الساعة 00:00 م
الجمعة 03 مايو 2024
22° القدس
21° رام الله
21° الخليل
25° غزة
4.67 جنيه إسترليني
5.26 دينار أردني
0.08 جنيه مصري
4 يورو
3.73 دولار أمريكي
4

الأكثر رواجا Trending

أطفال غزة يدفعون ثمن الأسلحة المحرمة

معروف: معلبات مفخخة يتركها الاحتلال بمنازل غزة

بالصور قانونياً.. "قريوت" تسترد "الصرارة" من بين أنياب المستوطنين

حجم الخط
قرية قريوت
نابلس - وكالة سند للأنباء

بعد معركة قانونية استمرت ثلاثة عشر عامًا، نجح الفلسطينيون باستعادة أراضي خربة "الصرارة" في بلدة قريوت جنوب نابلس من المستوطنين، وعادوا لفلاحتها تحضيرًا لزراعتها بعد طول غياب.

أربعون دونمًا من أرض يملكها أكثر من عشرين مواطنا، تمت استعادتها بعد متابعة قانونية قامت بها مؤسسة "حقل" على مدار السنوات الماضية.

وطوال هذه السنوات توفي معظم أصحاب الأراضي، وتبدلت أجيال، وهم ينتظرون صدور قرار بإخلائها من المستوطنين.

وتقع خربة الصرارة بمحاذاة الشارع الرئيس المغلق منذ سنوات، وبالقرب من خربة سيلون ومستوطنة "شيلو" التي تعتبر من أشرس المستوطنات المحيطة بنابلس وأكثرها تطرفا.

56E7C92C-9457-4203-9FC4-46FBB5A48D43.jpeg
 

وبدأت المعركة على هذه الأراضي عام 2009 عندما فرض المستوطنون سيطرتهم عليها ومنعوا الأهالي من الوصول إليها وأغلقوا الشارع الرئيس المحاذي لها، وأقاموا عليها دفيئات زراعية وممرات للدراجات ومسارات سياحية.

"لم أفقد الأمل"

الحاج رفعت مردواي (71 عاما) لم يصدق عينيه وهو يقف فوق أرضه قبل أيام بعد أن حرم دخولها منذ سنوات عديدة.

يقف "مرداوي" يراقب الجرارات وهي تحرث الأرض، وعلى وجهه علامات الفرح الممزوجة بمرارة سنوات من المعاناة، قائلًا: "رغم طول المدة لكني لم أفقد الأمل باستعادة أرضي ولو بعد حين".

ويمتلك "مرداوي" نحو أربعة دونمات في الصرارة، ومثلها داخل خربة سيلون لا زال يكافح من أجل استعادتها هي الأخرى،  ليعود لزراعتها كما يفعل قبل مصادرتها بأنواع الحبوب من قمح وشعير.

وفي لحظات، يستعيد الحاج السبعيني شريط الذكريات الأليمة مع المستوطنين والاحتلال، ويستذكر كيف أحرق المستوطنون محصوله قبل حصاده في إحدى السنوات.

وقبل سنوات صدر قرار بإخلاء الأرض من المستوطنين، فتوجه المواطنون إلى أرضهم ولم يلبث أن داهمهم المستوطنون وحاولوا طردهم، فحضرت قوات الاحتلال وأخرجت أصحاب الأرض والمستوطنين.

ويسرد "مرداوي" لـ "وكالة سند للأنباء" تفاصيل ما حصل حينها: "في اليوم التالي فوجئنا بالمستوطنين وقد عادوا للعمل في أرضنا، بينما نحن ممنوعون من الوصول إليها".

0BBB7675-1AB6-4759-8C16-C27B6BBAEFA7.jpeg
 

وخلال المتابعة القانونية في المحاكم، مُنع ضيفنا من حضور الجلسات بحجة المنع الأمني رغم تقدمه في السن، وبعد جهد من المحامية، تولت شركة "أمنية" إسرائيلية نقله من وإلى معبر قلنديا، ليتمكن من الوصول للمحكمة الإسرائيلية بالداخل المحتل.

وعلى الرغم من عودته لأرضه، لا يخفي تخوفه من غدر المستوطنين، لكنه يصر على فلاحتها رغم كل التهديدات.

وبإصرار على التمسك بحقه يكمل: "سأبقى أحرث وأزرع هذه الأرض مهما فعلوا فنحن أصحاب الأرض ولن نتركها لهم".

شوكة بحلق الاستيطان

الناشط في مقاومة الاستيطان بشار قريوتي يعدّ استعادة هذه الأرض "نجاحًا كبيرًا لأهالي قريوت وشوكة في حلق الاستيطان بالمنطقة".

