الساعة 00:00 م
الجمعة 03 مايو 2024
22° القدس
21° رام الله
21° الخليل
25° غزة
4.67 جنيه إسترليني
5.26 دينار أردني
0.08 جنيه مصري
4 يورو
3.73 دولار أمريكي
4

الأكثر رواجا Trending

عدنان البرش .. اغتيال طبيب يفضح التعذيب في سجون الاحتلال

أطفال غزة يدفعون ثمن الأسلحة المحرمة

بالفيديو والصور "الفسيخ" عروس الموائد في أعياد الفلسطينيين.. ماذا عن اللحوم الحمراء؟

حجم الخط
فسيخ
غزة/ نابلس – وكالة سند للأنباء

بينما تسير في صبيحة أوّل أيّام عيد الفطر المبارك، بين الأزقة والمخيّمات في قطاع غزة والضفة الغربية، تُصادفك رائحة السمك المملح المعروف محليًا باسم "الفسيخ"، المنبعثة من غالبيّة نوافذ البيوت.

إن كنت فلسطينيًا، لابد وأنك تعرف أن رائحة "الفسيخ" ليست الوحيدة التي تستقبلك في صبيحة ذلك يوم، إيذانا ببدء مراسم الاحتفال بهذا الموسم السعيد، فهناك أيضًا أصوات صفير "طناجر الضغط" تصدح في الأرجاء ممزوجة بروائح "اللحوم الحمراء" الشهيّة، ما يستدرجك لتسمع زقزقة عصافير معدتك، محتارًا في الإجابة على سؤال، أيهما أشهى في أول فطور لك منذ شهر كامل؟

طبق الفسيخ..

سمك "الفسيخ" و"الرينجة"، هو الطبق الأول الذي لا يختلف عليه الغزيون في صباح يو العيد، ويتم تحضيره بجانب "البندورة المقلية" المضاف إليها الفلفل الأخضر والبصل.

صاحب مصنع "رنجة فلسطين" بغزة حسن الرحال يقول، إنه يعمل في هذه المهنة منذ 23 عامًا بعدما ورثها عن والده، مشيرًا إلى أن بيع "الفسيخ" يشهد إقبالًا نشطًا في الأيام الأخيرة من شهر رمضان، كون أن غالبية الغزيين يفضلونه كوجبة لكسر صيام 30 يوم.

ويُضيف "الرحال" لـ "وكالة سند للأنباء" أنه قبل 45 يومًا من موعد عيد الفطر من كل عام، يبدء بتخزين كمية كبيرة من السمك وحفظه ومن ثم تمليحه ليكون جاهزًا للبيع في الأسواق مع حلول العيد.

ويمثل بيع "الفسيخ" مصدر رزق لـ "الرحال"، بجانب 10 عوائل أخرى، كونه يستعين بـ 10 عمّال معه لتجهيز "الفسيخ" و"الرنجة" بهذا الموسم.

ولـ "الفسيخ" أنواع مختلفة، فمنها ما هو مصنوع من أسماك البوري (أجودها)، والجرع، والسردين، ويُشير "ضيف سند" إلى أن سعر كيلو الفسيخ في موسم عيد الفطر، يتراوح ما بين 10 لـ 25 شيكل.

278793025_407692284141875_8696121780970026600_n.jpg

278555093_1451057145310153_4978045581470089711_n.jpg
 

وفي السنوات الأخيرة تزايد إقبال مواطني القطاع ، على تناول أسماك "الرنجة" المُدخّنة، في يوم العيد نظرًا لأنها "أقل ملوحة" ما جعلها تُشكّل منافساً لـ "الفسيخ"، وفق "الرحال".

وتُصنّع "الرينجة" من سمكة "ماكاريل"، التي تُستورد مُجمّدة من الدول الأوروبية، ويتم تنظيفها جيداً، ونقعها في أحواض ماء مخلوط بالمحلول الملحي ليومين، قبل أن تُعلّق على حوامل معدنية، ثم تُنضج في أفران لنحو خمس ساعات، وفي المرحلة الأخيرة تُغلف الأسماك الناضجة، وتُبرد في الثلاجات، ثم يتم بيعها بالأسواق.

عروس الموائد..

المواطنة رقية أسعد تقول لـ "وكالة سند للأنباء" إن فرحة العيد تختزل لديها بتناول طبق "الفسيخ" في اليوم الأول من العيد، مردفةً: "هذا طقس يتصدر على مائدة العائلة، ولا يُمكن أن يمر العيد دون".

أما ربة البيت هدى الوحيدي، لا تثق كثيرا بـ "الفسيخ" الجاهز، فتقوم بتجهيزه بالمنزل، قبل موعد العيد بشهر كامل.

