أكدت تقديرات إسرائيلية أمنية اليوم الثلاثاء، أنّ موجة عمليات المقاومة الفلسطينية في الضفة الغربية، لا تزال في بدايتها، ولم تصل إلى الذروة بعد.

جاء ذلك وفق ما نقلته إذاعة الجيش الإسرائيلي، عن مسؤولين أمنيين كِبار، في وقتٍ تشهد الضفة الغربية حالة استنفار لم تصلها منذ نهاية الانتفاضة الثانية، حيث ينشر جيش الاحتلال الآن 22 من كتائبه، إلى جانب كتيبة من "حرس الحدود".

وأضاف المسؤولون، أنّ حقيقة نجاح العمليات الأخيرة، إلى جانب نجاح منفذيها في الانسحاب، تزيد من فرص محاولات تنفيذ عمليات مشابهة في الفترات القادمة.

يأتي ذلك عقب تصاعد الأحداث الميدانية في الضفة الغربية، لاسيما بعد عملية الخليل أمس الاثنين، والعملية التي شهدتها حوارة قبل أيام، وأسفرت عن مقتل 3 مستوطنين وإصابة آخر بجروح خطيرة.

وعلى ضوء ذلك، رجح مسؤول أمني إسرائيلي كبير لموقع "واللا" أن يُطلق جيش الاحتلال عملية واسعة النطاق في أنحاء الضفة؛ بهدف جمع الأسلحة والذخائر واعتقال المقاومين المطلوبين لديه.

وتقرّر تقديم موعد جلسة المجلس الوزاري الإسرائيلي المصغّر للشؤون السياسية والأمنية "الكابينت" إلى اليوم، بعد أن كان موعدها مقرراً بعد أسبوعين.

وأمس الاثنين، اتهم رئيس وزراء الاحتلال بنيامين نتنياهو خلال تصريحات أدلى بها بالقرب من مستوطنة "كريات أربع" قرب الخليل في الضفة الغربية، إيران بالوقوف وراء تصاعد موجة العمليات الأخيرة في الضفة العربية.

وأضاف، "نحن في خضمّ العمليات التي تشجّعها وتوجّهها وتموّلها إيران ووكلاؤها"، وفق قوله.

من جهته، صرّح وزير الجيش يوآف غالانت: أنّ "أهمّ تغيير على الأرض يتعلق بالتمويل والتوجيه الإيراني (..) إيران تبحث عن أي طريقة لإلحاق الأذى بمواطني إسرائيل، وسنتخذ عدة إجراءات من شأنها إعادة الأمن"، على حد وصفه.

ومنذ بداية العام الجاري 2023، تصاعدت وتيرة أعمال المقاومة ضد الاحتلال ومستوطنيه، أسفرت في مجملها عن مقتل 36 إسرائيليًا في الضفة الغربية والداخل المحتل، وعلى الحدود مع مصر.

وعلى مدار عام 2022 بأكمله، قُتل 33 إسرائيليًا في عمليات المقاومة، وبالتالي فإن عدد القتلى في ثمانية شهور من العام الحالي زاد عن السنة الماضية بأكملها.

وتوقع مراسل صحيفة "يديعوت أحرنوت" يوسي يهوشع، أنّ يرتفع أعداد القتلى الإسرائيليين في الشهور القادمة، بالرغم من أن جيش الاحتلال أرسل أكبر عدد من القوات إلى الضفة منذ عام 2005، وشن عدوانًا واسعًا في جنين.

ونوّه يهوشع إلى أنّ عدد الإنذارات حول تنفيذ عمليات مقاومة بالضفة ضد الاحتلال، يبلغ 200 إنذار يوميًا، قائلًا: "هذا يجعل العام الحالي هو الأصعب منذ الانتفاضة الثانية (2000 - 2005).