الساعة 00:00 م
الأربعاء 22 مايو 2024
22° القدس
21° رام الله
21° الخليل
25° غزة
4.66 جنيه إسترليني
5.17 دينار أردني
0.08 جنيه مصري
3.98 يورو
3.67 دولار أمريكي
4

الأكثر رواجا Trending

الرسام الزهارنة.. إبداعات فنية من فوق ركام المنازل المدمرة

بالفيديو والصور حملات الدعم والمؤازرة.. أكتافٌ تسند جنين ومخيمها بعد العدوان

حجم الخط
مبادرات لدعم جنين
غزة/ جنين - فاتن عياد الحميدي – وكالة سند للأنباء

لم تكن مشاهد نزوح الآلاف من أهالي مخيم جنين من منازلهم خلال العدوان الإسرائيلي قبل أيام بالأمر الهيّن على الفلسطينيين، فما أن اتضحت معالم جريمة تشريد السكان، حتى تداعت لنصرتهم ومساندتهم أياد الخير والعون من مختلف المناطق، لتسطر مشهدًا ملحميًا، جسّد تعاضد أبناء الوطن الواحد.

وانطلقت حملات ومبادرات شبابية وشعبية في عدد من المدن والبلدات الفلسطينية، لمؤازرة أهالي المخيم والنازحين الذين أجبرتهم قوات الاحتلال على مغادرة منازلهم خلال العدوان على مدينة ومخيم جنين، والذي استمر منذ فجر الاثنين الماضي ولمدة يومين.

358154471_949572219615190_1594736108531755734_n.jpg
 


واعتبر العدوان الأخير على مخيم جنين الأوسع منذ الانتفاضة الثانية، وجرى بمشاركة 3 آلاف جندي من مختلف الوحدات الخاصة الإسرائيلية، وعشرات الطائرات والجرافات، أسفر عن استشهاد 12 فلسطينيًا وأكثر من 130 إصابة بينها حالات حرجة وخطيرة.

"سند مخيم جنين"، إحدى تلك الحملات، أطلقها ناشطون وصحفيون فلسطينيون من مدينة رام الله لدعم ومؤازرة أهالي مدينة جنين ومخيمها.

358547861_6766008380087385_7212251006302157845_n.jpg
 

تقول مسؤولة الحملة هنادي برغوثي لـ"وكالة سند للأنباء"، إن الحملة ولدت من مظاهر التشريد التي شوهدت في مخيم جنين ومعاناته الأليمة جراء العدوان العسكري الإسرائيلي، موضحةً أنها فكرة عفوية شبابية، توصل رسالة واحدة تحمل التعاضد والأخوة بين أبناء الشعب الفلسطيني.

وتُردف "برغوثي" أن أكثر من شاحنتين محملتين بالمستلزمات الطبية، والأغذية والمياه وصلت إلى مخيم جنين بعد يوم ونصف من إطلاق الحملة أول أمس، مؤكدةً أنها لاقت إقبالاً ملحوظاً إما بالمساعدات أو النشر على مواقع التواصل الاجتماعي.

لُحمة والتعاضد..

على دوار المنارة وسط مدينة رام الله، وقفت "البرغوثي" لجمع المساعدات لأهالي مخيم جنين برفقة أربعة من النشطاء، صباح أمس الثلاثاء، والتي لاقت استحسان المارَّة الذين قدموا ما بوسعهم لإسناد أهالي المخيم.

وشملت المساعدات تقديم المواد الغذائية والخضراوات، كذلك الشموع في ظل انقطاع التيار الكهربائي عن المخيم، إضافة لجمع المياه والخبز وأي احتياجات أخرى قد يستخدمها الإنسان المنكوب.

358521707_3440441842834266_2683098593475071702_n.jpg
 

وتلفت "برغوثي" إلى أن المبالغ النقدية المقدمة شُحنت بها الكهرباء والمياه للمخيم لانقطاعها عن السكان في حينها.

وتُبرز ضيفتنا دور بلدة ترمسعيا بمدينة رام الله، الكبير في تقديم المساعدة لأهالي مخيم جنين والتي بلغت 20 طرداً، بالإضافة إلى تقديم المساعدات الطبية.

ومن هذا المنطلق، يلفت الناشط سعدات غريب أحد النشطاء في حملة "سند مخيم جنين"، إلى أنه برغم النكبة التي تعرضت لها بلدة ترمسعيا قبل أسبوعين من هجوم المستوطنين عليها، إلا أنها كانت السباقة في تقديم الدعم لأهالي مخيم جنين، ناقلاً عن أهلها قولهم "نحن أكثر من يشعر بهم.. مررنا بما مروا به".

