الساعة 00:00 م
الأربعاء 24 ابريل 2024
22° القدس
21° رام الله
21° الخليل
25° غزة
4.67 جنيه إسترليني
5.33 دينار أردني
0.08 جنيه مصري
4.03 يورو
3.78 دولار أمريكي
4

الأكثر رواجا Trending

جيش الاحتلال يُعلن مقتل "رائد" شمال قطاع غزة

فلسطيني يحول موقعاً عسكرياً مدمراً إلى مسكن لعائلته النازحة

"الوضع القائم" في الأقصى.. تغييرات إسرائيلية بطيئة ومستقبل خطير

بالصور الأضاحي بين المسالخ والذبح العشوائي..كيف تجهّز الغزيّون للموسم؟

حجم الخط
المسالخ في غزة
مجد محمد – وكالة سند للأنباء

بينما تشهد مسالخ قطاع غزة خلال أيام عيد الأضحى المبارك، توافدًا كبيرًا للمضحّين لإتمام شعيرة الأضحية، ما زالت قضية الذبح العشوائي ترواح مكانها؛ فكثير من العائلات تُفضّل الذبح عند قارعة الطريق وأمام عتبات البيوت لإداخال الفرحة على الناس في العيد.

هذه الفرحة تظل محفوفة ببعض المخاطر، منها ما ينتج عن هروب الأضحية عندما تكون عجلًا، إذ يُسفر عنه وقوع إصابات، بالإضافة لبعض الأضرار التي تُلحقها عمليات الذبح العشوائي بالبيئة والإنسان، كتناثر الدماء والأحشاء الداخلية في الشوارع، في ظل غياب ثقافة الذبح في المسالخ المخصصة.

عجل.jpg
 

140 مزرعة ومسلخا في القطاع..

ووفقًا لإحصائية حصلت عليها "وكالة سند للأنباء" من وزارة الزراعة، فإنه يوجد بقطاع غزة 140 مزرعة ومسلخا مرخصًا، موزعين على مختلف المحافظات، ومن المقرر أن يُذبح بقطاع غزة هذا العام، 17 ألف رأس من العجول والأبقار، ونحو 22 ألفًا من الأغنام والماعز.

أضاحيس.webp
 

وتبذل بلديات القطاع جهودًا لاستقبال عيد الأضحى، يقول مدير مسلخ بلدية غزة رشاد عيد: "إن إجراءات مشددة تتخذ في هذا الموسم لتنظيم ذبح الأضاحي، حيث يُجهز المسلخ البلدي بأحدث المعدات والأدوات اللازمة لإتمام عمليات ذبح أضاحي المواطنين والمؤسسات الخيرية".

ويلفت "عيد" في حديثٍ مع "وكالة سند للأنباء"، إلى اعتماد ما يقارب أيضاً من 40 مسلخًا مؤقتًا، ضمن شروط ومواصفات معينة، أهمها الأمور الصحية والإشراف البيطري.

ويُوضح أن دور الطبيب البيطري يكون قبل وأثناء وبعد عملية الذبح، للتأكد من سلامة اللحوم والشروط الصحية وإذا كان هناك أي مرض، يتم توقيف العملية وإذا إتلافها إن احتاجت ذلك.

60C367D5-C263-4D41-B7C0-570C8E850228.jpeg
 

مراحل الذبح وأسعارها..

وتمر عملية ذبح الأضحية بمراحل عدة، يتحدث عنها مسؤول الطب البيطري في مسلخ غزة سمير الكباريتي قائلًا: "تبدأ عملية الذبح من خلال جلب الأضحية قبل 12 ساعة بالمسلخ، ويكون لكل جمعية أرقام معينة أو ترميز".

ويُضيف "الكباريتي" لـ "وكالة سند للأنباء": "أنه بعد صلاة العيد مباشرة يتم تمرير العجول لما يعرف بـ"الزناقة" ويُحكم الإغلاق عليها، ومن ثم يُقلب العجل 180 درجة بحيث تصبح رقبته في الأسفل جاهزة للذبح، عبر جزارين مؤهلين لديهم كفاءة عالية".

CEE544C9-56C6-4E0F-B83B-2C5A755E6DC9.jpeg

وفي مرحلة ما بعد الذبح يتم سحب الأضحية من "الزناقة" إلى الخارج وتعليقها لسلخها، ويلفت ضيفنا إلى أن الطبيب البيطري يُشرف على صحّة أجزاء العجل، من الكبد والطحال والكلى والقلب وغيرها، قبل السماح بتمريرها لمرحلة التقطيع.

90A9F0A3-BD11-4F6C-8C9D-8DC267D0CD4A.jpeg
 

وفي المرحلة النهائية من عملية الذبح، يتم وضع العجل على المنشار الكهربائي لقطعه نصفين، ثم تقطيعه إلى أرباع، ثم كيلوات.

ACD20931-AA5F-47A8-8FBF-D3C585829E54.jpeg
 

وبحسب "الكباريتي" فإن طواقم المسلخ  تجري يومياً أعمال تنظيف وتطهير للمسلخ بعد عملية الذبح وتجهيزه لليوم التالي، وكذلك ترحيل النفايات ومخلفات الذبح إلى محطة الترحيل الفرعية تمهيداً للتخلص منها في المكب الرئيس شرق المدينة.

أما الثمن الذي تتلقاه المسالخ إزاء إتمامها عملية الذبح، يوضح أن رأس العجل يُكلّف 175 شيكلًا مقابل تسلميه لأصحابه مقطعًا لأربعة أجزاء، أما في حال تقطيعه إلى كليوات يضاف 100 شيكل للمبلغ للسعر، بحيث يصبح 275 شيكلًا، بينما يبلغ ثمن ذبح الخاروف 55 شيكلاً.

