الساعة 00:00 م
السبت 27 ابريل 2024
22° القدس
21° رام الله
21° الخليل
25° غزة
4.79 جنيه إسترليني
5.4 دينار أردني
0.08 جنيه مصري
4.1 يورو
3.83 دولار أمريكي
4

الأكثر رواجا Trending

جيش الاحتلال يُعلن مقتل "رائد" شمال قطاع غزة

فلسطيني يحول موقعاً عسكرياً مدمراً إلى مسكن لعائلته النازحة

غزة.. أنامل تصنع جداريات الفسيفساء لإحياء الفن القديم بشكل معاصر

حجم الخط
تقرير الفسفسياء
غزة - فاتن عياد الحميدي – وكالة سند للأنباء

بأنامل صغيرة ودقة لا متناهية تتناثر قطع الفسيفساء بين يدي مجموعة من الفتية والفتيات لصنع الجمال من اللوحات التي تحيي الموروث الثقافي والتراث الفلسطيني في قطاع غزة.

في مدينة خانيونس جنوب القطاع، شرع مركز "بُناة الغد" في مؤسسة الثقافة والفكر الحر بتجهيز خطة سنوية تشمل تدريبات ودورات خلال العام، من ضمنها تركيب لوحات بالفسيفساء وذلك بمشاركة العديد من الفتية الذين اختاروا تعلم هذا الفن.

و"الفسيفساء"، فن وحرفة صناعة المكعبات الصغيرة واستعمالها في زخرفة وتزيين الفراغات الأرضية والجدارية، عن طريق تثبيتها بالبلاط فوق الأسطح الناعمة وتشكيل التصاميم المتنوعة ذات الألوان المختلفة، ويمكن استخدام مواد متنوعة مثل الحجارة والمعادن والزجاج والأصداف وغيرها.

فن قديم بشكل معاصر..

الفنان التشكيلي محمد أبو لحية الذي يشرف على تدريب الأطفال داخل مركز "بناة الغد"، يقول إن فن الفسيفساء القديم يعود للحياة من جديد بشكل مُعاصر بتجسيد ومحاكاة التراث الثقافي الفلسطيني؛ مؤكدًا حاجة غزة لهذا الفن لأهميته وقيمته التاريخية والمكانية، أسوةً بالضفة والقدس والعالم؛ فبالكاد يكون معدومًا بغزة.

ويشير "أبو لحية" في حديثه لـ"وكالة سند للأنباء" أن فكرة إنشاء جداريات الفسيفساء، مستوحاة من زيارة نفذها الفتية إلى دير القديس هيلاريون "تل أم عامر" في مدينة النصيرات، والمشهور من الفترة الرومانية قبل ألفي سنة، إذ تتزين جدرانها بلوحات الفسيفساء.

358936574_222066793599101_5592388925676389393_n.png
 

تفاصيل وتجهيزات..

يضعنا ضيفنا في تفاصيل العمل قائلاً: "الفتية والبالغ عددهم 15 وتتراوح أعمارهم بين 12 – 18 عاماً، ومقسمين على ثلاثة مجموعات، أتموا تجهيز ثلاث لوحات من أصل سبعة".

وباستخدام الخزف والسراميك والكراميكا، استعاض الفتية بها عن الحجار والصخور التي تستخدم في هذا الفن، وذلك من خلال استخدام أجهزة قص وتقطيع بمقاسات مختلفة تُناسب اللوحة المشغولة.

ويتابع: يبلغ طول اللوحة مترين وعرضها مترين، ويُقدَّر عدد حبات الفسيفساء المستخدمة في اللوحة الواحدة بحوال 16 ألفاً و900 حبة، حيث يتم إنجاز اللوحة في غضون شهرين وفي نهاية يونيو/ حزيران الماضي، أنهى المركز اللوحات الثلاث الأولى.

ويشير "أبو لحية" إلى أن المواضيع المختارة تخدم الموروث الثقافي والتراثي الفلسطيني، وهي عبارة عن لوحات تضم، المرأة الفلسطينية، ساحل البحر في غزة، شجرة الزيتون، "الختيار" الفلسطيني، دوار الشمس، وشعار مؤسسة الثقافة والفكر الحر.

أما عن هذا العمل، يبيِّن ضيفنا أن التجهيز له قد بدأ منذ العام الماضي 2022، من خلال دورات تدريبية للفئة المشاركة تتمثل بالرسم والقص والتشكيل وتركيب القطع باستخدام الغراء على لوحات صغيرة، إلى أن أصبحت لديهم القدرة على إنجازه.

355071656_643726651151680_8949105958492488535_n.png

 

أنامل صغيرة تصنع الجمال..

بتنسيق لا متناهي ودقة واضحة، تنهمك الطفلة شيرين الهور (15 عاماً) بصف القطع جنباً إلى جنب بأناملها، معتمدة على موهبتها بالرسم لإتقان فن الفسيفساء.

تصف "شيرين" لـ"وكالة سند للأنباء" فرحتها في هذا الفن والذي اعتبرته استكمالاً لموهبة الرسم وتنمية لها، مبينةً أنه برغم الجهد المبذول إلا أنه فناً مميزاً يُعلم الصبر وينمي المهارات، وعلى حد قولها فإنها لم تجد صعوبة خلال إنجاز اللوحات.

وعلى خلاف ذلك، رأت لمى العقاد (17 عاماً) أن صعوبات العمل تكمن في التكسير المتعب، بعض أنواع الكراميكا صعبة التكسير، كذلك الساعات الطويلة التي تأخذها اللوحة للعمل.

بينما أبدت ضيفتنا حبها لهذا الفن من المرة الأولى التي جربته فيها قبل عام، على لوحة لشكل هندسي لم تتجاوز 10 سم.
 

359106063_776373030947155_8132780192216284316_n.png