الساعة 00:00 م
الخميس 25 ابريل 2024
22° القدس
21° رام الله
21° الخليل
25° غزة
4.71 جنيه إسترليني
5.33 دينار أردني
0.08 جنيه مصري
4.04 يورو
3.78 دولار أمريكي
4

الأكثر رواجا Trending

جيش الاحتلال يُعلن مقتل "رائد" شمال قطاع غزة

فلسطيني يحول موقعاً عسكرياً مدمراً إلى مسكن لعائلته النازحة

"الوضع القائم" في الأقصى.. تغييرات إسرائيلية بطيئة ومستقبل خطير

وقفة مع عائلات الشهداء: "لستم وحدكم"

بالفيديو والصور نابلس بعد المجزرة.. على قلب رجل واحد في بيوت العزاء الموحّدة

حجم الخط
333653028_1817776021928981_6237065161546237762_n.jpg
نابلس - وكالة سند للأنباء

على قلب رجل واحد، تقف مدينة نابلس في بيت عزاء شهداء المجزرة التي شهدتها المدينة الأربعاء الماضي، وارتقى فيها 11 شهيدًا وأصيب 488 آخرين، خلال عملية عسكرية واسعة نفذتها قوات الاحتلال بالبلدة القديمة، ضد مقاومين من مجموعة "عرين الأسود".

 

واستشهد خلال العملية المقاومَين حسام اسليم (24 عامًا)، ومحمد الجنيدي (23 عامًا)، بعد محاصرتهما في أحد منازل البلدة القديمة، وهما من قادة "عرين الأسود".

 

كما ارتقى خلال العملية 9 شهداء آخرين؛ بينهم مسنون وأطفال، وهم: عدنان سبع بعارة (72 عاما)، محمد خالد عنبوسي (25 عاما)، تامر نمر ميناوي (14 عاما)، مصعب منير عويص (26 عاماً)، وليد دخيل (23 عاما)، عبد الهادي أشقر (61 عاما)، محمد فريد شعبان (16 عاماً)، جاسر جميل عبد الوهاب قنعير (23 عاماً)، وعنان عناب (66 عامًا).

 

ودرجت العادة في مدينة نابلس على فتح بيت عزاء موحّد عند ارتقاء مجموعة من الشهداء، لما يحمله ذلك من دلالات وطنية واجتماعية، وفي صورة تعكس التكافل والالتفاف حول أهالي الشهداء والتخفيف عنهم، فيكون بيت العزاء محط التقاء الآلاف من أبناء المدينة، إضافة للوفود التي تؤم المكان من أنحاء الضفة كافة.
 

328016225_1367709187397268_5722186442695987394_n.jpg
 

غصّت قاعات وساحات مركز "حمدي منكو" الثقافي التابع لبلدية نابلس، بآلاف المواطنين الذين أتوا من كل حدب وصوب لمواساة ذوي شهداء المجزرة، والوقوف إلى جانبهم والتخفيف من جراحهم.

 

وبالترافق مع حالة الحداد التي لفّت أرجاء نابلس والوطن عقب المجزرة، توافد المعزون بأعداد كبيرة، واصطفوا في طابور طويل لمصافحة ذوي 11 شهيدا، وتقديم العزاء لهم، فيما كان آخرون قد سبقوهم يهمّون بالمغادرة لإفساح المجال لغيرهم.

 

المواطن عمار أبو عيسى، جاء لتقديم العزاء رغم أنه لا تربطه بأي من الشهداء صلة قرابة أو معرفة سابقة، ويقول: "الفاجعة عظيمة والحزن قد أصاب كل بيت في فلسطين ومن لم يتألم فعليه أن يراجع إنسانيته ووطنيته".

 

ويضيف "أبو عيسى" في حديثه لـ "وكالة سند للأنباء": "عندما يكون هناك 11 شهيدا فإن هناك احتمالا أكيدا أن تجد بعض معارفك يتقبل التعازي".

 

وعكست صورة مشهد بيت العزاء الموحد لشهداء نابلس حالة الوحدة التي تجسدت في الميدان مثلما وحدتها الدماء في ساحة المواجهة، فلا فرق هنا بين شهيد ينتمي لهذا الفصيل أو ذاك، أو شيخ أو طفل، أو ابن المدينة أو القرية أو المخيم.

 

وتبرز في بيت العزاء الموحد العادات الاجتماعية التي تميز نابلس وتعطيها طابعا خاصا، ابتداء من تقديم الطعام إكراما لذوي الشهداء، ويختتم بيت العزاء في يومه الثالث بختمة القرآن الكريم وتقديم الكنافة للمعزين إيذانا بانتهاء الحداد.
 

330892546_931577444526697_8601429751004448697_n.jpg
 

وحدة وتعاضد..

رئيس جمعية التضامن الخيرية، وأحد وجوه مدينة نابلس، علاء مقبول، يعبّر عن فخره بصورة الوحدة التي ارتسمت في بيت العزاء، قائلًا: "الاحتلال ارتكب مذبحة تنم عن إجرامه ووحشيته، وهذا ما يقابله شعبنا بمزيد من التعاضد والتلاحم".

 

ويرى "مقبول" في حديثه لـ "وكالة سند للأنباء"، أن هذه الوقفة من أهالي نابلس وتوحدهم في تشييع الشهداء وتوافدهم لتقديم العزاء، تنم عن قوة النسيج المجتمعي الذي تظهر أهميته في المحن.

 

ويضيف: "ما حصل أصاب كل إنسان وكل بيت، والجميع في المدينة والقرى والمخيمات تضامنوا مع أهالي الشهداء والجرحى، ونسأل الله أن تكون هذه بداية تحوّل نحو الوحدة والتجمع ونبذ الفرقة، فالعدو واحد والمصير واحد".

 

وتأتي إقامة بيت عزاء واحد واختيار موقع متوسط بالمدينة؛ بهدف التسهيل على وفود المعزين التي تأتي من المحافظات كافة، وإتاحة المجال أمام أكبر عدد من المواطنين لتقديم العزاء لذوي الشهداء جمعيًا.
 

328435280_1198331044143041_4832477530854795201_n.jpg
 

لستم وحدكم..

من جانبه، يقول ممثل لجنة التنسيق الفصائلي بنابلس، نصر أبو جيش لـ "وكالة سند للأنباء" إن توافد الآلاف على بيت العزاء يعكس حالة التضامن والتوحد التي تعيشها نابلس في أعقاب المجزرة.

 

ويرى "أبو جيش" أن بيوت العزاء الموحّدة دليل كافٍ على أن دماء الشهداء توحّد الشعب ولا تفرق بين فصيل وآخر، "فقد توحّدت دماؤهم ومقاومتهم مثلما توحّد بيت عزائهم وموكب تشييعهم"، وفق قوله.

 

ويردف "ضيف سند": "هذا المكان يحمل رسالة تضامن مع ذوي الشهداء ويقول لهم بأنكم لستم وحدكم، كما يرسل برسالة قوية للاحتلال بأن إجرامه لن يزيدنا إلا تماسكا وتكاتفا".

 

ويلفت "أبو جيش" النظر إلى أنه في بيت العزاء المشترك، حضرت كل شرائح الشعب من أرجاء الوطن ومن أبناء مختلف الديانات لتقديم العزاء والمواساة لكل عائلات الشهداء.