الساعة 00:00 م
الأربعاء 24 ابريل 2024
22° القدس
21° رام الله
21° الخليل
25° غزة
4.67 جنيه إسترليني
5.33 دينار أردني
0.08 جنيه مصري
4.03 يورو
3.78 دولار أمريكي
4

الأكثر رواجا Trending

جيش الاحتلال يُعلن مقتل "رائد" شمال قطاع غزة

فلسطيني يحول موقعاً عسكرياً مدمراً إلى مسكن لعائلته النازحة

"الوضع القائم" في الأقصى.. تغييرات إسرائيلية بطيئة ومستقبل خطير

قراءة تحليلية..

خاص بالصور والفيديو تكتيكات من وحي الانتفاضة.. هل تنتقل موجة عمليات 2022 إلى العام الجديد؟

حجم الخط
عمليات المقاومة
غزة - وكالة سند للأنباء

بينما كان عام 2022 في طريقه ليتحول إلى أكثر الأعوام دموية بالنسبة للفلسطينيين في الضفة الغربية منذ 2005، كانت جرائم القتل والإعدام والاقتحامات الإسرائيلية الاستفزازية للمسجد الأقصى المبارك، تُغذي شعور النَفس المقاوم وتلهب فورة الانتقام الوطني بين جيل من شبّان تحولوا بعد استشهادهم إلى أيقونات.

فعلى وقع سلسلة من العمليات المقاومة الفردية، اهتزّت ساحات الضفة والداخل المحتل خلال العام المنصرم، وأربكت من حيث نوعيتها وجرأتها حسابات المنظومة الأمنية الإسرائيلية التي وقفت قواها الاستخباراتية عاجزة عن الكشف المبكر عن نوايا منفذيها.

وما يثير القلق الإسرائيلي، أن من انخرط فيها فلسطينيون لا ينتمون في غالبيتهم إلى فصائل المقاومة أو أطرها التنظيمية، وتخلوا ملفاتهم الأمنية من أية "شبهات"، وبعضهم خرج من صفوف الأجهزة الأمنية الفلسطينية.

ومن وجهة نظر مراقبين، فقد رسمت عمليات 2022، التي تنوعت بين إطلاق نار وطعن ودهس وتفجير عبوات ناسفة، جنبًا إلى جنب مع أدوات المقاومة الشعبية المعهودة، كالرشق بالحجارة وإلقاء الزجاجات الحارقة "المولوتوف" وغيرها، معالم الطريق نحو "انتفاضة أقصى" جديدة، وهو سيناريو لا يرغب الإسرائيليون بتخيل حدوثه مجددًا.

وبالمجمل، أسفرت هذه العمليات عن مقتل 31 جنديًا ومستوطنًا وإصابة آخرين، وهي حصيلة ثقيلة من الخسائر البشرية الإسرائيلية في عام واحد تميز بازدياد عمليات إطلاق النار في الضفة قرابة 7 أضعاف ونصف العام الذي سبقه 2021، وسط تقديرات إسرائيلية سوداوية لشكل المواجهة في العام الجديد 2023.

321606269_502891921932071_8996002382245815044_n.jpg
 

واستنادا إلى بيانات لمركز المعلومات الفلسطيني "معطي"، الذي يرصد عن كثب أنشطة المقاومة الفلسطينية، فقد نفذ الفلسطينيون منذ بداية العام الجاري نحو 7216 عملا مقاوما، منها 413 عملية إطلاق نار.

جرأة وتحدّ..

ويقول الخبير العسكري يوسف الشرقاوي إن عمليات عام 2022، امتازت بـ "الجرأة" وشكلت حالة تحدي غير مسبوقة في الضفة الغربية.

ويشير "الشرقاوي" في حديث لـ "وكالة سند للأنباء"، إلى أنها خلقت "حالة من العدوى" بين المنفذين، بمعنى أن كل عملية باتت أجرأ من سابقتها، وقد عكست فشلا استخباراتيا وشكلت إحباطا للمنظومة الأمنية الإسرائيلية.

ويضيف أن كل منفذ عملية شكل في وعيه حالة تنظيمية خاصة نابعة من اندفاع شخصي فأصبح يخطط في السر، بعيدًا عن العمل التنظيمي، وهو ما ساهم في نجاحها.

322678539_545157600960804_4969519071337081053_n.jpg
 

موجة متصاعدة..

ويصف المحلل السياسي عادل شديد، عام 2022 بأنه شكل محطة مهمة في مسيرة التحرر الوطني الفلسطيني، فما ميّز عمليات المقاومة أنها استمرت برسم بياني تصاعدي، وهي امتداد لسلسلة عمليات متقطعة بدأت في أيلول/ سبتمبر 2015.

