وكأن اللوحة تحكي لك حكاية شعب، وتقصّ للناظر كلامًا وتعبيرًا بألوانها ورسوماتها، فتعكس ألمًا وأملًا حمله الفلسطينيون على مدار عقود الاحتلال، وتروي برموزها وتطريزاتها الفلسطينية إرث القضية وعدالتها على جدران معرض "فلسطين حكايا ولون الدولي" المقام في غزة وعمّان تزامنًا.
على طول جدرانه، يمتلئ المعرض باللوحات الفنية التي تحمل كل واحدةٍ منها صورة، وكل صورة "حكاية" وكل حكاية أمل مُعبّق بالذكريات.
وافتتحت جمعية مركز غزة للثقافة والفنون معرض "فلسطين حكاية ولون" في 8 يوليو/ تموز الجاري، بالتزامن مع المعرض في القصر الثقافي الملكي بالعاصمة الأردنية عمان.
واحتوت أعمال المعرض الذي احتضنه "المركز الثقافي الملكي" في عمّان، مشاهد بصرية واضحة المعالم، قريبة من الواقعية، تعبّر في أغلبها عن حالات إنسانية متعددة المعاناة للشعب الفلسطيني، باستخدام الألوان القاتمة لتمنح المشهد حسًّا مأساويًّا.
"مشاركة عربية ودولية"..
رئيس مجلس إدارة جمعية مركز غزة للثقافة والفنون أشرف سحويل، يقول إن مبادرة معرض "فلسطين حكايا ولون" جاءت للتضامن مع الشعب الفلسطيني، ومحاولة لكسر الحصار على قطاع غزة من خلال إدخال لوحات الفنانين وطباعتها في القطاع.
ويضيف "سحويل" لـ "وكالة سند للأنباء": "المعرض جاء للتمسك بهوية الشعب الفلسطيني وتراثه، فمعظم أعمال الفنانين المشاركين في المعرض تُحاكي الرواية الفلسطينية الحقيقية".
وتشارك في المعرض العديد من الجنسيات العربية والأجنبية وهم: "فلسطين، الأردن، روسيا، الدنمارك، ألمانيا، هولندا، كدندا، والبوسنة والهرسك، وفق "سحويل".
وماذا عن أبرز الرسائل التي حملتها لوحات المعرض؟ يُجيبنا: "أن معظم اللوحات حملت الرموز والدلالات الفلسطينية التي تؤكد على حق العودة وتمسك الشعب الفلسطيني بأرضه، ورسالة تضامن مع الشعب في وجه بطش الاحتلال، إضافةً لتأكيد رواية أن الأرض فلسطينية وليس كما يدعي الاحتلال".
ويبلغ إجمالي عدد المشاركين الفنانين في معرض "فلسطين حكايا ولون" 120 فنانًا، بينهم 36 من قطاع غزة، وبقية الفنانين من الأردن والضفة الغربية وروسيا، وفق ضيفنا، لافتًا إلى أن المعرض في الضفة الغربية تأجّل افتتاحه بسبب العدوان على جنين.
ويُبين "سحويل" أهمية مشاركة الفنان الأجنبي في المعارض العربية الفلسطينية، لافتًا إلى أن المشاركة الأجنبية تعني تأكيد تضامنهم وإيمانهم بحق العودة للشعب الفلسطيني، وإدراكهم جيدًا أن الاحتلال معتدي على الفلسطينيين.
وكان من المقرر أن يكون افتتاح المعرض في 15 مايو/ أيار الماضي؛ لكنه تأجل بسبب العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة، وتزامن الموعد الثاني مع العدوان على مخيم جنين، بحسب "سحويل"، مشيرًا إلى أن قرار الافتتاح جاء كرسالة تضامن مع الفلسطينيين ضد جرائم الاحتلال الإسرائيلي خاصة في مخيم جنين.
وعمّا يميّز المعرض، يحدثنا ضيفنا: "كثافة الأعمال الموجودة وتنوعها، من خلال اللوحات والأساليب الفنية التي قدمها الفنانين العرب والأجانب، والتي حملت أحقية الرواية الفلسطينية وأهمية حق العودة".
ماذا عن طبيعية الأساليب الفنية الموجودة في المعرض؟ يُجيب "سحويل"، "كل فنان استخدم أساليب خاصة، مثل الجرافيك، الطابع التكعيبي أو الانطباعي الواقعي والاختلاف يُساهم في جمالية المعرض، فالمجال مفتوح لجميع الفنانين من خلال ما يراه مناسبًا من وجهة نظره الفنية".
ويستطرد "سحويل"، أن ثمة شغف كبير لدى الجمهور في قطاع غزة اتضح من خلال حضوره ومشاركته، مُشيرًا أن غزة تُعاني من ضعف البنية التحتية الخاصة بالأعمال الثقافية، إضافة لعدم وجود قاعات عرض.
"لوحة الذكريات"..
بدوره يقول الفنان المشارك في المعرض محمد الحاج، "شاركت بعمل فني يحتوي على هتافات من التراث الفلسطيني وتُعبّر عن الانتماء للأرض، مع وجود وحدات من التطريز التي تُزين ألوان اللوحة".
ويلفت "الحاج" في حديثه لـ "وكالة سند للأنباء"، إلى أن اللوحة المشارك بها بعنوان "الذكريات" كانت رسالة بصرية مليئة بالحنين للماضي والذكريات الجميلة للأرض الفلسطينية والبلاد، موضحًا أن اللوحة تتماشى مع فكرة المعرض.
ويتابع: "اللوحات تتركز على القضية الفلسطينية، وكل فنان لديه طريقة وفلسفة يتناول الموضوع من زاويته الخاصة، ولوحات الفنانين عبّرت عن التحديات التي تواجهها فلسطين".
ومن وجهة نظر ضيفنا، فإن المواضيع في المعرض مختلفة ومتنوعة وتختلف من فنان لآخر حسب ثقافته والبيئة التي جاء منها، وكل فنان يُعبر عن القضية الفلسطينية من خلال عناصر لونية يراها تُناسب الفكرة.
ويعتبر الفنان "الحاج"، أن المشاركات الإقليمية والدولية تعطي للمعرض أهمية كبيرة، وتُبرز أهمية القضية الفلسطينية في الأعمال الفنية وإمكانية فضح جرائم الاحتلال الإسرائيلي بشتى الطرق والوسائل.
