الساعة 00:00 م
الأربعاء 24 ابريل 2024
22° القدس
21° رام الله
21° الخليل
25° غزة
4.67 جنيه إسترليني
5.33 دينار أردني
0.08 جنيه مصري
4.03 يورو
3.78 دولار أمريكي
4

الأكثر رواجا Trending

جيش الاحتلال يُعلن مقتل "رائد" شمال قطاع غزة

فلسطيني يحول موقعاً عسكرياً مدمراً إلى مسكن لعائلته النازحة

"الوضع القائم" في الأقصى.. تغييرات إسرائيلية بطيئة ومستقبل خطير

بالفيديو والصور زيارات الأسرى في السجون.. رحلة عذاب وصولًا لأثمن 45 دقيقة في الشهر

حجم الخط
ذوي الأسرى
نابلس- وكالة سند للأنباء

يعدّون الأيام، بل الساعات والدقائق بانتظار اليوم الموعود للقاء الأحبة، مشاعر الشوق الملتهبة، وتزاحم الأفكار والكلام، "ماذا سنخبرهم أولا؟، كيف سأواري دمعتي عند رؤيته قادما لغرفة الزيارة من خلف الزجاج، ألوّح له دون أن يسمعني، إلا عندما تدق ساعة الزيارة المعلقة على الحائط إيذانا ببدء العد التنازلي لـ 45 دقيقة"، لتنطلق الأصوات والمشاعر عبر سماعات الهاتف!

فالدقائق تغدوا أثمن وأسرع من أي وقت آخر، في قاعات الزيارة بسجون الاحتلال الإسرائيلي، خاصة وأنه لا يسمح للأسير سوى زيارة واحدة شهريا في حال كان مسموح له بذلك.

قبيل أذان الفجر بقليل تستيقظ ماريا علاء سلّام لتنطلق مع والدتها من منزلهم في حي المعاجين بنابلس، صوب مجمّع المركبات الشرقي، حيث تتجمع الحافلات المخصصة لزيارة الأسرى في سجون الاحتلال تحت إشراف هيئة الصليب الأحمر الدولية.

تقول ماريا -وهي طالبة إعلام في سنتها الثانية بالجامعة-: "منذ خمس سنوات ونصف ونحن نتنقل بين السجون لزيارة والدي، بانتظار انتهاء مدة اعتقاله البالغة ست سنوات".

وتُردف "ماريا" لـ "وكالة سند للأنباء": "خلالها هذه السنوات، عشنا وواكبنا آلام مئات الأسر، وكل قصة سمعتها تركت بصماتها في ذاكرتنا".

وحتى نهاية مايو/ أيار الماضي، بلغ عدد الأسرى الفلسطينيين في سجون الاحتلال نحو 4700، منهم 32 سيدة، و170 قاصرا، فيما وصل عدد المعتقلين الإداريين إلى نحو 640.

روتين شهري

حكاية عائلة الأسير معاذ المسيمي من مخيم بلاطة بنابلس، تمتد هي الأخرى لسنوات طويلة، فقد أصبحت زيارات السجون لها روتينا شهريًا منذ 15 عامًا، بانتظار انتهاء محكوميته بعد بضعة أشهر، ليسدل الستار عن حكمه البالغ 16 عاما.

وعن فصول معاناة العائلة في الزيارات يقول أحمد المسيمي شقيق الأسير: "معاناة الزيارات كانت صعبة للغاية أيام إغلاقات المدن، والحواجز التي تفصل المدن والاجتياحات، ناهيك عن الضغط بسبب الأعداد الكبيرة للزائرين، والتي تصل إلى 250 زائر لنفس السجن في اليوم الواحد".

ويتابع "المسيمي" لـ "وكالة سند للأنباء": "تعيش العائلة أجواء التحضيرات قبيل الزيارة بعدة أيام من المتابعة للحصول على التصاريح، وتجهيز الملابس والنقود التي يحتاجها الأسير، وكثير منا يغيب النوم عن عينيه ليلة الزيارة بانتظار اللقاء الذي لا تتجاوز 45 دقيقة من خلف الزجاج وعبر هاتف مراقب من إدارة السجن".

وعلى الرغم من لذة اللقاء، لكن تلك الزيارات تؤجج مشاعر الشوق أكثر، يُكمل: "بعد انتهاء الزيارة وإجبارنا على الخروج من القاعة، تبقى هواجس تلك اللحظات في مخيلتنا، كيث تركناهم هناك خلفنا وكيف يعيشون طوال هذه السنين مقيدين مسلوبي الحرية".

