بمظاهر البهجة والبشاشة وحفاوة الاستقبال، بدأ العام الدراسي في مدارس قطاع غزة أمس الاثنين، في فعاليات سعى القائمون عليها لرسم البسمة والفرحة على وجوه الأطفال والطلاب في مختلف مستوياتهم وأعمارهم، بعد إجازة طويلة قضوها بحلوها ومرّها.

وتزينت صفوف بعض المدارس استعدادا لاحتضان الطلبة في أجواء مفعمة بالحيوية والفرح، في حين استقبلت مدارس أخرى أبناءها بأجواء احتفالية تخللها حضور دمى متحركة ومهرجين، إضافة لتوزيع بعض الهدايا والحلوى.

مدرسة "مسقط" الإبتدائية كانت إحدى المدارس التي احتفت بطلبتها صباح اليوم الأول من العام الدراسي الجديد، حيث تزيّن مدخل المدرسة بالورود والبالونات، وتوسط الساحة شخص يرتدي لباس دمية ليستقبل الطالبات بتوزيعات وحلوى متنوعة.

 

وتقول مديرة المدرسة رشا النبريص لـ "وكالة سند للأنباء": "قبل دخول الطلبة للفصول الدراسية، تم عمل أنشطة ترفيهية ورياضية وألعاب، ومسابقات تخللها أناشيد أطفال محفزة لبدء العام الدراسي".

وتهدف هذه الأنشطة _تبعًا لضيفتنا_ من أجل "التفريغ النفسي للأطفال، وكسر الرهبة من المدرسة، وأن يأتوا بكامل سعادتهم وحماسهم بعد إجازة طويلة مريحة دون واجبات أو التزامات".

ولاقت أنشطة المدرسة تفاعلا كبيرا وسعادة غامرة من الطلبة، كما أثنت عليها وزارة التربية والتعليم عند زيارتها للمدرسة، وفق "النبريص"، مردفة: "خلال استقبال الطلبة، تحولت دموع إحدى الطالبات إلى سعادة غامرة عند رؤيتها للدمى المتحركة والاستقبال المبهج على مدخل المدرسة".

 

ولم تقتصر الفعاليات على صفوف المرحلة الأساسية، حيث نال طلبة الثانوية العامة نصيبهم أيضا من الحفاوة والاستقبال الرحب والأنشطة اللامنهجية.

وعن ذلك يقول مسؤول الإعلام في مدرسة الدوحة الثانوية علي الحشاش: "اتفقت إدارة المدرسة على فكرة جميلة، ومن باب خلق بيئة تربوية تغمرها الألفة والمحبة بين الطلبة ومعلميهم".

ويتابع "الحشاش" لـ "وكالة سند للأنباء": "وضعنا قوس من الورود عند مدخل المدرسة، إلى جانب توزيع الحلوى داخل وخارج الفصول الدراسية تكريما للطلبة، وتعزيزا نفسيا ومعنويا لهم في ظل الأجواء السائدة".

ويعبّر "الحشاش" عن سعادته الغامرة تجاه ردة فعل الطلاب عند حضورهم للمدرسة، ورؤيتهم حفاوة الاستقبال والمظاهر غير المعتادين عليها، خصوصا في المراحل المتوسطة والثانوية.

إلى ذلك، كانت تُبدي الطفلة ليان أحمد، خشيتها من الذهاب للمدرسة الجديدة التي انتقلت إليها هذا العام، إلا أن مظاهر الاحتفال على بوابة مدرستها دفعها للإقبال على المدرسة بفرح ونفسية مطمئنة.

وتقول الطفلة لـنا: "كنت أخشى الذهاب للمدرسة الجديدة، ولكن ما شاهدته على مدخل المدرسة من استقبال جميل دفعني لأقبل عليها بكل حب".

وتضيف، أنها رفضت الذهاب للمدرسة إلا برفقة والدتها، ولكن عند رؤية ذلك الاستقبال دعت والدتها للعودة إلى البيت دون خوف أو دموع كما كانت قبل حضورها من المنزل.

 

تهيئة نفسية

أستاذ علم النفس في جامعة الأقصى درداح الشاعر، يشير لأهمية التهيئة النفسية والعقلية للطلبة لاستقبال العام الدراسي الجديد، بعد فترة طويلة من الإجازة والحرية دون قيود وواجبات والتزامات محددة.

ويصف "الشاعر" الأنشطة اللامنهجية في استقبال الطلبة خلال اليوم الأول من العام أنها أشبه بعملية إعادة تهيئة ولياقة عقلية ونفسية لبدء روتين جديد بعيدا عن الحرية المفرطة كالتي تمتع بها بالإجازة.

ويضيف في حديثه لـ "وكالة سند للأنباء": "أن الطالب مهما كبر وانتقل من مرحلة إلى أخرى بحاجة إلى إعادة تهيئة قبل بدء الدراسة، والتي تذكره بأنه أصبح في مجال حيوي مختلف عن المجال الذي يعيشه في فترة الإجازة".

ويأمل "الشاعر" أن تنفذ كل المدارس على اختلاف مراحلها الدراسية مثل هذه الأنشطة والفعاليات المبهجة للطلبة بداية كل عام، لكي ينشأ جيل يحب التعليم والعلم والمعلمين، حسب قوله.

وتوجه مليون و350 ألف طالب وطالبة إلى مدارسهم في الضفة الغربية وقطاع غزة صباح أمس، في بداية العام الدراسي 2022-2023، وفق معطيات نشرتها وزارة التربية والتعليم.

ويبلغ عدد الطلبة في المدارس الحكومية 911 ألفا و100 طالب، موزعين على ألفين و333 مدرسة، وفي مدارس وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "أونروا" 339 ألفا و100 طالب موزعين على 375 مدرسة، وفي المدارس الخاصة 134 ألفا و800 طالب، ويبلغ عددها 484 مدرسة.