وحول طريقة تحضير "الفسيخ"، تُخبرنا "الوحيدي": "يتم من خلال تتبيل السمك بكميات كبيرة من الملح، وبهار الكركم الذي يمنحه لوناً أصفر، ثم يخزن لشهر أو أكثر حسب نوع وحجم السمك، وخلال تلك الفترة يتم تجديد الملح ثلاث مرات".

278780965_1343280022851335_5269061471224022780_n.jpg
 

وتُشير "الوحيدي" إلى أكل الفسيخ في صبحية العيد عادة تتوارثها الأجيال، وتحرص على تناولها مع عائلتها منذ سنوات طويلة.

يُشار إلى أن استهلاك أهالي قطاع غزة من "الفسيخ" خلال أيام عيد الفطر، يبلغ ما يقارب من 30 ألف طن.

وفي الضفة الغربية لا يختلف الحال كثيرًا، حيث يزداد الطلب سمك "الفسيخ" في عيد الفطر، ما يدفع بائعوه إلى مضاعفة الكمية المعروضة للبيع خلال هذا الموسم.

أبو محمد الوظايفي، صاحب إحدى المسامك في مدينة نابلس، يحرص في موسم عيد الفطر، على توفير جميع أصناف الفسيخ لتلبية رغبات جميع زبائنه.

ويوضح "الوظايفي" لـ "وكالة سند للأنباء" أن تناول "الفسيخ" بأنواعه المختلفة في صباح العيد، أصبح عادة متبعة لدى الفلسطينيين، لافتًا إلى أن الزبائن يُفضلون الأصناف قليلة الأشواك، ويلجأون إلى نقعه بالماء لفترات متفاوتة ليصل إلى درجة الملوحة المرغوبة.

وتتفاوت أسعار "الفسيخ" في الضفة حسب أنواع السمك، ويذكر "الوظايفي" أن سعر كيلو الفسيخ من سمك البوري يصل إلى 40 شيكلاً، وسمك "مكاريل" مقطوع الرأس ونظيف من الشوك والأحشاء نحو 25 شيكلاً، فيما يترواح سعر السمك المُملح من نوع "هيرنج" ما بين 15 لـ 17 شيكلا حسب حجمه.

أم مالك محمد، من محبي تناول هذه الأكلة في عيد الفطر صباحا بعد صلاة العيد، "كي يفتح شهيتهم بعد شهر من الصيام" وفق اعتقادها.

ولـ "أم مالك" طريقتها الخاصة في إعداد وجبة "الفسيخ" بطريقة شهية، فبعد الانتهاء من "قلي الفسيخ، تستخدم الزيت المتبقي منه لإعداد طبق البندورة المقلية" التي تُقدم عادةً إلى جانبه.

اللحوم الحمراء..

بالمقابل، يفضل كثيرون في الضفة تناول اللحوم في صبيحة اليوم الأوّل من العيد كنوع من التوسعة على العائلة.

ويقول شادي سارة، وهو صاحب إحدى الملاحم بنابلس: "بالتوازي مع طبق الفسيخ المفضل لدى كثيرين، فإن اللحوم الحمراء طقس حاضر أيضًا عند بعض العوائل، لرغبتهم بتناول طعام دسم في وجبة فطور العيد".

ويُردف "سارة" لـ "وكالة سند للأنباء" أن الطلب في العيد يزداد على صينية اللحم المشوي بالفرن المعروفة شعبياً بـ "رأس العصفور"، في حين يتناول آخرون أحشاء الخروف "المعلاق"، وتشمل الكبد والقلب والطحال والكلاوي، وتُقدم مقلية أو مشوية.

٢٠٢٢٠٤٢٥_١١٣٢٢٩.jpg
 

المواطنة خالدة سعادة، تبادر صبيحة يوم العيد لتحضير صينية اللحم وشيّها بالفرن، ومع عودة زوجها وأبنائها من صلاة العيد، تلتئم العائلة على مائدة واحدة بأجواء من الفرحة والابتهاج.

وتتحدث "سعادة" لـ "وكالة سند للأنباء": "اللحوم الحمراء مرتفعة الثمن، وليس بمقدور الجميع تناولها على مدار العام، فلا أقلّ من تمييز هذا اليوم بطعام مميز مثلما يتميز بالملابس الجديدة والحلويات الفاخرة".

أما في نظرة المواطن عبد الرحمن أبو عَمرة، فإن صينية اللحم أو صينية الكبدة في يوم العيد بمثابة "تقليد قديم" ورثه عن والده ونقله لأبنائه، عن ذلك يقول: "وعيت على الحياة وعائلتي تفطر على صينية اللحم في العيد، ولايزال هذا الطقس حاضرًا حتى يومنا هذا".

ويرى "أبو عمرة" في حديثٍ مع "وكالة سند للأنباء" أن "العيد مناسبة سعيدة للتوسعة على الأهل، ومن أهم أشكال التوسعة هو نوعية الطعام المقدم في صبيحة يومه الأوّل".

٢٠٢٢٠٤٢٥_١١٣٢٠٣.jpg