ما بين اكتشافات جديدة، وصورة فريدة من نوعها، شهد عام 2022 الكثير من الإنجازات العلمية والتقدم التكنولوجي خاصة في مجالي الطيران والفضاء.
ففي العام الماضي، انطلق صاروخ يحمل أقوى تلسكوب فضائي على الإطلاق من منصة إطلاق في غينا الفرنسية.
ولم يكن لأحد أن يتوقع أن نتمكن من تغيير مجرى كويكب متجه نحو الأرض، فكانت هذه الفكرة تعتبر هلاكًا للبشرية في حال حدوثها، ولكن "ناسا" أثبتت العكس.
وبالعودة إلى الأرض، وصل الابتكار -أيضًا- إلى آفاق جديدة في صناعة الطيران، فقد أقلعت طائرة كهربائية فريدة من نوعها، وحلّقت مروحية "بلاك هوك" بنفسها من دون الحاجة لطيار.
وفيما يلي سنعرض معكم أفضل ابتكارات عام 2022 في علم الفضاء والطيران.
تلسكوب جايمس ويب الفضائي: أداة جديدة لرؤية الكون بشكل أفضل
بعد أكثر من عقدين من الزمن، و9,7 مليارات دولار ككلفة تصنيع، تم إطلاق تلسكوب جايمس ويب في الـ 25 من شهر كانون الأول/ ديسمبر 2021. ومنذ شهر شباط (فبراير) من هذا العام، استحوذت صور التلسكوب النابضة بالحياة على انتباه العالم.
ويمكن لجايمس ويب أن يرى في أعماق مجالات تَشكُل النجوم.
يمكنه إلقاء نظرة خاطفة على الكواكب الخارجية، ورؤيتها مباشرةً حيث كان على علماء الفلك ذات مرة إعادة بناء الآثار الضئيلة لوجودهم.
ويعلمنا كيف اجتمعت تلك النجوم والمجرات معًا من مادة بدائية، وهو أمر لم يستطع تلسكوب "هابل" إلا أن يلمحه.
كل هذا يعتبر مجرد مقدمة لتلسكوب جايمس ويب. ونظراً لأن التلسكوب استخدم وقودًا أقل مما كان متوقعاً في البداية عند الوصول إلى موقعه، فقد يكون للجهاز ما يكفي لتجاوز نافذته المتوقعة البالغة 10 سنوات.
طائرة "Alice" من شركة "Eviation": طائرة ركاب كهربائية بالكامل:
إن الطائرات هي أحد أكبر منتج رئيسي لانبعاثات الكربون. وتتمثل إحدى طرق محاولة حل هذه المشكلة في تشغيل الطائرات بالطاقة الكهربائية، والاستفادة منها في الرحلات القصيرة فقط.
هذا ما تهدف شركة "Eviation" إلى القيام به بطائرة "Alice" التي تعمل بمساعدة 8000 رطل من البطاريات في بطن الطائرة لتمنح محركيها القوة التي تحتاجها للطيران.
وكانت الطائرة قد قامت بأول رحلة لها في شهر أيلول/سبتمبر، وبالرغم من كونها قصيرة المدى، ولكنها نجحت في الطيران لمدة ثماني دقائق في الجو.
ومع تحسن تقنية البطاريات، تأمل الشركة بأن تتمكن من نقل تسعة ركاب لمسافات تصل إلى 200 ميل.
مركبة "OPV Black Hawk" من شركة "Sikorsky": مروحية عسكرية تطير بنفسها
من المعتاد أن يجلس طياران في مقدم مروحية "Black Hawk" التابعة للجيش، ولكن ماذا لو كان من الممكن استخدام المروحية من دونهم وبخاصة في المهام الخطرة؟
هذا هو بالضبط ما يمكن لمروحية "UH-60" أن تفعله، وقامت المروحية التي تحلق ذاتيًّا بأول رحلاتها في شهر شباط/فبراير، إذ أعادت الرحلة مرة أخرى في شهر تشرين الأول/أكتوبر، حتى إنها كانت تحمل حمولة تزن 2600 رطل تحتها.
"اكتشف وتجنب" من شركة "Zipline": طائرات من دون طيار يمكنها الاستماع إلى العقبات أثناء الطيران
مع استمرار الطائرات من دون طيار والطائرات الصغيرة الأخرى في ملء السماء، يكون لجميع الأطراف المعنية مصلحة في تجنب الاصطدامات.
لكن اكتشاف أفضل طريقة لطائرة من دون طيار لاكتشاف العوائق المحتملة ليست مشكلة سهلة الحل.
تحولت شركة "Zipline" للتوصيل بواسطة الطائرات من دون طيار إلى استخدام الصوت، وليس البصر، لحل هذا اللغز. ثماني ميكروفونات على جناح الطائرة تستمع لحركة المرور، ويمكنها بشكل استباقي تغيير مسار الطائرة للابتعاد عن الطريق قبل الاصطدام. وتساعد وحدة معالجة رسومات "GPU" والذكاء الاصطناعي المدمج في المهمة أيضًا.
مهمة "DART" من وكالة "ناسا" ومختبر "جونز هوبكنز" للفيزياء: الاصطدام بكويكب
يمكن لأبناء الأرض الذين ينظرون للسماء بخوف من أن تسقط صخرة فضائية وتدمر عالمنا أن يتنفسوا الصعداء الآن.
في 26 أيلول/سبتمبر، اصطدمت مركبة فضائية يبلغ وزنها 1100 رطل بكويكب يبلغ قطره 525 قدماً عن عمد بسرعة تزيد على 14000 ميل في الساعة.
وأكدت وكالة "ناسا" في الـ 11 من شهر تشرين الأول (أكتوبر) أن تأثير اختبار إعادة توجيه الكويكب قد غيّر مداره أكثر مما كان متوقعاً. وبفضل "DART"، أعاد البشر توجيه كويكب للمرة الأولى.
وتمنح هذه التجربة علماء الفلك الأمل في أنه ربما يمكننا فعل ذلك مرة أخرى لتجنب نهاية العالم.
كاميرا "LSST" بواسطة مرصد "SLAC / Vera C. Rubin": كاميرا بدقة 3200 ميغابيكسل
قريباً جداً، سيوفر مرصد "Vera C. Rubin" في الصحراء العالية بشمال تشيلي لعلماء الفلك ما سيكون تقريباً عرضاً حياً لسماء نصف الكرة الجنوبي. للقيام بذلك، سيعتمد على أكبر كاميرا في العالم مع عدسة بعرض 5 أقدام، وستكون قادرة على التقاط صور مذهلة تبلغ دقتها 3200 ميغابيكسل.
"Starliner" من شركة "بوينغ": طريقة جديدة للوصول لمحطة الفضاء الدولية.
بعد سنوات من مشكلات في الميزانية، والتأخيرات الفنية، وإخفاقات الاختبار، اقلعت كبسولة طاقم "Starliner" التي طال انتظارها أخيراً في السماء ووصلت إلى وجهتها.
وأطلقت المركبة "تجريبي" غير مأهول في شهر أيار/مايو بنجاح، ورست في محطة الفضاء الدولية، وهبطت مرة أخرى على الأرض.
الآن، تستعد شركة "بوينغ" ووكالة "ناسا" لأول اختبار لمركبة "Starliner" مزودةً بطاقم بشري، ومن المقرر إطلاقه في عام 2023.