الساعة 00:00 م
الأحد 28 ابريل 2024
22° القدس
21° رام الله
21° الخليل
25° غزة
4.84 جنيه إسترليني
5.4 دينار أردني
0.08 جنيه مصري
4.1 يورو
3.83 دولار أمريكي
4

الأكثر رواجا Trending

جيش الاحتلال يُعلن مقتل "رائد" شمال قطاع غزة

فلسطيني يحول موقعاً عسكرياً مدمراً إلى مسكن لعائلته النازحة

سيناريوهات الرد الإسرائيلي المتوقع على تصاعد وتمدد عمليات المقاومة بالضفة

حجم الخط
366796009_823476956073828_171026998744549945_n.png
غزة| رام الله- نواف العامر- وكالة سند للأنباء

من شمال الضفة الغربية وحتى جنوبها، لم تعد قوات الاحتلال الإسرائيلي قادرة على التنبؤ بموقع وزمان هجوم الفلسطينيين المقبل، فساحة المعركة مفتوحة أمام العمليات الفدائية الفردية والنوعية، والتي أدت لمقتل عشرات المستوطنين والجنود منذ بداية العام 2023 الجاري.

ومع تصاعد عمليات المقاومة بالضفة، ونجاحها بتحقيق أهدافها، تقف حكومة الاحتلال أمام واقع يحتم عليها اتخاذ قرارات لإرضاء الشارع الإسرائيلي وتبيان قدرتها على الحد من هذه العمليات وحماية مستوطنيها.

وفي إطار ذلك، قرر المجلس الوزاري الإسرائيلي المصغر "الكابينت"، اتخاذ سلسلة خطوات ضد منفذي عمليات المقاومة الفلسطينية ومنظميهم، مخولاً رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو ووزير الجيش يوآف غالانت بذلك.

جاء ذلك، في بيان صادر عن مكتب "نتنياهو" عقب اجتماع الكابينت الذي انعقد أمس الثلاثاء، والذي ناقش الأوضاع الأمنية والأحداث الأخيرة في الضفة الغربية.

وبحسب البيان، فإن "الكابينيت اتخذ سلسلة خطوات لاستهداف المقاومين ومرسليهم من حركة حماس وإيران، وفوّض الأمر لرئيس الحكومة ووزير الجيش"، مشددًا على دعمه للمنظومة العسكرية في أنشطهم ضد المقاومين.

الكابينيت الإسرائيلي.jpg
 

ووصل عدد القتلى الإسرائيليين إلى 36 جراء عمليات المقاومة ضد الاحتلال ومستوطنيه في الضفة الغربية والداخل المحتل، وعلى الحدود مع مصر، منذ بداية العام الجاري.

كان آخر تلك العمليات، مقتل ثلاثة مستوطنين وإصابة آخر خلال أقل من أسبوع، في بلدة حوارة شمال الضفة، ومنطقة سدة الفحص جنوب الخليل.

وادعت القناة 14 الإسرائيلية، أن منفذي عملية إطلاق النار الأخيرة في الخليل ينتمون لحركة "حماس".

مختصون سياسيون وعسكريون، يرجحون إقدام نتنياهو على تنفيس الشارع الإسرائيلي بعمليات انتقامية، قد تشمل ساحات مواجهة مختلفة وليست فقط بالضفة الغربية.

المختص بالشأن الإسرائيلي عدنان أبو عامر، يرى أن هذا التهديد ليس الأول ولا الأخير من نوعه؛ فهو يبحث دائمًا عن خيوط خارجية سواء كانت بالتمويل أو التخطيط، مشيرًا إلى أن الاحتلال يفشل في كل مرة في محاولة تقطيع أوصالها.

ويوضح "أبو عامر" لـ "وكالة سند للأنباء" أنّ "الاحتلال في كل مرة يدور في ذات الفلك من حيث الإخفاق، ولا يتجه نحو الأسباب الحقيقية لهذه العمليات كالاستيطان والمسجد الأقصى والانتهاكات اليومية".

