الساعة 00:00 م
الخميس 09 مايو 2024
22° القدس
21° رام الله
21° الخليل
25° غزة
4.64 جنيه إسترليني
5.24 دينار أردني
0.08 جنيه مصري
3.99 يورو
3.71 دولار أمريكي
4

الأكثر رواجا Trending

بعد إنجاز 50% منه.. لماذا فكّك البنتاغون الأمريكي ميناء غزة العائم؟

بعد تقليص المياه المزودة للخليل وبيت لحم..

شركة "ميكروت" الإسرائيلية تشعل حرب المياه في الضفة الغربية

حجم الخط
شركة ميكروت تشعل حرب المياه في الضفة الغربية
نابلس - نواف العامر - وكالة سند للأنباء

حرب قديمة حديثة، تشعلها شركة المياه الإسرائيلية "ميكروت"، بعد قرارها تقليص إمداد المياه لمحافظتي الخليل وبيت لحم بستة آلاف متر مكعب من المياه يوميا، الأمر الذي تسبب في شح المياه في تلك المناطق، لا سيما في القرى والتجعات البدوية جنوب الضفة الغربية، تزامنًا اشتداد موجة الحر التي تعصف بالمنطقة.

رئيس الحكومة الفلسطينية محمد اشتية وصف قرار "ميكروت" بـ "العنصري"، بينما حذرت سلطة المياه الفلسطينية من استمرار شركة "ميكروت" بسياسة تخفيض كميات المياه المزودة لخط مياه دير شعار الرئيسي المزود لمحافظتي الخليل وبيت لحم، وكذلك وصلتي مياه ترقوميا وبيت كاحل.

وذكرت سلطة المياه في بيان سابق لها، أن معدل كميات المياه المزودة من خط مياه دير شعار انخفض إلى 6000 كوب في اليوم، ما يعني حرمان أهالي المحافظتين من حقهم في الحصول على كميات كافية المياه في ظل الارتفاع الحاد في درجات الحرارة الذي تشهده البلاد في الوقت الحالي.

وكشفت سلطة المياه الفلسطينية، أنه لا توجد أسباب فنية وراء هذا التخفيض، حيث لم يتم الكشف عن أية أعطال في المصدر المزود، وإنما يأتي هذا في إطار سياسة التمييز العنصرية التي تمارسها سلطات الاحتلال بوجه عام وشركة ميكروت بوجه خاص تجاه الفلسطينين، والمتمثلة في تمييز سكان المستوطنات غير الشرعية بمنحهم كميات إضافية كبيرة من المياه على حساب حقوق الفلسطينيين.

ويرى خبراء ومختصون تحدثوا لـ "وكالة سند للأنباء"، أن القرار الإسرائيلي يحمل صفة الحداثة والقدم، ويأتي ضمن حملات مبرمجة تستهدف الموارد الفلسطينية الطبيعية وحرمانهم من الاستقرار.

وتنفذ "ميكروت" سياسة تقليص كميات المياه للفلسطينيين، بتقليص ساعات وصول المياه لمناطق تصل إلى مرة واحدة كل شهرين، وفق معطيات وشهادات مواطنين، إضافة لعقوبات وغرامات وشروط على حفر الآبار للمياه الجوفية.

الناشط جمال حمامرة من بلدة حوسان قرب بيت لحم، يتحدث بسخط عن أزمة المياه الحاصلة نتيجة تقليص الشركة الإسرائيلية، حيث تصل المياه لمنازل الفلسطينيين في تلك المنطقة مرة واحدة كل ثمانية أيام بحكم قربها من الخزان الرئيسي لـ "ميكوروت" في "بيت شيمش" .

ويضيف حمامرة "في مناطق أخرى مثل بيت ساحور تصلهم كل 40 يوما مرة واحدة، يقومون خلالها بتعبئة ما تطاله أيديهم بالمياه، وهناك من يطلب من أقاربه عند زيارته تزويدهم بالمياه كهدية، في حين أن المياه لا تصل مناطق الدهيشة والدوحة سوى مرة كل شهرين ما يزيد حجم المعاناة".

