الساعة 00:00 م
الخميس 25 ابريل 2024
22° القدس
21° رام الله
21° الخليل
25° غزة
4.71 جنيه إسترليني
5.33 دينار أردني
0.08 جنيه مصري
4.04 يورو
3.78 دولار أمريكي
4

الأكثر رواجا Trending

جيش الاحتلال يُعلن مقتل "رائد" شمال قطاع غزة

فلسطيني يحول موقعاً عسكرياً مدمراً إلى مسكن لعائلته النازحة

"الوضع القائم" في الأقصى.. تغييرات إسرائيلية بطيئة ومستقبل خطير

بالفيديو والصور "يلا لفّة بالقدس".. مبادرةٌ فلسطينية تُنعشُ أسواق البلدة القديمة

حجم الخط
يلا لفة بالقدس
القدس- فرح البرغوثي- وكالة سند للأنباء

"نحبُّ البلادَ كما لا يحبُّ البلادَ أحدْ"، في بيت الشعر هذا تتجلّى تفاصيلُ مبادرةٍ فلسطينية، يقطعُ روّادُها مسافاتٍ طويلة بشكلٍ شبه أسبوعي، ليصلوا أخيراً إلى العاصمة الفلسطينية حيثُ تستقرُ الروح، وتنتعشُ الذاكرة أمام التفاصيل المليئة بالأصالةِ والعراقةِ المُمتدةِ عَبرَ الأحقاب الزمنية المختلفة.

في هذه المبادرة، يعبّر المشاركون فيها عن تمسكهم بالمدينة المُقدّسة ويُدافعون عنها بطريقتهم الخاصة، فتراهم يتجوّلون بين أزقةِ بلدتها القديمة وحاراتها، يتعرّفون على محالها التجارية، وتاريخها العريق، ويفخرون بشهامةِ أصحابها وصمودهم بأرضهم وحقِهم مهما مرّت عليهم الظروف.

"مسقط رأسي في قرية جِت في المُثلث الفلسطيني، لكن مسقط روحي في القدس"، كلمات وصفت بها الفنانة الفلسطينية آية خلف من المثلث الشمالي في أعلى البلاد، حبها للقدس وما دفعها لأن تُوظف حبّها وحرصها على المدينة وأهلها في مبادرتها التي أطلقت عليها اسم "يلا لفّة بالقدس".

"خلف" فنانةٌ فلسطينية، تعيشُ في مدينة القدس منذُ سبعةِ أعوامٍ، وتعملُ كمُدرِّسةٍ للموسيقى، بعد أن دَرَست التربية الموسيقية والغناء الشرقي فيها.

316390232_2695253293938236_8188948958995723843_n.jpg
 

"اشتياقٌ للحركة التجارية"..

تروي "ضيفة سند" أن فكرة المبادرة حضرت لذهنها عندما عادت إلى أسواق القدس القديمة، عقب رفع قيود جائحة "كورونا"، واكتشفت حجم البؤس الشديد الذي يُخيم على التُجار المقدسيين، واشتياقهم للحركة؛ في ظلِ تفاقم الأزمة الاقتصادية وتراجعِ البيع والشراء جرّاء الجائحة.

وتقول: قبل نحو عام، وخلال إحدى جولاتي في أسواق البلدة القديمة، سألت أحد التُجار بشكلٍ عفوي: "كيف الوضع؟"، فردّ بأسى وغصّة شديدين: "سيء جداً".

316147373_416807820534866_798634277855152691_n.jpg
 

في حينها، شعرت "خلف" بضرورةٍ مُلحّة لتنفيذ فكرةٍ ما، تُنعشُ الأجواء الاقتصادية والحركة التجارية، خاصةً بعدما مرّت به القدس من أحداثٍ سياسية، وما تبعها من ممارسات الاحتلال التعسّفية، وقيوده المُشدّدة تجاه المدينة وأهلها.

وتضيف:"بدأت المبادرة بشكلٍ فردي، عندما كان التُجار يطلبون من الأهالي المقدسيين التواجد بشكلٍ دائم في البلدة ودعمهم، فقررتُ في حينها توظيف صفحتي على السوشال ميديا من أجل دعم البلد وأصحابها".

دعمٌ ملموس..

لم تكتفِ "خلف" بذلك، بل قررت أن تُحوّل هذا الدعم الإلكتروني لشيءٍ ملموسٍ على أرض الواقع، وعن ذلك تحكي لنا:"قررت أن أُنشأَ صفحةً خاصة بالمبادرة على تطبيق "الإنستغرام"، تحت اسم "يلا لفّة"، أدعو خلالها الناس للمشاركة في جولاتٍ مميزة بأزقة أسواق القدس القديمة".

