الساعة 00:00 م
الخميس 02 مايو 2024
22° القدس
21° رام الله
21° الخليل
25° غزة
4.71 جنيه إسترليني
5.3 دينار أردني
0.08 جنيه مصري
4.03 يورو
3.76 دولار أمريكي
4

الأكثر رواجا Trending

أطفال غزة يدفعون ثمن الأسلحة المحرمة

معروف: معلبات مفخخة يتركها الاحتلال بمنازل غزة

تحليل المواجهة بالذخيرة الحيّة.. انزلاق التصعيد يُفشل استراتيجية تقسيم الساحات بالضفة

حجم الخط
مواجهة عسكرية
القدس - وكالة سند للأنباء

تواجه قوات الاحتلال الإسرائيلي تحديًا حقيقيًا في الضفة الغربية، يتمثل في امتداد ساحة المواجهة العسكرية من جنين ومخميها شمالًا، إلى باقي محافظات الضفة والقدس، وفي مراتٍ سابقة شملت مدن الداخل المحتل.

فلم تعد هذه القوات تُواجه عند تنفيذها اعتداءات بحق الفلسطينيين، برشقها بالحجارة فحسب، إنما أصبح للذخيرة الحيّة التي يتملكها الشبّان بشكلٍ فردي _ غالبًا _ كلمة، ويندلع على إثرها اشتباكات مسحلة، تُوقع خسائر بشرية ومادية في صفوف الاحتلال.

هذا يعني أن الهدف من عملية "كاسر الأمواج" التي أطلقها جيش الاحتلال بالضفة فشل؛ فلم يتمكن من ردع الفلسطينيين وحصر المواجهة العسكرية في جنين أو حتى نابلس، وإسرائيل الآن أمام مخاوف انزلاق التصعيد وتداعياته.

ويؤكد خبراء وسياسيون، أن امتداد ساحة المواجهة تُعبّر في مبدئها عن فشل استراتيجي إسرائيلي ينطلق من قاعدة تجزئة وتقسيم الساحات، تحديدا بين الضفة والقدس، بالإضافة لتجزئة الارتباط مع فلسطينيي الداخل.

تمدد المواجهة..

ثمة عوامل يرصدها المتابعون دفعت إلى تعزيز العمل العسكري وتوسيعه في مناطق مختلفة بالضفة، أبرزها استجابة الشباب لفكرة تشكيل الكتائب الموحدة بين القوى الفلسطينية بمختلف مكوناتها.

يقول الباحث السياسي محمد أبو علّان، إنّ فكرة تشكيل الكتائب شكلّت منعطفا جديدا في الحالة بالضفة، عززها ظهور الرمزية التي ظهرت بارتقاء الشباب المقاومين.

وبرزت فكرة تشكيل الكتيبة، عبر خلايا شُكلّت ابتداءً لحماية الأسرى الستّة الأبطال الذين نجحوا الفرار من سجن جلبوع في سبتمبر/ أيلول 2021، بحسب ما يورده "أبو علّان" لـ "وكالة سند للأنباء".

ويوضح أنه بالرغم نجاح  الاحتلال في القبض على الأسرى الستة بعد أسبوعين من المطاردة، ثم اغتيال الشهيد جميل العموري بعد اشتباكٍ مسلح خاضه في مخيم جنين بيونيو/ حزيران 2021، لكنّ القصةّ لم تتوقف هنا؛ بل كانت البداية لتوافد الشباب على الانضمام للتشكيلات العسكرية البدائية التي أطلقت على نفسها "كتيبة".

تعرض المخيم طيلة الفترات الماضية لمحاولات اقتحام متكررة وعمليات عسكرية واسعة، فشلت في أحيانٍ كثيرة؛ بفعل تعرض قوات الاحتلال لإطلاق النار من المقاومين، وسط تهديدات بتنفيذ جيش الاحتلال اجتياحًا للضفة، على غرار اجتياح "السور الواقي" الذي نفذه خلال الانتفاضة الثانية.