وأظهرت معطيات حديثة نشرها مركز "بيتسيلم" الحقوقي الإسرائيلي في أيار/ مايو الماضي، أن متوسط استهلاك الفرد الإسرائيلي من المياه يصل لـ247 لتراً من المياه يومياً، وهو يفوق بثلاثة أضعاف استهلاك الفرد الفلسطيني عند 82 لتراً يومياً.

وينخفض هذا المعدل في التجمعات غير الموصولة بالشبكات المائية لما دون 26 لتراً وهو مستوى المناطق المنكوبة.

ملف سيادي..

المختص في الشأن الإسرائيلي عدنان أبو عامر، يقول إن الاحتلال الإسرائيلي يسيطر على مراكز المياه في الضفة عقب احتلالها، ويتعامل مع ملف المياه باعتباره ملفاً سيادياً ذو دلالات سياسية وأمنية لها علاقة بثبات الفلسطيني وتهجيره ومنح الأرض والخيرات للمستوطن الغريب.

ويضيف "أبو عامر" أن الاستيطان تزايد بالتزامن مع سرقة المزيد من المياه ومنحها للمستوطن وترفيهه على حساب الفلسطيني الذي يرى لن مصادر المياه شارفت على النفاذ وقد لا يجد ما يشربه في الوقت القريب، ضمن الضغط الإسرائيلي لتنفيذ سياسات طاردة للفلسطينيين.

ويضرب "أبو عامر" مثالا على أهمية ملف المياه لدى الاحتلال الإسرائيلي، حيث تم الكشف عقب الانسحاب الإسرائيلي من قطاع غزة عن شبكات المياه تحت الأرض لسرقة المياه العذبة.

رفاهية المستوطن على حساب الفلسطيني..

من جانبه، يصف الخبير بشؤون الخرائط والاستيطان والمياه عبد الهادي حنتش، السلوك الإسرائيلي بأنه واحد من أشكال الحرب والصراع، يسيطر المحتل فيها على 84% من مصادر المياه في الضفة الغربية منها 32% للمستوطنات، فيما حصة الفلسطيني السنوية تبلغ 16% فقط.

ويشير "حنتش"، إلى أن سلطات الاحتلال تبيع للفلسطينيين ما يوازي 120 مليون كوب سنويا من حوالي 500 مليون متر مكعب سنويا من الأحواض الثلاثة الرئيسية في الضفة الغربية، هي الحوض الغربي والشمالي والشرقي .

ويبيّن ضيفنا أن نسبة الـ 16% تقدّم لـ 3 مليون فلسطيني بالضفة، حيث تبلع حاجة الفرد اليومية 50 لترا، بينما ينال فقط 4 ليترات، لافتًا إلى أن الاحتلال هدم أكثر من 2000 بئر مياه في محافظة الخليل لوحدها خلال السنوات الأخيرة .

وبحسب "حنتش"، تم تقديم حوالي 6732 طلب لبناء المساكن والآبار خلال عام 2007، تمت الموافقة على 13 منها فقط، ما يدلل على السلوك والمعاملة الرسمية تجاه الفلسطيني وحضوره في موطنه وممارسة حقه الطبيعي.

وتمارس شركة المياه الإسرائيلية "ميكروت" انتهاكات وسرقات لمصادر المياه الفلسطينية في الضفة الغربية منذ تأسيسها عام 1937 على يد الوكالة اليهودية واتحاد المشغلين الإسرائيليين (الهستدروت)، وتعمل على خنق حياة الفلسطيني وتحويلها لجحيم، لتحقيق الرفاهية للمستوطن الإسرائيلي، باستهلاك يسجل عشرة أضعاف عن استهلاك الفلسطيني يوميا .