الساعة 00:00 م
الأربعاء 01 مايو 2024
22° القدس
21° رام الله
21° الخليل
25° غزة
4.67 جنيه إسترليني
5.27 دينار أردني
0.08 جنيه مصري
3.99 يورو
3.73 دولار أمريكي
4

الأكثر رواجا Trending

أطفال غزة يدفعون ثمن الأسلحة المحرمة

معروف: معلبات مفخخة يتركها الاحتلال بمنازل غزة

المواجهة المسلحة في الضفة.. تُغير قواعد اللعبة وتفرض معادلات جديدة

حجم الخط
مواجهة مسلحة
نابلس - وكالة سند للأنباء

تتصاعد حدة المواجهة والاشتباكات العسكرية في الضفة الغربية يومًا بعد آخر، بالتوازي مع تصاعد اعتداءات الاحتلال والمستوطنين، وهو ما من شأنه تغيير قواعد اللعبة ووضع أعباء على الآلة العسكرية للاحتلال.

ولم يعد اقتحام قوات الاحتلال لمدن وبلدات الضفة الغربية نزهة كما كان خلال السنوات الماضية، فلا يكاد يمر يوم دون اقتحام مناطق بالضفة لتنفيذ عمليات اعتقال، ويرافق ذلك استهداف المقاومين للقوات المقتحمة بالرصاص أو العبوات المتفجرة، فضلا عن أشكال المقاومة الشعبية المختلفة.

حرق.jpg
 

كان آخر فصول المواجهة، ما حدث بعد منتصف الليلة الماضية، في نابلس شمال الضفة، حيث شهدت اشتباكًا مسلحًا بين مقاومين وقوات الاحتلال عقب اقتحام موسّع نفذته الأخيرة للمدينة، لاعتقال من تقول إنهم "مطلوبون" لديها، وانتهت العملية باستشهاد اثنين (عبد الرحمن صبح، ومحمد العزيزي)، وإصابة 19 آخرين.

بلدة قباطية جنوب جنين حضرت مباشرةً عقب عملية نابلس، حيث تصدى فلسطينيون فجرًا لاقتحام جنود الاحتلال، بإطلاق النار صوبهم.

هذا الحضور اللافت لفلسطينيي الضفة في ساحات المواجهة، بات يؤرق سلطات الاحتلال بمختلف مستوياتها، وتخشى أن يظل الباب مفتوحًا دون ردع.

فيما يسعى الفلسطينيون لتنظيم أعمال المقاومة، وترسيخ قواعد ميدانية جديدة بالضفة، مفادها أن لا اقتحام دون رد أو اشتباك، وذلك عبر تشكيل كتائب مناطقية للمقاومة على غرار كتيبة جنين وكتيبة نابلس، وآخرها كتيبة طوباس، والتي تضم مقاومين من أجنحة مختلفة.

المحلل والخبير بالشأن الإسرائيلي عزام أبو العدس يقول لـ "وكالة سند للأنباء" إن الاحتلال قلق جدا من تنامي هذه الظاهرة، حيث تحذّر الجهات الأمنية جميعها في إسرائيل من تصاعد العمل المقاوم في الضفة وخطورته على الاحتلال من ناحية استراتيجية.

ويعيش الاحتلال بمعضلة كبيرة في الضفة التي تمثل الخاصرة الرخوة، إذ أن هناك 800 ألف مستوطن يعيشون بين أكثر من 3 مليون فلسطيني، وينتشرون على مساحة واسعة.

ويوضح "ضيف سند" أن وضع الهدوء النسبي الذي ساد الضفة بالسابق خلق واقعا جديدا، يصعب على الاحتلال التعامل معه إذا اشتعلت انتفاضة جديدة.

ويبين أن تأمين المستوطنات والمستوطنين سيستنزف قوى بشرية من الجيش، لا سيما وأن هناك ثلاث جبهات قد تشتعل في أي لحظة؛ وهي جبهة غزة، وجبهة لبنان على خلفية النزاع على حقل "كاريش" النفطي، وجبهة إيران بسبب الحساب المفتوح معها والتي يمكن أن يأتي ردها من سوريا.

ويشير "أبو العدس" إلى أن المواجهة آخذة بالتصاعد بشكل كبير، وعدد المنخرطين فيها يزداد يوما بعد يوم، ما يشير إلى حالة من عودة الوعي لدى شرائح كبيرة.

وخلال شهر يونيو/ حزيران الماضي، رصد مركز معلومات فلسطين 649 عملاً مقاوماً في الضفة الغربية والقدس، جُرح خلالها 26 إسرائيلياً بعضهم بجراح خطرة.

وبلغ عدد عمليات إطلاق النار التي رصدها المركز 31 عملية تركز معظمها في مناطق جنين ونابلس، كان أبرزها إطلاق النار في محيط قبر يوسف بمدينة نابلس والذي أسفر عن إصابة قائد جيش الاحتلال بشمال الضفة واثنين من المستوطنين.

حرق جيب.jpg
 

ولجأ الاحتلال إلى أساليب متعددة لمواجهة هذه الظاهرة، منها الاستهداف الموضعي للمقاومة في البؤر المشتعلة والتي تتوسع أكثر وأكثر، كما عمد لتشكيل ما يعرف بـ"الحرس المدني"، وهو أشبه بالميليشيات المسلحة ويتكون من مستوطنين، وسيكون له دور في قمع الفلسطينيين واستهدافهم.

ويعزو "أبو العدس" تنامي هذه الظاهرة إلى حالة الوعي لدى الفلسطينيين عامة وفئة الشباب خاصة، مضيفًا: "السنوات العجاف التي سادت منذ عام 2007 أوشكت على الانتهاء، والشباب أدرك أنه أصبح أمام تحدٍ وجودي".

ويزيد: "مساحة المستوطنات تضاعفت منذ ذلك العام عدة مرات، وتصاعدت اعتداءات المستوطنين وقوات الاحتلال، في ظل جمود بالمستوى السياسي الفلسطيني وعدم إيجاد حلول"، وهذا الواقع برأيه "وضع الفلسطينيين أمام خيار واحد، إما إثبات الوجود أو الزوال".

من ناحيته، يرى الخبير العسكري اللواء يوسف الشرقاوي أن المواجهة لم تصل بعد إلى مرحلة منع الاقتحامات وعمليات الاعتقال بالضفة، لكنه لا يستبعد أن يحمل المستقبل تغييرا لقواعد اللعبة بين حالة المقاومة المسلحة والاحتلال.

ويُوضح "الشرقاوي" في حديثه لـ "وكالة سند للأنباء" أن الاحتلال يعمل على تصفية هذه الحالة المسلحة من خلال تحطيم الحاضنة لها.

ويعتبر أن ما وصفه "ضعف" أداء السلطة الفلسطينية وانغلاق الأفق أمام حل سياسي ولّد حالة إحباط بين الشباب دفعته لتبني خيار المواجهة المسلحة، مشيرًا إلى أن: "السلطة لا زالت تتمسك بحل الدولتين في الوقت الذي قال عنه الرئيس الأمريكي جو بايدن أنه بعيد المنال".

ويعتقد "الشرقاوي" أن إسرائيل لم تقدّر الأمور جيدا، فهي بسياساتها وممارساتها حشرت الفلسطينيين في الزاوية ولم تترك لهم خيارا آخر.