الساعة 00:00 م
الثلاثاء 30 ابريل 2024
22° القدس
21° رام الله
21° الخليل
25° غزة
4.84 جنيه إسترليني
5.4 دينار أردني
0.08 جنيه مصري
4.1 يورو
3.83 دولار أمريكي
4

الأكثر رواجا Trending

أطفال غزة يدفعون ثمن الأسلحة المحرمة

معروف: معلبات مفخخة يتركها الاحتلال بمنازل غزة

بالصور "زادنا دافي وأكلنا وافي".. مبادرة غزية تبعث الروح في طعام فلسطين التراثي

حجم الخط
حملة زادنا دافي واكلنا وافي
غزة – إيمان شبير – وكالة سند للأنباء

طعام بنكهة الأصالة، وأكلات تطهى بِحُب، ومن وحي التراث المجبول في زغاريد النساء قديما عندما صدحت أصواتهن بـ "آويها بيتنا دافي عيشنا وافي.. تفضّلوا يا جماعة ريتُه صحة وعوافي"، انطلقت فكرة مبادرة إعادة طهي الأطعمة بطريقة الأجداد في قطاع غزة، لتقدم الطعام بنكهة تراثية خالصة، بعيدًا عن إضافات من الحاضر.

قبل شهرين من الآن ولدت الفكرة، وخرجت مبادرة "زادنا دافي وأكلنا وافي" الغزيّة إلى النور، عندما أطلقتها الجمعية الفلسطينية لفنون الطهي، لتضم فريقًا يصل عدده لـ 25 عاملًا، يعملون بجد واجتهاد على إعداد الأطباق الفلسطينية بأساليب تقليدية تورثها الأمهات والأجداد؛ بهدف الحفاظ على هذا التراث القيم ونقله إلى الأجيال الصاعدة.

وعند الحديث عن الأكلات الفلسطينية التراثية، فسرعان ما يتبادر إلى الأذهان، المسخن والمقلوبة، والمفتول، والقدرة، إضافة للسماقية، والرمانية، وهي الأكلات التي تحرص مبادرة "زادنا دافي وأكلنا وافي" على تقديمها، لتسافر بنكهتها التراثية القدسمة لذكريات الأجداد.

حملة 9.jpg
 

"نكهات فلسطينية أصلية"..

عضو الجمعية الفلسطينية لفنون الطهي الشيف سمر النباهين تقول لـ "وكالة سند للأنباء"، إنّ المبادرة جاءت لتسليط الضوء على الأطباق الشعبية الفلسطينية كما كان الأجداد والآباء يطبخونها على الأصالة والنكهات التقليدية التي لا تضاف لها إضافات غريبة.

وتُوضح "ضيفة سند"، أن المبادرة جاءت كفعالية ليوم واحد في بلدة خزاعة جنوب قطاع غزة في أرض الفلسطينية "أم نسيم"، حيث تم تخصيصها لاستعراض الأطباق الفلسطينية بكل تنوعها، لكن مع مرور الوقت، أصبحت هذه المبادرة مستدامة ومستمرة، حيث ننظم فعاليتين كل شهر تقريبًا، لافتة إلى أنها ستتزامن أيضًا مع يوم التراث الفلسطيني في السابع من أكتوبر/ تشرين الأول المقبل.

وحول طبيعة الأصناف التي قُدمت خلال المبادرة؟ تُجيبنا: "قدمنا 6 أصناف من الأكلات الفلسطينية الشعبية بأبسط الوسائل وباستخدام البهارات التي كان الأجداد يستخدمونها؛ لتشجيع الناس على العودة إلى تناول الأطباق الفلسطينية التقليدية بكل بساطتها ونكهتها الأصيلة دون إضافات وتحريف".

حملة 4.jpg
 

وقدّمت "النباهين" والفريق العامل معها أهم الأطباق الشعبية التي تضمنت المسخن، السماقية، الرمانية، القدرة، المفتول، والمقلوبة.

وتتابع: "نحن نؤمن بأهمية الحفاظ على تراثنا الغني والتقاليد الفلسطينية في عالم يتسارع به الزمن وتتغير الأذواق لذلك، فإن تعريف العالم بطهينا الفلسطيني الأصيل يجب أن يكون من خلال الاحتفاظ به كما هو، دون أي إضافات تذكر".

