق مردود إقتصادي يساعد الأسر الفقيرة ومتوسطة الحال.

وتفخر "غزال" بأن عملها في ظل اعتقال زوجها وفّر دخلًا ومصدر رزق لأسرتها، يساعدها على التغلب على مشقة الحياة ومتطلباتها.

مجموعات نسائية

ولا تقتصر تلك المشاريع على العمل الفردي، بل انخرطت مجموعات نسائية في هذه المبادرات وحققن نجاحات، كمجموعة النسوة في جمعية بيتا التعاونية في بلدة بيتا جنوبي نابلس، حيث تُشير مريم بني شمسه من سكان البلدة إلى أن مجموعة مكونة من ثلاث نساء يعملن منذ بداية شهر رمضان بإعداد الحلوى، وخاصة كعك العيد.

وتُضيف "بني شمسه" لـ "وكالة سند للأنباء" أن المجموعة زاد عددها بعد منتصف رمضان، ليصل إلى خمسة نساء وأحيانا ستة، وهن متخصصات في صناعة كعك العيد، حيث يتم استقبال التواصي والطلبيات وتوفيرها للزبائن.

وتذكر أنه يتم حاليا إنتاج ستة أصناف من حلويات العيد، حيث تعتاش النساء على هذا العمل إلى جانب أعمال تعاونية أخرى بالجمعية، مثل الصابون البلدي والمعجنات والمطرزات.

وتنوه إلى أن إقبالًا كبيرًا تشهده المشاريع الخاصة بصناعة الكعك في الأيام الأخيرة من شهر رمضان، ويتم السعي لتوفير كل طلبيات الزبائن في وقتٍ يسبق آخر يومين، حتى يتفرغن النساء لمنازلهن قبل حلول العيد.

3A9D6B43-AC33-4733-BBF4-49658857CD65.jpeg
 

في قطاع غزة، أيضًا وجدت عشرات السيدات في صناعة الحلويات بأنواعها بما تشمل الكعك والمعمول، وسيلةً للتغلب على الظروف المعيشية الصعبة، بسبب الحصال المستمر منذ 16 عامًا، وقلة فرص العمل وارتفاع نسبة الفقر.

مشروع "hony ymym" الذي تُديره نغم سكيك منذ عام 2013، يبدأ بالتجهيزات الكاملة للمواد الخام لصناعة الكعك والمعمول في الأيام الـ 10 الأخيرة من شهر رمضان، برفقة ثلاث زميلات يُساعدنها في العمل.

وتؤكد "نغم" لـ "وكالة سند للأنباء"، أن الطلب على الكعك والمعمول يزداد في عيد الفطر تحديدًا، ويفضل الناس أكله وتقديمه عن عيد الأضحى المبارك، وهذا ما يستدعي مضاعفة جهدهن لإتمام الطلبيات على أكمل وجه.

ويبيع المشروع الذي تُديره "نغم" منتجاته للجيران والأقارب، بجانب الترويج لها عبر منصات التواصل الاجتماعي أو عبر الاتصال على الأرقام الخاصة به.

وتخص في وصفاتها التي تقدمها للزبائن، أصنافًا خاصة بمرضى السكر، فأنتجت حلويات خالية من السكر الأبيض ومن السكريات المصنعة.

وتشير إلى أن هذه الأصناف لاقت إقبالاً في المجتمع بسبب "جودة المنتجات وطعمها اللذيذ"، إذ ارتفعت نسبة الإقبال عليها هذا العام 80% عن العام الماضي.

جزء من الاقتصاد الفلسطيني

بدوره، يعتبر أستاذ الاقتصاد في جامعة النجاح الوطنية بنابلس نائل موسى أن ممارسة هذه المهن المنزلية من إنتاج الكعك أو الحرف البسيطة، جزء لا يتجزأ من الاقتصاد الفلسطيني، رغم أنه لا يسجل ضمن الناتج الاقتصادي الوطني من قبل الجهات الاقتصادية الفلسطينية.

ويُبين "موسى" لـ "وكالة سند للأنباء" أن مدخولات هذه الأعمال تساهم في تحسين الدخل للمئات من الأسر، خاصة التي تقف على رأسها نساء وفتيات، مما يعطي انطباعًا أن الناتج المحلي الفلسطيني أعلى مما يعلن عنه رسميا.

ويُشدد على ضرورة دعم هذا القطاع وتبنيه من خلال الإقبال على شراء احتياجات الأسر والأفراد والمؤسسات الخيرية، من منتجاته مثل الكعك والأصناف الأخرى من الكعك، خاصة في المناسبات، كونه كما يقول "يصب في دعم الإنتاج الوطني وتحسين واقع الأسر في ظل البطالة مستفحلة".

278719687_563157848349423_4784147319155742060_n.jpg

278846426_352859770001039_1267663645156768753_n.jpg

278984652_688032255837065_9142327995546089025_n.jpg

278704984_538279354426230_2219888749174165227_n.jpg