الساعة 00:00 م
الجمعة 26 ابريل 2024
22° القدس
21° رام الله
21° الخليل
25° غزة
4.76 جنيه إسترليني
5.37 دينار أردني
0.08 جنيه مصري
4.08 يورو
3.8 دولار أمريكي
4

الأكثر رواجا Trending

جيش الاحتلال يُعلن مقتل "رائد" شمال قطاع غزة

فلسطيني يحول موقعاً عسكرياً مدمراً إلى مسكن لعائلته النازحة

تتزامن مع العدوان على غزة والاغتيالات بالضفة..

خاص انفوجرافيك في الذكرى الـ 75.. النكبات تتوالى على الفلسطينيين في الوطن والمهجر

حجم الخط
نكبة فلسطينيين
نابلس - لبابة ذوقان - وكالة سند للأنباء

ليست بعدد السنين، ولا بحساب الأيام والشهور المتعاقبة على مرّ 75 عامًا، بل بحجم الظلم والحزن الذي لحق بالفلسطيني الذي هُجّر من بيته وأرضه، ليغرق في بحر متلاطم الأمواج، كلما خرج منه ليلتقط أنفاسه، حتى تسحبه موجة أخرى تذكّره بنكبته التي حفرت معالمها على جسده المتناثر في أصقاع الأرض!

75 عامًا مرّت على أولى نكبات الشعب الفلسطيني، تمر ذكراها اليوم، الخامس عشر من أيار/ مايو، حين أعلنت "إسرائيل" عام 1948 إنشاء كيانها فوق ركام القرى المهجّرة، وأجساد الشهداء، ورماد القلوب التي حرقت بنار الظلم والتهجير.

ويُطلق الفلسطينيون مصطلح "النكبة" على عملية تهجيرهم من أراضيهم، على أيدي "عصابات صهيونية مسلحة" عام 1948.

ويحيي الفلسطينيون ذكرى نكبتهم بفعاليات سنوية تشهدها أماكن توجدهم المختلفة في شتى بقاع الأرض، لتتوحّد قلوبهم في استذكار أولى حلقات مأساتهم، التي بدأت بتشريد 957 ألف فلسطيني من قراهم ومدنهم من أصل 1.4 مليون فلسطيني كانوا يقيمون في فلسطين التاريخية عام 1948، في 1,300 قرية ومدينة فلسطينية.

4.jpg


وخلال مراحل النكبة، سيطر الاحتلال الإسرائيلي على 774 قرية ومدينة فلسطينية، حيث تم تدمير 531 منها بالكامل، وما تبقى تم إخضاعه لكيان الاحتلال وقوانينه.

ورافق عملية التطهير هذه، اقتراف العصابات الصهيونية أكثر من 51 مجزرة بحق الفلسطينيين أدت إلى استشهاد ما يزيد عن 15 ألف فلسطيني، في حين بلغ عدد الشهداء الفلسطينيين والعرب منذ النكبة وحتى اليوم (داخل وخارج فلسطين) نحو مائة ألف شهيد، بحسب الجهاز المركزي للإحصاء الفلسطيني.

ويشير جهاز "الإحصاء" في بيان له عشية ذكرى النكبة، أن عدد الفلسطينيين تضاعف 10 مرات منذ النكبة وحتى يومنا هذا.

ويضيف البيان أنه على الرغم من تهجير نحو مليون فلسطيني عام 1948، وأكثر من 200 ألف فلسطيني بعد حرب حزيران/ يونيو 1967، فقد بلغ عدد الفلسطينيين الإجمالي 14.3 مليون نسمة في نهاية العام 2022، ما يشير إلى تضاعف عدد الفلسطينيين نحو 10 مرات منذ أحداث النكبة، حوالي نصفهم (7.1 مليون) نسمة في فلسطين التاريخية.

وتتجلى معالم النكبة حتى يومنا هذا في قطاع غزة، الذي يعد البقعة الجغرافية ذات الكثافة الأعلى في العالم، بسبب تدفق اللاجئين إليه إبان النكبة.

1.jpg
 

وبلغت الكثافة السكانية في دولة فلسطين نهاية العام 2022 حوالي 899 فرد/ كم2 بواقع 569 فرد/ كم2 في الضفة الغربية، و6,019 فرد/ كم2 في قطاع غزة، علماً بأن 66% من سكان قطاع غزة هم من اللاجئين، بحيث وفق بيان الإحصاء.

وتشير سجلات وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "أونروا" إلى أنّ عدد اللاجئين المسجلين حتى 2020، حوالي 6.4 مليون لاجئ فلسطيني، منهم نحو 2 مليون في الضفة الغربية وقطاع غزة.

ويعيش حوالي 28.4% من اللاجئين المسجلين لدى "أونروا" في 58 مخيماً رسمياً تابعاً لوكالة الغوث الدولية، تتوزع بواقع 10 مخيمات في الأردن، و9 مخيمات في سوريا، و12 مخيماً في لبنان، و19 مخيماً في الضفة الغربية، و8 مخيمات في قطاع غزة.

