الساعة 00:00 م
الخميس 28 مارس 2024
22° القدس
21° رام الله
21° الخليل
25° غزة
4.65 جنيه إسترليني
5.19 دينار أردني
0.08 جنيه مصري
3.98 يورو
3.68 دولار أمريكي
4

الأكثر رواجا Trending

الشباب الثائر في الضفة والقدس.. اندفاع نحو المقاومة والثأر للشهداء

حجم الخط
المواجهات بالضفة
نواف العامر - وكالة سند للأنباء

بدا واضحًا خلال الشهور الماضية، إقدام الشباب الفلسطينيين ورغبتهم الجامحة في المواجهة والتضحية والتصدي للاحتلال الإسرائيلي في الضفة الغربية والقدس، رغم الإمكانيات المتواضعة وقلة الخبرة في العمل العسكري المنظم، لا سيما وإن نظرنا لعدد الشهداء الذي بلغ 84 شهيدًا، 18 منهم ارتقوا منذ بداية آذار/ مارس الجاري.

ويشكّل اندفاع الشباب المقاوم في الضفة الغربية، هاجسًا للاحتلال الذي بات يخشى من تنفيذ عمليات فدائية وقتل المزيد من الإسرائيليين.

وخلال فبراير/ شباط الماضي، نفذ الفلسطينيون 1177 عملًا مقاومًا بالضفة والقدس؛ أسفرت عن مقتل 8 إسرائيليين، وإصابة 43 جنديًّا ومستوطنًا بجراح مختلفة، وفق مركز المعلومات الفلسطيني "معطى".

الصحفي الإسرائيلي آفي يسخاروف، يعلّق على تصاعد الدافعية للشاب الفلسطيني للمواجهة واستعداده لقتل الإسرائيليين "حتى لو كلفه ذلك حياته" .

ويشير "يسخاروف" فيما كتبه لصحيفة يديعوت أحرنوت، إلى عدد الشهداء الفلسطينيين ودافع واستعداد الشباب الفلسطيني لقتل إسرائيليين، حتى لو كلّفهم ذلك حياتهم.

ويقول: "أكثر من 80 فلسطينياً قتلوا منذ بداية العام بالضفة الغربية والقدس، بينما قتل في 2022 بأكمله 152 فلسطينياً، ضعف عدد القتلى في عام 2021 وسبعة أضعاف في عام 2020".

ويتابع "يسخاروف": "توضح الأرقام خطورة الوضع، فقط في الشهرين الأولين من العام الجاري، باستثناء شهر آذار، قُتل 14 مستوطناً في إسرائيل في هجمات نضالية، بينما قُتل 26 في عام 2022 بالكامل، وهو العام الأكثر دموية منذ عام 2015".

من جانبه، يرى الكاتب عدنان الصباح أن الاحتلال وممارساته هو من يدفع الشباب للمواجهة بهذه القوة، مضيفًا: "الاحتلال والصهيونية الفاشية يتحكمان في حرية الحركة والتنقل، وجيش الاحتلال يقتحم ويفجر البيوت والممتلكات، ويغلق المستقبل وآفاقه في وجه الشباب، ويقتل الأحلام والطموح".

ويضيف الصباح في حديثه لـ "وكالة سند للأنباء": "في حال شكّل الاحتلال جيشًا عماده مليون جنديًا، سيقابله سبعة ملايين صاروخ فلسطيني يعيشون في الضفة وغزة، وبالتالي لا يعرف الإسرائيلي متى يقتحم الفدائي الشاب شارع ديزنكوف قلب تل أبيب".

ويخلص الصباح بالقول: "جيل اليوم لا أحد يملك السيطرة عليه، فإذا قضى رفيق أحدهم شهيدا، يظل هاجس رفيقه الراحل يتساءل عن سبب قتله ويعدد مناقبه وقصصه، ويفعل كما فعل الشهداء حمارشة ورعد وعلقم وغيرهم".

وينتاب القلق في دوائر "الشاباك" وقيادات الجيش الإسرائيلي، حيث أوردت صحيفة "هآرتس" أول أمس  الثلاثاء تزايد محاولات من وصفتهم بالخلايا المسلحة الفلسطينية، وتجهيز عبوات ناسفة واستخدامها في الشهور الماضية على غرار ما كان في انتفاضة الأقصى الثانية.

الشعور بالظلم..

في حين، يعتقد المحلل السياسي فتحي الحايك، وجود عدة عوامل تقف خلف دافعية الشباب للمواجهة، ومحركا رئيسيًا لهم، أهمها الشعور بالمظلومية، وجرائم المستوطنين، مردفًا: "كلاهما يمسّ بالكرامة، وقد صرّح إيهود باراك وجنرالات كبار في الجيش الإسرائيلي أن المستوطنين سينزعون صاعق التفجير للأحداث بتسارع كبير".

ويشير الحايك في حديثه لـ "وكالة سند للأنباء"، إلى أن غياب الأفق السياسي وفشل المحاولات التي تفتح الطريق للدولة الفلسطينية، يشكل عاملًا مهمًا لهذا الأمر، مضيفًا: "ارتقاء الشهداء ووصاياهم ورسائلهم المصورة يرفع مؤشر معنويات من خلفهم" .

إضافة لذلك، يلفت ضيفنا للدوافع الدينية والعقائدية التي تقف خلف إقدام الشباب على المقاومة، ويمكن ملاحظة ذلك في كتاباتهم ووصاياهم، خاصة رضا الله ونيل الجنة واللحاق بكرامات الشهداء والزهد في الدنيا.

دور طبيعي..

ويتفق الباحث والكاتب ساري عرابي مع سابقيه، قائلًا: "الشباب يمارس الدور الطبيعي في مقاومة المحتل، ليس حبا أو رغبة في القتل، بل لأن المقاومة تمثل انعكاسا لوجود الاحتلال، وبالتالي يستردون دورهم الذي جرت عليه محاولات تغييبه كمشاريع خلق الفلسطيني الجديد وهندسة المجتمع".

ويضيف عرابي لـ "وكالة سند للأنباء": "حالات المقاومة في غزة تلهم الشباب، كجوانب مباشرة وعملية في الأداء الملحمي بحروب 2014 و2021، الذين شرعوا بالبحث عن سؤال الواجب تجاه المقاومة والقدس والأقصى وإسنادها والواجب تجاه المستوطن".

وفي إطار حديثه عن جرائم المستوطنين في الضفة الغربية، يقول: "سعار الاستيطان خطير على الأرض عمليا، لكن الشعور بالخطر المباشر على الحياة بسبب جرائمهم بالحرق والقتل والإرهاب، استدعى ردود الفعل الفلسطينية، والشروع بالدفاع عن الذات يرافقها تحديات هائلة يخلقها الاحتلال وأدواته ".

ويذهب عرابي للمقارنة بين دوافع انتفاضة الأقصى وواقعها، والحالة اليوم، ويوضح: "الاحتلال راهن آنذاك على تفكيك المنظمات وإنهاك المجتمع".  

ويتساءل: "ماذا يمكن للاحتلال أن يفعل أمام الدوافع النفسية لشاب يعايش القهر ويجري في عروقه شغف المقاومة والنضال، في ظل استباحة لا تتوقف، فالشهيد يولّد شهيد، وحالة تلهم أختها، وإجرام يدفع للثأر والانتقام ".