الساعة 00:00 م
الأربعاء 24 ابريل 2024
22° القدس
21° رام الله
21° الخليل
25° غزة
4.67 جنيه إسترليني
5.33 دينار أردني
0.08 جنيه مصري
4.03 يورو
3.78 دولار أمريكي
4

الأكثر رواجا Trending

جيش الاحتلال يُعلن مقتل "رائد" شمال قطاع غزة

فلسطيني يحول موقعاً عسكرياً مدمراً إلى مسكن لعائلته النازحة

"الوضع القائم" في الأقصى.. تغييرات إسرائيلية بطيئة ومستقبل خطير

بالصور الياصيدي عوني الظاهر.. عقود من حب وجمع المقتنيات التراثية

حجم الخط
منزل عارف الظاهر
نواف العامر - وكالة سند للأنباء

على عشق التراث الفلسطيني واقتناء كل ما يدلّل عليه، كبُر الستيني عارف الظاهر من قرية ياصيد شمال مدينة نابلس، حتى سار ذلك الحب مجرى الدم في عروقه، فملأ منزله بقطع أثرية قديمة، وزيّنه بمطرزات وملابس تقليدية، وصناديق خشبية تضم الكثير من الأوراق والوثائق التاريخية بعضها من العهد العثماني، وغيرها من المقتنيات.

ومنذ ريعان شبابه، بدأ المربي المتقاعد "الظاهر" باقتناء تلك القطع على نفقته الخاصة، حيث حرص على شراء واقتناء كل ما هو قديم، حتى بدا منزله كمتحف يحوي تحفًا وقطعًا تعبق برائحة الماضي.

FB_IMG_1663414603259.jpg
 

وكانت البداية بتجميع المقتنيات القديمة لعائلته، لتتوسع شيئًا فشيئًا لجمع مقتنيات من قريته ياصيد، وما لبث أن قرر أن يمتد للجغرافيا الفلسطينية كاملة؛ لجمع تراث فلسطين في مائة عام، حسب قوله.

في إحدى الزوايا رُكن صندوق مستطيل أخّاذ، يسميه "الظاهر" بـ"الفرعوني"؛ لأنه يضم وثائق مهمة وعريقة، ومقتنيات ثمينة، طالها سيف الإهمال الرسمي والشعبي، لكنه احتضنها منزله المتواضع منذ زهاء أربعة عقود.

وعلى أحد الجدران تتدلى المفاتيح القديمة، والثياب والمطرزات الشعبية كـ "القمباز" و"سرطلية" و"الروزة"، وتلك زاوية النحاسيات بالقرب منها قطع مختلفة من الحبال المختلفة كـ"المصيص" و"القنب" والبلاستيك.

13880314_521660131359297_7569971185238882383_n.jpg

ولم يخل المنزل الذي تحوّل لمتحف لكثرة مقتنياته التراثية القديمة، من كاميرات قديمة، تجاورها أباريق وقناديل الإضاءة المزركشة، وعدة حلاقة يدوية قديمة، وكميات لا تحصى من العملات المعدنية والورقية، وتسجيلات صوتية، واسطوانات قرآنية، وحقائب جلدية تفوح منها رائحة الماضي.

بفرحة يشوبها العتب يقول "الظاهر" لـ "وكالة سند للأنباء": "أستقبل الزوار والمؤسسات في بيتي، يواسوني بالثناء والمديح، ويظل الشعار العام أنك اخترت المهمة الصعبة والمسير تقطعه وحدك".

13641240_521659861359324_458918036264141734_o.jpg
 

ويمضي: "أتجوّل في القرى والمدن وأسواق القطع المستعملة، وأحيانًا يكون شراء هذه التراثيات على حساب نفقة البيت واحتياجاته اليومية" .

ولا تخلُ زوايا منزل "الظاهر" من حاجيات منزلية زيّنت الحياة اليومية الفلسطينية خلال قرن من الزمن، بينما تصطف ساعات ضاربة في أسفار الأيام فوق صناديق تمتلئ بشهادات الميلاد والوثائق التعليمية والمناهج وشهادات تقديم "المترك الإعدادي" قديمًا، في الريف والمدينة والطوابع البريدية ووثائق عثمانية وغيرها.

13909086_521658191359491_5233196333307299603_o.jpg
 

ويوجّه "الظاهر" دعوته ومطالبته لوزارة الثقافة والمؤسسات ذات العلاقة؛ لتبني مشروعه وحمايته من الإهمال والتلف الذي يتهدد مقتنياته في ظل تراكمها فوق بعضها البعض .

13669384_521660381359272_7456150686376985395_o.jpg
 

"كنوز ومرجعية"..

بشار الظاهر أحد سكان القرية والعائد من الغربة بعد نحو ثلاثة عقود، يشارك "الظاهر" في أهمية ما يجمعه، لكنه يستدرك: "رغم أهمية المقتنيات إلا أنها تلقى آذانًا لا تسمع، ولا مبالاة عجيبة في الحفاط على هذا الكنز التراثي".

ويردف "بشار" لـ"وكالة سند للأنباء": "أقدّر الجهد الكبير المبذول في جمع التراثيات، لكنه بحاجة لمن يسانده ويحافظ على هذا الكم الكبير من المقتنيات التاريخية والتراثية".

ويُشير إلى أن هناك بعض العائلات التي استفادت من الوثائق التي يملكها "الظاهر" كمرجعية في حل قضايا خلافية وملكية أراضي.

13909380_521661754692468_5261601991402311024_o.jpg
 

من جهته يرى مدير مركز السنابل للتراث في الخليل إدريس جرادات، أن الجهود المبذولة في الدفاع عن التراث عوضا عن حمايته والحفاظ عليه، تمثل مبادرات وجهودًا فردية بمعظمها .

ويضيف "جرادات" لـ "وكالة سند للأنباء" أن "الاحتلال يسابق الزمن في سرقة تراثنا وتبنيه وتسويقه والترويج له عالميا ونسبه لما يسمى بالتراث اليهودي، بينما تختنق الجهود الفردية والمراكز في حماية تراثنا الوطني العريق".

ويضرب "جرادات" مثالا على ذلك بقوله: "إن زوجة وزير الجيش الإسرائيلي الأسبق موشيه دايان، لبست ثوبا مطرزا من تاريخ بيت لحم، زاعمة أنه من التراث اليهودي، فيما الجهد المحلي والرسمي يبدو خافتًا وعلى استحياء".

يُذكر أنه في نهاية عام 2021 أدرجت منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة (يونسكو)، فن التطريز الفلسطيني، على قوائمها للتراث الثقافي العالمي، بناء على طلب تقدمت به وزارة الخارجية الفلسطينية.