ويقول "شديد" لـ "وكالة سند للأنباء"، إن هذه العمليات وضعت الاحتلال الإسرائيلي في مأزق، وأثبتت أنه ليس بمقدوره منع حدوثها ولا التقليل من خسائرها وتداعياتها.

ويلفت الانتباه إلى أنها "تأتي بعد حوالي 8 سنوات عجاف، شهدت فيها الضفة الغربية هدوءا غريبا، كانت في بعض الفترات شوارعها أكثر أمنا للمستوطنين من داخل إسرائيل".

ويرى أن عمليات إطلاق النار والطعن والدهس وإعداد العبوات الناسفة وتفجيرها عن بعد، يعني أن المقاومة الفلسطينية أعادت إنتاج معظم عمليات المقاومة العسكرية والشعبية التي كانت سائدة في انتفاضة الأقصى (2000-2005).

وتميزت هذه الانتفاضة بكثرة التفجيرات والعمليات الاستشهادية التي استهدفت مطاعم وحافلات إسرائيلية، قُتل خلالها نحو 1069 جنديا ومستوطنا وأصيب نحو 4500 آخرين، وتسببت بتعاظم موجة الهجرة العكسية إلى خارج "إسرائيل".

322507145_679757900558523_7521427011108896134_n.jpg
 

وينوه شديد إلى أن العمليات بسياقها العددي لم تعد فردية بل تطورت إلى خلايا في أكثر من مكان وشكلت لأول مرة مجموعات عابرة للفصائل الفلسطينية التقليدية، على غرار ما هو قائم في مدينتي نابلس وجنين.

ويوضح أن أعضاء هذه المجموعات ينتمون بالأساس إلى فصائل المقاومة وأجهزة الأمن التابعة للسلطة الفلسطينية، وهو ما يعكس توحد الشارع الفلسطيني تحت راية المقاومة في مواجهة الاحتلال دون حكر على فصيل بعينه.

ويرى في انخراط الشباب الفلسطيني بهذه العمليات الذين تحولوا إلى أيقونات وطنية على غرار الشهيدين رعد خازم وعدي التميمي، يعني أن محاولات إنتاج فلسطيني جديد لا يرى أن الاحتلال مشكلة والمسؤول الأول عن مصائبه، "قد فشلت".

نماذج مختلفة..

وفي هذا الإطار يصف المحل السياسي عدنان الصباح سنة 2022 بأنها مميزة في تاريخ القضية الفلسطينية، قائلًا إن عمليات المقاومة جاءت لتعطي نماذج جديدة مختلفة ليس كما ولكن نوعا، فـ"إسرائيل" لم تتمكن أن تتعاطى استخباريا مع الفعل المقاوم بالنجاحات التي كانت تحققها في الفترات السابقة.

ويضيف الصباح لـ "وكالة سند للأنباء"، أنها باتت تشعر بحالة من الارتباك تجاه التعاطي مع المقاومة غير المرئية وتواجه عملا مقاوما منظما مختلف كليا عن آليات العمل التنظيمي السابقة.

لذا يقلل الصباح من فكرة أن هذه العمليات فردية ووليدة اللحظة، فتطورات الفعل المقاوم خلال 2022 بينت أن لها حاضنة شعبية وبعد جماهيري فاعل.

ويدلل على اتباع منفذيها نهجا ليس بمعزول أنها ركزت بشكل دقيق على قوات الجيش والمستوطنين عند نقاط التفتيش والحواجز العسكرية، حتى في الداخل امتنع المنفذون عن استهداف أطفال وعجائز كانوا بالقرب منهم لحظة تنفيذ عملياتهم، "وبالتالي هذا ليس عملًا منفعلًا".

ويتابع: "في العامين الماضيين وتحديدا 2022 كرست المقاومة الفلسطينية نظرية أن لا أمن لا للجش ولا للمستوطنين طالما لا تنعم به المدن الفلسطينية من غزة إلى جنين إلى أراضي الداخل".

ويعتقد "أننا ذاهبون في 2023 إلى عودة عمليات التفجير في الداخل على غرار التفجير المزدوج الذي شهدته مدينة القدس في 23 نوفمبر/ تشرين ثاني الماضي".

321704814_875789573467549_2707116478939932810_n.jpg
 

ويوضح أنّ هذا التفجير وضع قوات أمن الاحتلال أمام معضلة أمنية واستخباراتية جديدة، أن من نفذوه يمكنهم القيام بغيره، وبالتالي فإنها "تحسب ألف حساب" لما هو قادم.

وفي ديسمبر/ كانون ثاني المنصرم، توقع رئيس قسم أبحاث المخابرات العسكرية في جيش الاحتلال، الجنرال عميت ساعر، ازدياد الوضع المتصاعد في الضفة الغربية سوءا في العام 2023، وسط دعوات للاستعداد لحدث قد يؤدي إلى تصعيد محتمل في الضفة وقطاع غزة.