الساعة 00:00 م
الأربعاء 24 ابريل 2024
22° القدس
21° رام الله
21° الخليل
25° غزة
4.67 جنيه إسترليني
5.33 دينار أردني
0.08 جنيه مصري
4.03 يورو
3.78 دولار أمريكي
4

الأكثر رواجا Trending

جيش الاحتلال يُعلن مقتل "رائد" شمال قطاع غزة

فلسطيني يحول موقعاً عسكرياً مدمراً إلى مسكن لعائلته النازحة

"الوضع القائم" في الأقصى.. تغييرات إسرائيلية بطيئة ومستقبل خطير

عامان على "سيف القدس".. غزة تستعد لتصعيد جديد

حجم الخط
سيف القدس
غزة - وكالة سند للأنباء

تمرّ اليوم الأربعاء (من 10 مايو/ أيار 2021 حتى 21 منه) الذكرى الثانية للعدوان الذي شنّه الاحتلال الإسرائيلي على قطاع غزة وعُرف فلسطينيًا باسم "سيف القدس"؛ مخلفًا أكثر من 200 شهيد وآلاف الجرحى عدا عن تدمير مئات المباني والبُنى التحتية وعشرات المنشآت الاقتصادية.

اندلعت شرارة هذه الحرب، جرّاء استيلاء مستوطنين إسرائيليين على بيوت مقدسيين في حي الشيخ جراح، إضافة إلى عمليات الاقتحام المتصاعدة للمسجد الأقصى والانتهاكات ضد المصلين والمقدسيين عموماً منذ منذ أبريل/ نيسان لعام 2021.

ففي عصر يوم العاشر من مايو 2021 أمهلت "الغرفة المشتركة" لفصائل المقاومة بغزة سلطات الاحتلال ساعتين لسحب قواتها من باحات المسجد الأقصى وحيّ "الشيخ جراح" والإفراج عن الفلسطينيين الذين اعتقلتهم بالقدس.

وبعد انقضاء المُهلة، نفذت "كتائب القسام" الذراع العسكري لحركة "حماس" تهديد قائدها العام محمد الضيف، بتوجيه ضربة صاروخية للمستوطنات المقاومة في مدينة القدس، بالتزامن مع إطلاق "سرايا القدس"، الذراع العسكري لحركة "الجهاد الإسلامي"، صاروخاً موجّهاً ضد جيب إسرائيلي شمالي غزة.

صواريخ المقاومة.jpg
 

بعدها بساعات أعلن جيش الاحتلال البدء بعدوانٍ على غزة حمل اسم "حارس الأسوار" بينما أطلقت عليها الفصائل الفلسطينية اسم "سيف القدس"، وأغلقت سلطات الاحتلال على إثرها بحر القطاع بشكل كامل ومعبر بيت حانون "إيرز".

وخلال فترة الحرب أطلقت المقاومة أكثر من 4 آلاف صاروخ على مستوطنات ومدن الاحتلال، واستهدفت للمرة الأولى مطار رامون الذي يبعد عن غزة نحو 220 كيلومتراً.

وتميز قصف المقاومة بأنه "مُركّز" حيث كانت تخرج في الرشقة الواحدة ما بين 35-130 صاروخاً، ما أدى إلى مقتل 13 إسرائيلياً وإصابة 340 آخرين، وفق مصادر إسرائيلية.

قصف المقاومة 3.jpg

قصف المقاومة.jpg
 

بينما تعرض قطاع غزة لدمار هائل لم يتعافَ بعد من تداعياته، حيث طيران الاحتلال خلال فترة العدوان مئات الغارات الجوية والمدفعية والبحرية باتجاه المباني والسكينة والمنازل ومواقع المقاومة، والتي وصفت بـ "الأكثر عنف ووحشية"، على مدار سنوات مضت.

ودمر الاحتلال خلال العدوان أبراجاً سكنية وجزءاً من شبكة أنفاق المقاومة في ضربةٍ كان يهدف من خلالها إلى قتل عشرات المقاومين الذين حاول استدراجهم للنزول في الأنفاق عقب إعلان مضلل وكاذب عن بدئه اجتياحاً برياً.

الأبراج المدمرة.jpg

شارع الوحدة.jpg
 

وفي ساعة متأخرة من مساء يوم 20 مايو، أعلنت وكالة الأنباء الرسمية في مصر التوصل لوقف إطلاق النار في بين الاحتلال والفصائل بغزة برعاية مصرية، ابتداءً من فجر يوم 21 مايو.