وبنبرةٍ سعيدة، تُبيّن أن تفاعلَ الناس مع جولاتها وفعالياتها لقِيَ إقبالاً واسعاً، وترحيباً، منذُ اللحظة الأولى، حيثُ يتراوح عدد المشاركين بين عشرة أشخاص، و25 شخصاً في كلّ جولة.

وتُشير ضيفتنا أن فكرة مبادرتها تقوم على دعم المحال التجارية وأصحابها، عن طريق التعرّف عليهم والاستماع لتاريخ محالهم وتفاصيلها بشكلٍ موسّع، وإنعاش الحركة التجارية في الأسواق والشراء منهم.

وتشرح: "ينطلقُ المشاركون من باب العامود، يتنقلون سيراً على الأقدام بين جميع أسواق القدس العتيقة، وأزقتها وحاراتها التي تتجلّى في معالمها التفاصيل الأثرية العريقة، يرددون الأغاني الفلسطينية التراثية، ويستمعون لحكايا أصحاب المحال ويلتقطون معهم الصور لعرضها على وسائل التواصل الاجتماعي".

ويُشارك في الجولات التي تُنظمها الفنانة "خلف" يوم السبت من كلّ أسبوعين، فلسطينيون من مناطق مُتعددة ومختلفة، يقطعون مسافاتٍ طويلة ليكتشفوا إرث أجدادهم، وهويتهم، معتبرين ذلك "كنزٌ" معرفيٌ وتوعوي لذاكرتهم الممتلئةِ بحُبّ البلاد.

316306623_1571017156695651_3483125465198329936_n.jpg
 

"قصص ما خَلفَ الجدران"..

لطالما كانت الفنانة "خلف" تتجولُ بين أزقة البلدة القديمة، وتقفُ مندهشةً أمام جمالها الساحر وتفاصيلها التي تدفعها للتساؤل عن القصص التي تختبئ خلفها، لكنها اليوم، بعد هذه المبادرة استطاعت أن تُغنيَ ذاكرتها وتحصل على العديد من الأجوبة.

وعند سؤالها عن التغيرات التي طرأت على حياتها، تُجيب: "في كلّ زيارة أكتشفُ شيئاً جديداً، وتاريخاً أكبر، سواءً تاريخ عن فلسطين، أو البلدة القديمة أو المحل نفسه؛ حيثُ زادت معرفتي وتعمّقي لما يوجد خلف هذه الجدران من قصصٍ وحكايا".

وتستذكرُ موقفاً لا تنساه والابتسامة ترتسمُ على مُحيّاها: "أجمل موقف عندما ذهبنا إلى محل العم يوسف النتشة، في حارة النصارى، وقام بإعطائنا الأثواب الفلسطينية العتيقة، والحطة والعقال، والسيف، والفخارة الأرمنية، وبدأنا بالغناء داخل أزقة الحارة في مشهدٍ رهيب وخرافي، وبدأ الأهالي بالتجمّع حولنا والغناء وسط أجواءٍ لن أنساها بتاتاً".

ومستقبلاً، تُخطّط "ضيفة سند" أن تستمر في هذه المبادرة بذات الوتيرة من المعرفة، مؤكّدةً أن "الهدف الأول والأخير أن نعرف عن البلد أكثر، وألّا نسمح للاحتلال الإسرائيلي أن يعرف عنها أكثر منّا، أو السيطرة عليها وعلى تاريخها".

وعن رسالتها، تختتم حديثها قائلة:"يجب أن ندعم المحال التجارية وأصحابها بشكلٍ دائم، ونعزّز فيهم الثبات أكثر وأكثر، وألَا تقتصر نظرتنا للمدينة على الأماكن الدينية؛ إنما أن ننظر إلى التاريخ العريق، ونعرفه ونحفظه بين طيّات ذاكرتنا (..)، ادعموا التُجار في القدس وفي كافة المدن الفلسطينية؛ فنحنُ لبعضنا البعض".

ويعاني التجار المقدسيين وأصحاب المحال في البلدة القديمة في القدس من تضييقات كبيرة تتمثل بالضرائب العالية والغرامات التي تفرضها بلدية الاحتلال، بهدف الضغط عليهم وإجبارهم على ترك محالهم والرحيل.

313481445_814079189888255_3474892288348965872_n.jpg 
313075016_3589864384574633_2258590936945471012_n.jpg 
313096255_796366014796160_1104160154892984386_n.jpg