الساعة 00:00 م
الثلاثاء 23 ابريل 2024
22° القدس
21° رام الله
21° الخليل
25° غزة
4.67 جنيه إسترليني
5.33 دينار أردني
0.08 جنيه مصري
4.03 يورو
3.78 دولار أمريكي
4

الأكثر رواجا Trending

"خربة قرقش" تُراث عريق يقاوم الاستيطان

حجم الخط
1222.JPG
بروقين - وكالة سند للأنباء

في كل صباح، تلقى خيوط الشمس بشعاعها الذهبي على الجدران الصخرية لخربة "قرقش" القريبة من بلدة بروقين، لتبدو بمشهدٍ أثري جميل، كلوحة فنية تشبه مدينة البتراء الأردنية بشكل مصغر كما يقول  كل من يزورها.

على بعد 9 كم من محافظة سلفيت تقع قرية بروقين الواقعة في وسط المحافظة، وتُعد من أهم القرى من الناحية التاريخية والأثرية، يوجد بها عدد من الأماكن الأثرية، أهمها خربة قرقش الواقعة على تلة صغيرة مطلة على القرية، أطلق عليها الرومان"مدينة الشمس والقمر".

ويقدر عمر الخربة من 1500 -2000 سنه، حيث توالت عليها الحضارات منذ آلاف السنين مع ذلك بقيت محتفظة بآثارها القديمة، فيها المحاكم والسجون والبرك والكهوف، من يزورها سيعرف من ملامحها عراقتها التاريخية وأصالة ماضيها.

وتعرضت هذه الخربة إلى التخريب من قوات الاحتلال الإسرائيلي، حيث تم إحاطتها بالمصانع التابعة له، ومن أقرب هذه المصانع، "أرائيل الصناعية"، ما أثر سلبًا على عدد الزائرين للخربة، كما تم منع أهالي القرية من زراعة أراضيهم المجاوره لها بعتبارها منطقة C.

رئيس البلدية مروان عبد الرحمن، يقول: "إن هذه الخربة تبعد عن مركز البلدة 2 كيلو مترا، وهي منطقة سياحية عريقة، وتبلغ مساحتها أكثر من 20 دونمًا".

وفي الخربة منطقة سكنية قديمة جدًا، وأخرى للقبور وهذه المنطقة لا تبعد سوى أمتار عن مستوطنة "أرائيل" كما ويوجد مصنع حديد يبعد عنها أقل من 100 متر، وهي مهددة من المستوطنين وقوات الاحتلال.

وأكد رئيس البلدية لـ "وكالة سند للأنباء" أن بلدية بروقين تسعى للمحافظة على الموقع وحاولت توصيل الخدمات من ماء و كهرباء، لكن الاحتلال يضغط بشكلٍ كبير عليهم، وتم منعهم من العمل فيها كونها منطقة C وقريبة من حدود المستوطنة.

ويُردف: "لكن تمكنا من فتح طريق ترابي، رغم التدخل المستمر لقوات الاحتلال، ولكن تغلبنا على المعيقات واستطعنا أن نصل الطريق".

ويُشير إلى أن بعد الطريق عن الخربة يصل من حوالي 20 لـ 30 مترًا، وتلقت البلدية إخطارًا من الاحتلال لإعادتها كما كانت سابقًا، لكنّه أكد "عدم خضوعنا لهذه الأوامر وتم تعيين محامين للحفاظ على هذا التراث".

ولفت إلى وجود إقبال كبير جدًا على الخربة سيما في الفترة الأخيرة من ناحية الرحلات والسياح من الخارج، "نحاول من هذه الزيارات تثبيت هذا المكان الأثري".

من جهته قال عضو المجلس البلدي جمال عبد الحفيظ: "إن خربة قرقش من أقدم الخرب في فلسطين، وتعود الى العهد الروماني ومساحة الخربة تنقسم إلى 7 دونمات، وينقسم هذا الموقع إلى قسمين القسم العلوي الاستيطان البشري والقسم السفلي فيه مقابر قديمة وبرك عميقة وواسعة.

وبحسب عبد الحفيظ فإن هذه المنطقة مستهدفه إسرائيليا، وينظمون رحلات من وقت لآخر للخربة، لكن أهل البلدة يحاولون البقاء والثبات في الخربة للحفاظ على التراث الفلسطيني.

ورغم توالى الحضارات عليها بعد الروم كالحضارة العثمانية إلا أنها لازالت تحافظ على طابعها الروماني.

وأحد سكان القرية عمر سليم، يرى أن ترميم القرية والمحافظة عليها واجب وطني، قائلًا: "هذه منطقة أثرية تستحق الاهتمام لما يظهر فيها من أعمال أناس جبابرة  مثل الرومان، ويوجد برك واسعة وعميقة جعل الناس يستخدمونها في القديم  للسباحة، وخاصة بعد الشتاء بقليل".

ويُكمل حديثه: " لكن في الفترة الحالية وبسبب سيطرة الاحتلال على الخربة والأراضي المجاورة لها فإنه لم تعد قابلة لأي عملٍ كان".

وأشار سليم، إلى أهالي القرية حرموا من زراعة أراضهم ورعي أغنامهم في هذه المنطقة.

ويقول المزارع زياد أبو زيد، أنه يمتلك اراضي قريبة من الخربة زرع فيها شجر زيتون قبل سنوات، ولكن الاحتلال اقتلع هذه الأشجار، و منعوه من زيارة أرضه، وتم الاستيلاء عليها من الاحتلال فيما بعد.