وفجر 21 مايو، بدأ سريان اتفاق وقف إطلاق النار بغزة، حيث خرجت مسيرات شعبية بغزة، احتفالا بما بـ "انتصار المقاومة في هذه المعركة".

مجازر وضحايا..

وأسفر العدوان عن استشهاد 248 فلسطينيا، بينهم 66 طفلا، و39 سيدة، و17 مسنّا، و5 أشخاص من ذوي الإعاقة، فضلا عن إصابة 1948 فلسطينيا بجراح مختلفة.

وخلال أيام العدوان ارتكب الاحتلال مجازر بحق 19 عائلة فلسطينية، راح ضحيتها 91 فردا (من إجمالي أعداد الشهداء)؛ بينهم 41 طفلا، و25 سيدة، بحسب بيان صادر عن وزارة الصحة في حينه.

وأخذت عائلة "الكولك"، النصيب الأكبر من عدد الشهداء جراء مجزرة راح ضحيتها 21 شهيدًا بينهم 8 أطفال و6 سيدات.

بينما فقدت عائلة "أبو عوف"، _تبعًا لوزارة الصحة_ 9 أفراد بينهم طفل و5 سيدات، جرّاء استهداف مباشر لمنزلهم.

ووثّقت الوزارة استشهاد 6 فلسطينيين بينهم 4 أطفال وسيدة، من عائلة "الطناني"، شمالي القطاع، في استهداف إسرائيلي لمنزلهم.

كما رصدت الوزارة ارتقاء 5 أفراد من كل عائلة من عوائل "المصري"، و"العطّار"، و"الحديدي"، و"أبو حطب"، و"اشكنتنا"، و"الإفرنجي".

كما تسبب العدوان نزوح أكثر من 120 ألف مواطن، من منازلهم الواقعة في المناطق الساخنة، بحثا عن أماكن أقل خطرا،  كمراكز الإيواء في مدارس وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "أونروا" أو لدى أقاربهم وأصدقائهم، وفق المكتب الإعلامي الحكومي.

وبحسب اللجنة الحكومية العُليا لإعمار غزة، فإن إجمالي خسائر قطاع غزة جرّاء العدوان، بلغت نحو 479 مليون دولار.

دمار الحرب.jpg

دمار.jpg
 

أضرار مادية

في حين دمّر الاحتلال خلال عدوان مايو 303 مبانٍ سكنية بشكل كامل، وفق تقرير صدر عن المكتب الإعلامي الحكومي في حينه.

وأدت الحرب إلى تدمير 2075 وحدة سكنية بشكل كامل أو بليغ، بحيث لم تعد صالحة للسكن، و15 ألف وحدة سكنية بشكل جزئي، كما تضرر جراء الغارات نحو 24 مركزا صحيا، و46 مدرسة.

وأشار التقرير إلى تدمير مقرات 42 مؤسسة إعلامية، أبرزها مكتبي قناة الجزيرة، ووكالة الأنباء الأمريكية "أسوشيتد برس".

وأدى العدوان أيضًا إلى تضرر 490 منشأة زراعية، و300 منشأة اقتصادية من بينهم هدم 7 مصانع.

قواعد جديدة للمواجهة..

ويُجمع مراقبون أن "سيف القدس" وحّدت الشعب الفلسطيني على خيار المواجهة والتصدي، وفرضت قواعد جديدة للمواجهة مع الاحتلال على الأرض، خاصة فيما يتعلق بالمسجد الأقصى والقدس، إذ أصبحت كل الخطوات الإسرائيلية هناك مدروسة ومحسوبة.

كما أثبتت المواجهة بأن الداخل المحتل (عبر الهبّة الشعبية التي سبقت سيف القدس) جزء لا يتجزأ من معركة الفلسطينيين المتواصلة من أجل الحقوق والثوابت، وأنّ محاولات الاحتلال بتدجينه على مدار عقود فشلت.

ولوحظ أيضًا تصاعد أعمال المقاومة الفردية منذ ذلك الحين ضد الاحتلال والمستوطنين، في الضفة الغربية ومدينة القدس.

وبينما تعيش غزة الذكرى الثانية لمعركة "سيف القدس" وسط ظروف اقتصادية ومعيشية ونفسية قاسية، يترقب الفلسطينيون بحذر ما ستؤول إليه الأمور في ظل عدوانٍ مباغت شنّه طيران الاحتلال فجر أمس الثلاثاء أطلق عليه اسم "السهم الواقي" وخلّف 15 شهيدًا من بينهم 3 قادة عسكريين في "سرايا القدس" إضافة لـ 22 إصابة بجروحٍ مختلفة.