في ظاهرةٍ غير عادية تغزو مزارع قطاع غزة آفة الحلزونات، مسببة ضررًا كبيرًا بالمحاصيل والنباتات، حيث يكثر وجودها على الأوراق الخضراء والأماكن المرتفعة، والشوارع القريبة من المزروعات.
وتكمن خطورة هذه الآفة في مهاجمة الأصناف النباتية وتشويهها، إضافة لصعوبة القضاء عليها بالمكافحة الكيماوية.
ويشتكي المزارعون الفلسطينيون في قطاع غزة من انتشار الحلزونات على مزروعاتهم، مطالبين الجهات الرسمية بمساعدتهم على القضاء عليها.
وتُعتبر الحلزونات من الحيوانات الرخوية ذوات الدم البارد، حيث تتخذ صدفات أو قوقعات لحماية جسدها الرخوي، وتُحصّن نفسها بطبقة شمعية يتخللها فتحة للتنفس.
وتتنفس الحلزونات البرية عن طريق الرئتين، ويستند نظامها الغذائي إلى النباتات وأوراق الشجر، بينما تعتمد "القواقع البحرية" على الخياشيم لتتنفس خلال تواجدها في البحر.
تكاثر وأضرار
المزارع عامر شملخ يمتلك أراضٍ زراعية في مدينة جحر الديك شرق قطاع غزة، وهو أحد المزارعين المتضررين بشكل كبير جراء انتشار الحلزون على مزروعاته.
يقول "شملخ" لـ "وكالة سند للأنباء"، إنه يعاني من وجود آفة الحلزونات على محاصيله الزراعية مشيرًا إلى تكاثرها بشكلٍ كبير على النباتات خلال شهر مايو/ أيار من كل عام.
ويلفت "شملخ "، إلى استخدام ملح الطعام الذي نجح في قتل الكثير من الحلزونات على أوراق نباتاته الزراعية، مطالبًا الجهات المختصة بالتدخل لمساعدة المزارعين في مكافحة انتشار الحلزونات.
وكحال سابقه، يشتكي المزارع أبو شادي قنديل من انتشار الحلزونات بشكلٍ كبير على محاصيله الزراعية، موضحًا أنَّ "الحلزون" حشرة مخاطية سريعة الانتشار خاصة في أماكن الرطوبة العالية.
ويرجح "قنديل" لـ "وكالة سند للأنباء" أن من أسباب انتشار الحشرة، هو قلة النظافة في الشوارع المجاورة للحقول الزراعية، مُشيرًا إلى أن الحلزونات ليس لها طرق وقاية كبقية الحشرات.
ويلفت إلى أن آفة الحلزونات تسبب أضرارًا للمزارعين بنسبة 20% على الأقل، فهي تعمل على تآكل أوراق الشجر وتشويه النباتات.
ويستطرد: "أن مكافحة الحشرة يتم عن طريق إزالتها باليد عن سيقان وأوراق النباتات، وهو ما يستغرق وقتًا طويلا، ولم يُجدِ نفعًا".
ويضطر "قنديل" أحيانًا لاستخدام مُبيدات حشرية لمكاحفة هذه الآفة، مثل "علف الحلزون"، لكنه لم ينجح في إبادتها بالكامل.
وينوه "قنديل" أن الحلزون حشرة بطيئة جدًّا، إذ تتحرك بسرعة 5 بوصة، وهي من الحيوانات الليلية التي تنشط في فترة الليل وتستريح في وقتِ النهار.
تشويه وقضم المزروعات
إلى ذلك يقول الناطق باسم وزارة الزراعة أدهم البسيوني، إنه لا توجد نسب مئوية لمدى انتشار آفة الحلزونات بين المزروعات في قطاع غزة، إلا أن انتشارها الأكثر في أراضي شمال وجنوب قطاع غزة.
ويوضح "البسيوني" لـ "وكالة سند للأنباء" أن الحلزونات تشكل ضررًا كبيرًا على المزروعات من خلال تشويه وقضم النباتات، لافتًا إلى أن أفضل الطرق لمكافحتها هو جمعها باليد، بالإضافة لافتًا لإمكانية استخدام مبيدات معينة وفق الإجراءات المتداولة.
"نشطة ليلًا"..
من ناحيته، يتحدث مدير دائرة مكافحة الآفات الزراعية بالوزارة أحمد قاسم، عن أن الحلزونات من الآفات العامة التي تلتصق على سيقان النباتات والسياج القريبة من المزروعات؛ ما تُسبب أضرارًا كبيرًا على النبتة وخسائر اقتصادية.
ويُبيّن "قاسم" لـ"وكالة سند للأنباء"، أن دورة حياة الحلزونات تبدأ على شكل بيضة مدفونة في العش على عُمق سنتميترات قليلة تحت سطح الأرض، وبعد مدة تتراوح ما بين أسبوعين إلى أربعة أسابيع تفقس البيوض الموضوعة؛ وتختلف هذه المدة اعتمادًا على الظروف البيئية.
ويُوضح، أن الحلزونات تدخل في بيات صيفي في الأشهر "حزيران/يونيو، يوليو/ تموز، وأغسطس/ آب من كل عام"، وتُحصن نفسها بطبقةٍ شمعية، مُبيّنًا أن المكافحة الكيماوية لا تُجدي في هذه المرحلة.
ويُكمل: "مع بداية شهر الصيف واشتداد الحرارة، تتشكل الحلزونات بأشكالها المعروفة، وتبدأ بالحركة والانتشار والنشاط بين المزروعات في فترة الليل".
ويضيف "قاسم": "أن الحلزونات تنزل على الأرض للتغذية ثم تعود للتسلق، مُشيرًا إلى أنها تقضي فترة البيات الصيفي داخل الحلزونة؛ لمنع الظروف الخارجية عنها".
وعن طرق مكافحة "آفة الحلزونات"، يُجيب "ضيف سند": "يمكن مواجهتها بطريقة المكافحة الميكانيكية باليد من خلال نزعها عن الشجر وأوراق النباتات"، مُشيرًا إلى أن بعض المزارعين يدهنون سيقان الأشجار بمادة "الشيد" أو رش ملح الطعام.