نكبة غزة..

وتتزامن ذكرى النكبة هذا العام مع تواصل سياسة الاقتحامات اليومية والاغتيالات في الضفة الغربية، ومع العدوان الذي شنّه جيش الاحتلال على قطاع غزة، فجر الثلاثاء (9 أيار/ مايو)، واستمر حتى مساء أول أمس السبت، مسفرًا عن استشهاد 33 فلسطينيًا بينهم 6 أطفال و3 سيدات، و 6 من قادة "سرايا القدس"، كما أصيب 147 آخرين بجراح مختلفة، بحسب إحصائية وزارة الصحة الفلسطينية.

وصعَّد الاحتلال من هجماته على المنازل السكنية خلال أيام العدوان مستخدمًا صواريخ ذات قدرات تدميرية كبيرة جداً ألحقت أضراراً جسيمة في عشرات المنازل والمنشآت المدنية في محيط المنازل المستهدفة.

قصف غزة.jpg
 

وتسببت هذه الغارات ضرراً مادياً وجسدياً، ونفسياً بالسكان، وهجّرت قسرياً مئات المدنيين تحت وطأة القصف، وخلال فترة العدوان أغلقت سلطات الاحتلال بشكلٍ كامل معابر قطاع غزة، في تعمد لدفع القطاع وسكانه إلى كارثة إنسانية محققة، وفق مؤسسات حقوقية.

وتعيد مشاهد الدمار الذي يلحق بمنازل الغزيين عقب كل عدوان إسرائيلي، فصول النكبة وعذاباتها من جديد إلى أذهان الفلسطينيين.

نكبات متتالية..

الباحث والمؤرخ الفلسطيني مروان الأقرع، يشير إلى أنّ الفلسطينيين يعيشون نكبات متتالية منذ وعد بلفور عام 1917م، حيث يتعرض للقتل والاضطهاد والتشريد منذ ذلك الوقت.

ويضيف الباحث في حديثه لـ "وكالة سند للأنباء": "اليوم الضفة تشهد مواجهات واعتقالات واغتيالات شبه يومية، فيما خرج قطاع غزة من حرب وعدوان غاشم، ما يبيّن أن الفلسطينيين يعيشون بسلسلة من النكبات والقتل المستمر في مختلف مناطق تواجدهم، فوضع الفلسطينيين بالشتات ومخيمات اللاجئين مزرية، وحتى الآن ما زالوا يعيشون بظروف سيئة".

ويتابع: "بعد 75 عامًا على النكبة، لا زالت الظروف والمشاهد ذاتها تتكرر، من قتل وهدم للبيوت والتنكيل، كل ذلك يدلل على استمرار النكبة بكل فصولها".

وفي إطار حديثه عن معاناة اللاجئين الفلسطينيين، يقول "الأقرع": "بعد النكبة أُسست وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا)، لتعيل اللاجئين وتوفر لهم سبل العيش في المناطق التي لجؤوا إليها لحين عودتهم لديارهم، لكن اليوم أونروا تتنصل من الكثير من الخدمات بدعوى عدم وجود قدرة مادية لديها، حتى بتنا لا نلحظ وجودها، وأصبح هناك حالة إجبار على التوطين".

ويستطرد: "منذ تأسيس المخيمات كان الهدف من إنشاء "أونروا" هو المحافظة على الوجود الفلسطيني وتمكينه للعودة لأراضيه التي هجر منها، لكن الأمر انقلب للتنغيص على حياة الفلسطينيين، وللتنكيل بهم ومحاصرتهم، لذلك أصبحت الأونروا أصبحت جزءًا من المشكلة، وهي تحاول إجبار اللاجئ الفلسطيني للبقاء في مكان تواجده أو الهجرة إلى أوروبا".

ويلفت ضيفنا إلى أن الظروف التي فرضت على اللاجئين ليعيشوا بها "قاسية جدا"؛ لإجبارهم على الهجرة والاستسلام وقبول المنافي في مختلف دول العالم في سبيل العيش بحياة كريمة، فعلى سبيل المثال، في لبنان الفلسطيني ممنوع من العمل في كثير من المهن ويحرم من العيش بكرامة، ما يدفعهم للهجرة، الأمر الذي يتوافق مع الأهداف الصهيونية بإبعاد الفلسطيني عن التفكير بوطنه والعودة إليه".

ويختم بالقول: "بعد 75 عاما على النكبة، ومئات آلاف الشهداء والجرحى والمعتقلين، ما زال الشعب الفلسطيني صامد ويقاوم ولم يرفع الراية البيضاء، هناك جيل جديد يعرف مناطقه يحلم بالعودة والتحرير، وواجب على الكبار أن يزرعوا فكر العودة، وأسماء المدن المحتلة التي هجّروا منها في قلوب وعقول أبنائهم ليبقى الأمل لديهم بالعودة حتميًا".

جرافيك.jpg