286335717_564281541926321_2761335934208860686_n.jpg
 

وفي بيت آخر يعيش ألم الأسر، تحترق قلوب عائلة "عرفات" شوقاً لرؤية ابنيها "رسمي" و"عمّار" اللذان اعتقلا قبل عدة شهور، ولم يسمح سوى لشقيقتيهما وزوجة "رسمي" بالزيارة، في حين مُنع والديهما وباقي أشقائهم.

يقول فايز عرفات والد الأسيرين: "حصلت على تصريح للزيارة من مكتب الصليب الأحمر، وبعد وصولي للبيت أُبلغت هاتفيًا بأني ممنوع من دخول للسجن، بقرار من إدارة واستخبارات السجن، لأني كنت معتقلا سابقا فيه قبل سنوات".

وتترقب العائلة موعد الزيارة الأولى لابنيها لرؤيتهما والاطمئنان عليهما، وسط تحضيرات واستعدادات بشراء الملابس واللوازم المخصصة للسجن.

حال عائلة "الشنطي" لا يختلف كثيرا عن سابقتها، حيث يمنع الاحتلال أسيد الشنطي من زيارة شقيقه الأسير في سجن مجدو، على الرغم من حمله تصريح لسنة.

يتحدث "أسيد" لـ "وكالة سند للأنباء": "كنت معتقلا في سجن مجدو، وأفرج عني عام 2007، وتمكنت عدة مرات من زيارة شقيقي باستثناء الزيارة الأخيرة حيث تفاجأت بحرماني من الزيارة، على الرغم أني الوحيد القادر على الذهاب لزيارته، فوالدي توفي قبل سنوات، ووالدتي مريضة".

286631898_1924401534617014_4230768957483059316_n.jpg
 

من ناحيتها، تقول مسؤولة قسم الزيارات العائلية في مكتب الصليب الأحمر بنابلس نانا خليل، إن مئات الأهالي تمكنوا مؤخرا من زيارة أبنائهم في السجون.

وتشير في حديثها لـ"وكالة سند للأنباء" إلى أن إجراءات زيارة الأهل تبدأ من لحظة تقدم أهالي المعتقل بطلب للزيارة، حيث يتم التوجه لسلطات الاحتلال، ويتم إعطاء الجواب خلال ثلاثة أسابيع إلى شهر، ومن ثم تحديد موعد الزيارة.

ويسمح لأربعة أفراد من العائلة الواحدة بالزيارة، في كل مرة بينهم كبار وأطفال، بحسب "الخليلي".

وعن منع بعض العائلات من الزيارة تُكمل: "إن الممنوعين عددهم قليل حاليا، فإما يكون الأسير معاقب داخل السجن، أو لديه محكمة في يوم الزيارة، أو أن من يريد الزيارة هو أسير محرر أمضى فترة سابقة في السجن الذي ينوي زيارته".

ويتكفل الصليب الأحمر بالتكاليف المتعلقة بإجراءات الزيارة، سواء الحصول على تصاريح والتوجه بالحافلات إلى السجون من الضفة والداخل ذهابا وإيابا.

انتهاكات ومعيقات

إلى ذلك، يقول عضو اللجنة الوطنية لمساندة الأسرى في محافظة نابلس ثائر حنني، إن اللجنة رصدت مئات الانتهاكات والمعيقات التي تعرض لها أهالي الأسرى أثناء الزيارات أو في الطريق لها.

ويضيف "حنني" لـ "وكالة سند للأنباء" "أن "أحد تلك الانتهاكات كانت قبل شهرين، عندما تم معاقبة أهالي أسرى مجدو وسحب تصاريحهم، بحجة أن غالبية الأهالي سلكوا طريق الفتحات بالجدار الفاصل، بدلا من الحواجز العسكرية".

ويلفت للتفتيش "المهين" على الحواجز وبوابات السجون، ومنه تفتيش النساء وعدم احترام الخصوصية والعادات، إضافة لمنع إدخال الكثير من احتياجات الأسرى لـ "أتفه الأسباب".

وكانت اللجنة الدولية للصليب الأحمر في فلسطين قد أعلنت عن استئناف زيارات المعتقلين الفلسطينيين من الضفة الغربية في السجون الإسرائيلية اعتبارا من تموز/ يوليو 2021 بعد انقطاع دام حوالي 15 شهرا، بذريعة الإجراءات المتخذة في إسرائيل لمكافحة تفشي فيروس كورونا.

ووفق الناطق باسم اللجنة الدولية، يشترط على ذوي المعتقلين المسموح لهم بالزيارة تلقي اللقاحات المضادة لفيروس كورونا، و"الالتزام بالإجراءات الوقائية العامة خصوصا في المناطق المغلقة".

287378273_1460890757675197_1718100163516180145_n.jpg
 

286888215_416001770430065_3628141144219005430_n.jpg