ويرجّح ضيفنا، لجوء الاحتلال لعملية اغتيال خاطفة في بقع جغرافية مختلفة خارج الضفة، سواء في غزة أو الخارج، بحق قيادات يشير لها بالاسم حول مسؤوليتها في تمويل والتخطيط لهذه العمليات.

مستدركًا: "الاحتلال دائما يضع الاغتيالات على الطاولة؛ لكن في كلّ مرة تحول الحسابات السياسية دون ترجمتها على أرض الواقع".

إنفو قتلى الاحتلال.jpg
 

استئناف الاغتيالات..

من جهته، يوضح أستاذ العلوم السياسية بجامعة القدس سعيد زيداني، أن الاحتلال يتحدث بوضوح عن استئناف عمليات الاغتيال؛ لكن هذه المرة الإشارة بوضوح لمخططي وممولي هذه العمليات، وهذا يعني اتساع رقعة الزيت للخارج.

ويضيف في حديثه لـ "وكالة سند للأنباء": "هذه المرّة الأمور متجهة نحو حركة حماس بوصفها المسؤولة المباشرة عن التخطيط والتمويل، فنتنياهو يدرك أن حماس تقف خلف كل هذه العمليات والتشكيلات، بما في ذلك تمويل تلك التي تتبع للفصائل الأخرى، ولهذا دائمًا يضغط باتجاه أن توقف حماس هذه المساعي".

ويبيّن "زيداني" أن لجوء "نتنياهو" للتهديد يعكس إخفاقه في الوصول لتسوية مع حركة حماس في قطاع غزة؛ "أي بمعنى أدق فشل سياسة الجزرة في إبعاد الحركة عن مسرح العمليات في الضفة"، وفق قوله.

ويكمل: "نتنياهو يعتبر الضفة مسرح العمليات الأهم، هناك استنفار لأكثر من 6 كتائب تقريبًا، وهي من المرات القليلة التي تجري منذ الانتفاضة الثانية، وهذا يعني أن نتنياهو يخوض حرب استنزاف غير معتادة".

ويلفت "زيداني"، إلى أنّ ما يحدث بالنسبة لتقديرات الاحتلال في الضفة هي ساحة حرب حقيقية، والحل الوحيد هو توجيه ضربة للخارج. مستطردًا: "نتنياهو عقد مجموعة إحاطات مع مسؤولين أمنيين وقادة المعارضة، وهذا كله كان يشير لوجود نية للتصعيد لدى حكومة الاحتلال".

مركبة دمرها الاحتلال في العدوان على جنين.jpg
 

خيار الحرب..

من جهته، يقول المختص في الشأن الإسرائيلي أليف صباغ: "نتنياهو يدرك أن الخيارات المتعلقة بالجبهات الأخرى، ستؤدي به لخيار الحرب، وقد يذهب إليها إذا شعر بوجود دعم وسند دولي وإقليمي".

ويشير "صباغ"، إلى أن "نتنياهو يحتاج للدم في هذه المرحلة؛ ليرضي اليمين الفاشي، والجيش يعلم بهذا الأمر، وقد يذهب لهذه الخيارات بعدما تغذّى بالقيادات الوسطى بالمستوطنين والصهيونية الدينية".

ويتابع لـ "وكالة سند للأنباء": "القيادات الميدانية من المستوطنين والقيادة الدينية، والصهيونية الليبرالية وإن كانت تنتخب قائد الأركان؛ لكنها في المحصلة تفتقد السيطرة الميدانية في الجيش؛ التي تسيطر عليها القوى اليمينية الإسرائيلية".

جيش الاحتلال.jpg
 

احتمالات عسكرية مفتوحة..

عسكريًا، يرى الخبير العسكري اللواء المتقاعد واصف عريقات أن الاحتمالات مفتوحة أمام العمل العسكري، مشيرًا إلى أن اجتماع "الكابينيت" أظهر أن الوزير المتطرف إيتمار بن غفير خفت صوته وسطوته، باستثناء دعوته لتشديد حصار الضفة، وزيادة الحواجز، فيما ذهب "نتنياهو" لتفويض وزير جيشه بما اتفق عليه خلال الاجتماع.