وتتجلى مشاهد اللُحمة والتعاضد بإقبال المساعدين من التجار والمحلات والسكان الذي وصفه "غريب" بـ"فوق الرائع"، لتقديم المستلزمات المساندة لجنين، مضيفاً أن الاحتلال كان يسعى للقضاء على الأخوة الشعبية، إلا أنه لم ينجح في ذلك.

ورغم انسحاب الاحتلال من المخيم، إلا أن الأخير ما زال بحاجة للدعم والمساعدة في ظل البيوت المدمرة والدمار الهائل في البنى التحتية والمحلات الذي خلفه العدوان.

وبهذا الصدد لم يكتفِ متطوعو "سند مخيم جنين" بهذا القدر من المساعدات فقط، إنما تعدى ذلك لتخطيطها القيام بمبادرة لتنظيف المخيم من مخلفات العدوان الغاشم.

ويعتبر "ضيفا سند" هذه المساعدات رفعاً لمعنويات أهالي جنين، و"أقل واجب نقدمه لإخوتنا الذين هُجروا من منازلهم".

"سند وفزعة" حباً لجنين..

ومن "سند مخيم جنين" إلى "فزعة جبل النار"، التي رسمت ملامح الأخوة بين مدينتي نابلس وجنين، وذلك بتقديم 55 شاحنة ومركبة وباص من المساعدات في أقل من 24 ساعة، وفقاً لما حدثنا به أحد القائمين على الحملة الصحفي بكر عبد الحق.

ويبين "عبد الحق" أنّ حملة "فزعة جبل النار" مبادرة شعبوية جاءت كرد فعل طبيعي على ما حصل في جنين، بمساعدات متنوعة قدمها أهالي جنوب شرق نابلس، وبلدتي حوارة وعقربا، والعديد من البلدات الأخرى.

ويصف ضيف سند توقيت الحملة بـ "الحساس"، مرجعاً ذلك للقصور في الاحتياجات الأساسية لأهالي المخيم المحاصر.

أما الصحفي محمود اسكندر أحد القائمين على "فزعة جبل النار"، يقول لنا إنّ الصحفيين اتفقوا على تقديم مواد عينية إغاثية وغذائية عاجلة، يستفيد منها المحاصرون والمشردون الذين أجبرهم الاحتلال على ترك منازلهم والنزوح إلى المدارس والمستشفيات.

358093117_289436250116887_5136409012706492351_n.jpg
 

وجمع القائمون على الحملة المساعدات الغذائية والأغطية في إحدى المراكز التابعة لبلدية نابلس، مؤكدين أنها لاقت استجابة وإقبالًا واسعًا من أهالي مدينة نابلس.

وتحدث لـ"وكالة سند للأنباء" عن الدعوات العفوية التي أطلقها النشطاء والصحفيون وممثلو المؤسسات عبر المجموعات الإخبارية لإغاثة أهالي جنين كلُ حسب مقدرته وإمكاناته، في مشهدٍ وطني عظيم يُسجد الترابط والوحدة بين أبناء الوطن.

ويؤكد القائمون على الحملة، على أهمية هذه المبادرات التي تُساهم في تثبيت المواطنين على أرضهم وفي منازلهم التي يحاول الاحتلال اقتلاعهم منها، مردفًا: "جنين ونابلس تعيشان وحدة ميدانية منذ عامين في كل المواقف العصيبة التي مرت بهما".

358062860_629995039095746_5573673622865358710_n.jpg 
357989596_2591905330956736_168388721878664774_n.jpg
 

وفي "حصر أولي" لأضرار العدوان على جنين، صرّحت وزارة الأشغال الفلسطينية أن جيش الاحتلال الإسرائيلي دمّر 800 منزل في مخيم جنين، فيما قُدرت الخسائر الاقتصادية الأولية بمختلف القطاعات بما لا يقل عن 40 مليون دولار.

وتجد بلدية جنين صعوبة في تقديم الحاجات الأساسية من مياه وكهرباء لـ 30 ألف مواطن يعيشون في المخيم، حيث أكد نائب رئيس بلديتها محمد جرار أن الخسائر تفوق طاقة البلدية وإمكانياتها بـ 10 أضعاف.

ونوّه "جرار" في تصريحاتٍ صحفية اليوم الخميس إلى أن بلدية جنين تحتاج إلى 10 ملايين دولار بشكلٍ عاجل خلال الساعات القادمة كي تستطيع تقديم خدماتها للمتضررين.

357453530_157612167328921_8933985111495440068_n.jpg 
357693248_1179841753406262_7675580683611041735_n.jpg