DC031459-571A-4FFC-BD9E-2C6CD64BF428.jpeg

 

ويُشير "الكباريتي" إلى أنه يتم ذبح ما بين 180 إلى 200 عجل يومياً في فترة العيد، إضافة لـ 150 – 200 من الخرفان، وتكون ذروة الذبح في اليوم الأول، وتقل تدريجيًا وصولًا لليوم الرابع حيث تترواح فيها الكمية ما بين 20 لـ 30 رأسا.

وهذه الأسعار تختلف في المزارع والمسالخ المؤقتة فتكون أعداد الأضاحي المذبوحة مضاعفة، حسب كمية بيع المزرعة من العجول، ويتراوح سعر الذبح فيها للعجل الواحد 200-250 شيكلا، أما الخاروف فيصل سعر ذبحه 30 شيكلًا، وفق ما يورده صاحب مزرعة ومذبح بيسان محمد عودة لـ "وكالة سند للأنباء".

وأشار، إلى أنه في حال أراد المواطن ذبح أضحيته في البيت، ترتفع الأجرة لتصل إلى 300 – 400 شيكل.

ويلفت إلى أن المواطنين يفضلون الذبح على أبواب البيوت وفي الطرقات، لعدم الازدحام، ولصنع بهجة أجواء العيد، مبينًا أن الأسعار تختلف في حال بقاء العجل داخل المزرعة حيث يزيد سعرها، نظرًا لتكلفة الطعام، والأمور الأخرى.

التجهيزات الفنية والفحوصات

من جانبه، يؤكد الناطق باسم وزارة الزراعة في الإنتاج الحيواني حسين الخطيب، أنه لا يسمح لأي مسلخ بالعمل دون الحصول على ترخيص رسمي، مشيرًا إلى وجود خطة مجدولة كل عام لاستقبال عيد الأضحى، حيث تقوم الطواقم البيطرية بالاشتراك مع دائرة الإنتاج الحيواني بزيارة جميع المسالخ للتأكد من سلامتها وأهليتها.

E27E600F-9A12-49DD-8B91-F3D2D8D9FAA6.jpeg
 

ويردف "الخطيب" لـ "وكالة سند للأنباء" أن إجراءات الترخيص أن يكون المكان مجهزاً لاستقبال الحيوانات، والمعالف والسقايات ونظافة الحظائر، وممرات مجهزة لغرف الذبح.

ويبين أن لغرفة الذبح مواصفات خاصة وتُطبق على جميع مسالخ القطاع، بحيث تكون الأرضية والجدران عبارة بلاط "كراميكا"، وعمال متخصصين في الذبح، كذلك يجب أن يتواجد فيها ماكنات كهربائية للتقطيع، وثلاجات لحفظ اللحوم.

ويشير "الخطيب"، إلى أنه يتم التخلص من النفايات عبر حاويات، وشبكة صرف صحي، في حين أن الجلود في الغالب تستفيد منها بعض الشركات.

نفايات خطيرة عالمياً..

يُلقي كثيرون مُخلفات ونفايات الأضاحي في أي بُقعة دُون الاكتراث بالعواقب البيئية والصحية التي أن قد توصلنا إلى نتائج كارثيّة في النهاية.

يقول أستاذ العلوم البيئية المشارك في الجامعة الإسلامية بغزة عبد الفتاح عبد ربه، إن نفايات الأضاحي تُصنف عالمياً من النفايات الخطرة، والتي يجب أن تعالج معالجة خاصة بسبب التحلل السريع لتلك المخلفات، وانتشار الأمراض المختلفة بسببها، بين الناس، وخاصة الأطفال لكونهم الفئة الأكثر حركة و نشاطا في أيام العيد.

ويلفت "عبد ربه" في حديثٍ مع "وكالة سند للأنباء"، إلى خطورة ذبح وسلخ الأضاحي، وإزالة جلودها عن الأرضيات، وما ينتج عنها من تلوث للحلوم، مضيفًا: "كذلك العظام والقرون والأرجل والجلود قد تبقى لفترات طويلة على أرضية المسلخ مما يزيد من عمليات التلوث".

ويؤكد على أهمية دفن مخلفات المسالخ والأضاحي والمخلفات البيطرية، بطريقة صحية "حتى نُنقي أنفسنا وعوائلنا، أضرارا جسيمة".

ويشير إلى أن خطورة النفايات السائلة التي تنتجها المسالخ تشبه كيميائياً المياه العادمة المنزلية، لأن الحمل العضوي فيها أكثر تركيزاً لاحتوائه على مواد ذائبة وأخرى عالقة، تشمل الدم والروث، والنفايات، واللحوم والشحوم، وتفريغات الأحشاء، والكرش، والسوائل اللزجة الأخرى.

ويتابع "عبد ربه" أن "أهم التأثيرات التي تحدثها مثل تلك النفايات في النظم البيئية المائية في كل مكان في العالم، هو استنزاف الأكسجين الناجم عن التحلل الهوائي للمواد العضوية الغزيرة لها".

وينصح: "في حال الذبح بالبيوت يجب أن تتمتع هذه الأماكن بآلية جيدة لتصريف الدماء، وكذلك عدم رمي هذه النفايات في الحاويات العامة أو على جوانب الطرقات؛ لأنها تُعد تجمعًا للذباب والكلاب الضارة، وما ينتج عنها مشاكل صحية للإنسان".