ويعتقد "عريقات" في حديثٍ مع "وكالة سند للأنباء" أن خيار الحكومة الإسرائيلية بالقفز عن أزمتها في الضفة وأزمتها الداخلية باستهداف الأراضي السورية والتحرش العسكري بحزب الله، بينما يدرك الأخير واقع الكيان وقدراته نحو الحرب مع استبعاد للعدوان على غزة.

ويضيف: "خيار استهداف نائب رئيس المكتب السياسي لحركة حماس صالح العاروري وغيره من القيادات الوازنة، سيفجّر المنطقة، ونتنياهو ليس معنيًا بالحرب مع مواعيد الانتخابات الأمريكية وعقد لقاء مع جو بايدن وتداعيات الحرب في أوكرانيا".

ورغم ذلك، يتوقع "عريقات" "ارتكاب نتنياهو حماقات، لكن التحليل العسكري وموقف القيادات العسكرية الإسرائيلية التي تضع تقدير موقف أمامه، يجعل الانحياز لخيار استهداف سوريا الضعيفة وجنوب لبنان خياراً أقرب".

حزب الله لبنان الاحتلال.jpg
 

استهداف غزة!

من ناحيته، لا يتفق اللواء يوسف الشرقاوي مع "عريقات" في استبعاد استهداف غزة، مشيرًا إلى أن "حماقات نتنياهو تجعل من غزة وقوى المقاومة خيارًا لتنفيذ الاغتيالات، فهو يحتاج هدفًا ثمينًا كالعاروري ويحيى السنوار وزياد النخالة ومحمد الضيف، وهو ما يمكن الإشارة إليه بالقاعدة العسكرية التي تقول: "دع الجيش ينتصر في أي معركة وسنقف خلفه".

ويسترسل اللواء "شرقاوي": "الأزمة الكبيرة التي يعايشها الاحتلال قد تقود لحدث دراماتيكي خارج تصورنا، لكن، لا يمكن للحكومة وجيشها الإقدام على حرب ضد غزة، والجنوب اللبناني في ظل قوة المقاومة بالضفة، التي تُعتبر فيها الأهداف الإسرائيلية خاصرة رخوة، رغم ثقافة العجرفة والتعالي الإسرائيليتين".

المقاومة.jpg
 

ويردف في حديثه لـ "وكالة سند للأنباء": "إسرائيل قوية لكنها هشة في ذات الوقت، ويعود فيها صناع القرار لرؤية ديفيد بن غوريون، التسلل للوعي العربي وأن الهدف ليس هزيمة العرب بل إذلالهم".

في حين، يرى المختص في الشأن الإسرائيلي عادل شديد، أن الخيارات الإسرائيلية تتمحور حول إيران وحركة حماس، والأخيرة ليست معنية بالذهاب لمواجهة؛ لأن الكيان لن يخرج منتصرا فيها، ونتيجتها تعميق الأزمة الإسرائيلية الداخلية".

وحول إيران، يبيّن "شديد" أن "نتنياهو" حمّلها المسؤولية عما يجري علنًا، وستكون أذرعها في المنطقة الهدف، فإذا كان الاحتلال يرى أن حماس أقل قوة من حزب الله، فكيف يقدم على حربه، ويعني ذلك الحسابات الدقيقة لـ "نتنياهو" التي يحسن التعاطي معها.

ويخلص شديد الى أن الحسابات الدقيقة لـ "نتنياهو" ستجعله في حال اتخاذه قرار الحرب على غزة مثلا، يسبقه التوافق مع الإقليم للدخول على خط التهدئة، إلا أنه ليس جاهزًا عمليًا، وكذلك جيشه الذي يمتلك قوة مدمرة، لكنه لن يقدر على وقف صواريخ المقاومة الفلسطينية في القطاع.