وتنوّه إلى أن وجبة المقلوبة اتخذت اسمًا مختلفًا في الزمن القديم وكان يُطلق عليها "الباذنجية" نسبة للباذنجان الذي كان يعد عنصرًا رئيسيًا وفريدًا في الأكلة، مضيفةً أن "النكهات الأصلية تغيرت مع مرور الزمن، حيث أضيفت إليها مكونات لم تكن جزءًا من المقلوبة الفلسطينية الأصلية".

وتسرد ضيفتنا، أن فلسطين تشتهر بوجبة المسخن المعروفة بمكوناتها الرئيسية مثل زيت الزيتون والسمّاق والبصل، موضحةً أن هذا يعكس قيمة الزيتون والتوابع الأخرى في ثقافة فلسطين، والدور الذي تلعبه هذه المكونات في ترويض فصول كفاح الشعب الفلسطيني ضد الاحتلال.

وتؤكد أنّ سياسة الاحتلال التي تهدف إلى تهويد الأكلات الفلسطينية كانت تحفيزًا إضافيًا للحفاظ على هذه الأكلات كجزء لا يتجزأ من الهوية والتاريخ الفلسطيني، وأيضًا كجزء من الإرث الثقافي والحضاري للشعب الفلسطيني.

حملة 6.jpg
 

حملة 5.jpg
 

"تجربة الشباب في الطهي"..

وبأجواء ماتعة، تحت ظل أشجار الزيتون القديمة، تقدّم المبادرة فرصة المشاركة للشباب وتعليمهم تحضير المسخن والسماقية والمفتول بعناية وحب، فيتعلمون أسرار الطهي والتوابل السحرية التي تضيف نكهة فلسطينية أصيلة إلى الأطباق.

وعن ذلك تخبرنا "النباهين": "المبادرة شجعت الشباب على تجربة فنون الطهي الفلسطيني والاستمتاع بتحضير الأكلات الشعبية، فقد شهدنا مشاركة مذهلة من الشباب، حيث قام سبعة شبان من أعضاء الفريق بأعمال مثل غسل الدجاج وتقطيع البصل وخبز الصاج ببراعة، وهم يشعرون بالسعادة".

وتحدثنا بابتسامة عن جو المبادرة: "عندما قررنا طهي المفتول والقدرة على النار، كان ذلك يتطلب الصبر والوقت، وهذه الفترة كانت فرصة للشباب لإحياء التراث والتواصل معه بشكل جميل، والفتيات أيضًا قمن بدورهن الخاص، حيث شكلن مجموعات صغيرة وأدوا أغاني الفلكلور التي تعبّر عن الأعراس الفلسطينية"، موضحةً أن هذا الجهد المشترك يعكس حب الشباب للثقافة والتراث الفلسطينيين ورغبتهم في الاحتفاظ بهما وإحيائهما بكل فخر.

حملة 7.jpg

حملة 1.jpg
 

وفي سؤالنا "مع كل مبادرة وبدايتها تأتي التحديات، كيف كانت هذه التحديات؟" تُجيب، "إن هناك العديد من التحديات التي واجهناها أثناء تنفيذ المبادرة، ومن أبرزها توفير مكان مناسب للطهي على النار، فهذا كان أمرًا صعبًا نظرًا لأننا نحرص على الحفاظ على الأصالة في طريقة الطهي، كذلك واجهنا صعوبة في مجال النقل نظرًا لعددنا الكبير وضرورة توفير باص كبير لنقل بعض الأشياء الثقيلة مثل الفخار والأدوات التقليدية القديمة".

وبكلمات من الامتنان تختم "النباهين" حديثها: "ردود الفعل على المبادرة مذهلة خاصة من خلال وسائل التواصل الاجتماعي ووسائل الإعلام، لاحظنا تفاعلًا كبيرًا من الأشخاص الذين تواصلوا للتعرف على المبادرة واستقبلوها بسعادة"، لافتةً إلى أن هذا الاهتمام المتزايد ساعد في نشر رسالة المبادرة وجعلها أكثر انتشارًا ووعيًا بين الناس.

حملة 3.jpg

حملة 2.jpg