هذا التهديد _ تبعًا لأبو علان_ أفضى لاحقًا لتشكل كتائب متعددة في مخيمات الضفة، تحديدا في البلدة القديمة مدينة نابلس.

ويستطرد: "شهدت نابلس عمليات اغتيال متكررة لمجموعة من المقاومين منذ بداية العام، برز على إثرها مجموعة من رفاقهم المطلوبين في المدينة، كان أبرزهم إبراهيم النابلسي الذي ارتقى في وقت لاحق".

هذه الظاهرة تمددّت بين ربوع مخيمات الضفة لشباب آمنوا بفكرة المطاردة؛ لتصبح هاجسا يُقلق المؤسسة الأمنية في إسرائيل، لاسيما ضمن استراتيجية التهديد من إمكانية استغلال أي فراغ سياسي محتمل، لاندلاع مواجهة قد تشكل هذه الكتائب مدخلا لها.

انهيار استراتيجي..

من جهته، يؤكد الخبير بالشأن الإسرائيلي عمر جعارة، أنّ تمددّ الحالة الشعبية والعسكرية في الضفة تعبير عن انهيار استراتيجي في السياسة الإسرائيلية الأمنية والعسكرية تجاه إدارة الأوضاع في الضفة.

ويردف "جعارة" لـ "وكالة سند للأنباء" أن هذا الانهيار جاء نتيجة لخطين متوازيين، وهما تصاعد الرمزية من جهة، وتمددّ المقاومة الشعبية من ناحية ثانية، إلى جانب انغلاق الأفق السياسي والعسكري في الضفة.

ويُشير إلى أن لدى الاحتلال هاجس من التعامل مع تصفية هذه الحالة، تفاديًا لمواجهة عسكرية مفتوحة مع قطاع غزة.

ويتابع: "إن حالة الردع المتبادلة التي نجحت المقاومة في تحقيقها بالضفة وغزة، خلقت أجواء ميدانية مختلفة لدى الاحتلال تفرض عليه مواجهة عسكرية واسعة وشاملة، وهو سيناريو تتلافاه السياسية الإسرائيلية".

ويلفت إلى أنّ حالة الانهيار طالت البيئة الداخلية لدى إسرائيل في الداخل المحتل، خاصة بعد مشاركة فلسطينيي الداخل في المواجهة.

ويُبيّن "جعارة" أن الانهيار يصبّ نفسه لصالح الأداء الفلسطيني، الذي بات يمثل حالة نضالية واسعة.

من ناحيته، يقول الباحث في الشؤون العسكرية واصف عريقات، إن استمرار المواجهة المباشرة في الضفة الغربية مع الاحتلال، وتصاعد الانتهاكات الإسرائيلي، جرّها إلى المواجهة العكسرية.

ويلفت إلى أن استمرار هذه الحملات فرض على جميع محافظات الضفة الانخراط في المواجهة وعدم ترك الأمور محصورة فقط في بمدن الشمال.

ويُكمل "عريقات" لـ "وكالة سند للأنباء": "الظروف الميدانية فرضت نفسها في المواجهة، وخلقت بيئة عمل مختلفة في الضفة، بدأت تتشكل بشكل درماتيكي وتنحى بمنحى الكتائب التي تختلف جوهريا في فكرتها عن الذئاب المنفردة (أعمال المقاومة الفردية)".

وبحسب الباحث العسكري، فإن "هذه الحالة تستند قوتها من الالتحام الشامل في المواجهة، وتخوف إسرائيل من الحرب الشاملة التي تستدعي فتح جبهات مختلفة عليها".

ويُشير إلى أنّ الأمر لم يعد مقتصرًا على المقاومة كأشخاص، بل تجاوزت للحديث عن بنية وبيئة، ولو بإمكانات محدودة قادرة على تحريك المياه الراكدة في الساحة الفلسطينية.