ويوضح أن ذلك سيقطع مخططا استيطانيا كان سيربط بين مستوطنتي "عيليه" و"شيلو"، ويصادر كل الأراضي الواقعة بين هذه المستوطنات من خلال مشروع سياحي استيطاني.

ويضيف "قريوت" لـ "وكالة سند للأنباء": "استعادتنا لهذه الأراضي يعني إفشال توسع المشروع السياحي في سيلون"، مبينًا أن المستوطنين يخططون للاستيلاء على كل الأراضي المحاذية لخربة سيلون لأن هناك مستقبلا سياحيا للخربة، والاستيلاء على تلك الأراضي يمهد الطريق أمام مشروعهم.

DDDB903A-72DD-4E22-A7D3-0F54F0324402.jpeg
 

وهذا ليس القرار الأول الذي يصدر عن المحاكم الإسرائيلية بإخلاء المستوطنين من الأراضي المصادرة، لكن كل القرارات السابقة كانت تواجه بالمماطلة بالتنفيذ، وما زالت هناك عدة قضايا مستمرة في المحاكم، وفق "القريوتي".

ويؤكد أنه بالرغم من المعاناة والاعتداءات إلا أننا مضوا بتنفيذ قرار إخلاء هذه الأراضي، موضحًا أنه بعد استعادة الأرض باتت فرصة إعادة فتح الشارع الرئيس لقريوت، والمغلق منذ 2012 بذرائع أمنية واهية، أقوى رغم وجود قرار قضائي بفتح الشارع.

ولم يكن الوصول إلى تلك الأراضي سهلا، فبعد أن سيطر المستوطنون عليها ووضعوا ثلاثة حواجز لمنع الأهالي من الوصول إليها، وكانوا يهددون أصحاب الأراضي وكل من يحاول الوصول إليها ويعتدون عليه بالضرب وإطلاق الرصاص عليه، ومنهم الناشط "قريوتي" الذي تعرض للاعتقال بسبب دفاعه عن هذه الأرض.

ويتوقع الناشط أن تتواصل مضايقات المستوطنين وتهديداتهم رغم إخلائهم، مردفًا: "سنتواصل مع المؤسسة الحقوقية لتثبيت هذه الأراضي، وهناك ثلاثة قرارات تماطل المحكمة بتنفيذها".

وينصب الاهتمام حاليا على حماية الأراضي، ثم زراعتها وتشجيرها، وتسهيل الوصول إليها في كل الأوقات ودون مضايقات.

ويمثل هذا الإنجاز جزءا من معركة الدفاع عن أراضي قريوت والقرى المجاورة، بحسب القريوتي، مستدركًا: "نواجه مخططا استيطانيا شرسا في قريوت وجالود وتسارعا كبيرا في السيطرة على الأراضي".

ويدرك المواطنون هناك أهمية متابعة الجانب القانوني، ولهذا أنشئت دائرة قانونية في قريوت وقصرة وجالود تضم مجموعة من المحامين لمتابعة القضايا والاعتداءات.

ويتولى الناشط "قريوتي" متابعة قضايا الاستيطان وعمل خرائط جوية والتواصل مع الطاقم القانوني والأهالي، للاعتراض على المخططات الاستيطانية.

ويتابع: "إن أي إهمال لأي عملية مصادرة للأراضي منذ البداية يعني أن الأراضي ستذهب ضحية للمستوطنين".

وتولت مؤسسة "حقل" الحقوقية متابعة قضية أرض "الصرارة"، إلى جانب كل القضايا المشابهة في قريوت، ونجحت باستعادة مئات الدونمات في قريوت وجالود.

وتواصل المؤسسة عملها من أجل إخلاء عدة أراض بالقرب من بؤر "عميحاي" و"عادي عاد" و"شفوت راحيل".

ويبين "قريوتي" أن سر نجاح مؤسسة "حقل" يكمن في أنها تتابع القضية من البداية وحتى النهاية، من خلال محام محدد لكل قضية لا يتبدل طوال فترة المتابعة.

91204F2F-8E1E-4786-99C4-E15139875377.jpeg
 

وتنشط في قريوت والقرى المجاورة عدة مؤسسات حقوقية، كلٌ منها يعمل في الجانب الذي يختص به.

ففيما تتولى "حقل" متابعة قضايا الأراضي المصادرة في المحاكم العليا للاحتلال، تتولى مؤسسة "ييش دين" متابعة اعتداءات المستوطنين ورصد تحركاتهم وتوثيقها وتوجيه المتضررين لتقديم شكاوي، أما "مركز القدس" فيتابع قرارات وقف البناء والهدم.

ويعيش حوالي 650 ألف مستوطن في أكثر من 130 مستوطنة تم بناؤها منذ احتلال الضفة الغربية وشرق القدس عام 1967.