الساعة 00:00 م
الخميس 28 مارس 2024
22° القدس
21° رام الله
21° الخليل
25° غزة
4.65 جنيه إسترليني
5.19 دينار أردني
0.08 جنيه مصري
3.98 يورو
3.68 دولار أمريكي
4

الأكثر رواجا Trending

اعتقال فلسطينيين في السعودية.. شهادات وتساؤلات ومخاوف

حجم الخط
أحمد البيتاوي- وكالة سند للأنباء:

يعد الفلسطيني المملكة العربية السعودية ملاذاً آمنا، يفر إليها من بطش الاحتلال وجبروته، غير أن ما يتم تداوله اليوم عن اعتقالات جرت وتجري في صفوف الفلسطينيين هناك كان خبراً صادماً.

ووفقاً للمرصد الأورومتوسطي، اعتقلت الأجهزة الأمنية السعودية، عشرات الفلسطينيين، وزجت بهم في السجون دون مسوغ قانوني.

وبين المرصد، في بيانٍ له، أنه لم يستطع تحديد رقم دقيق لعدد المعتقلين هناك، غير أنه حصل على أسماء 60 شخصًا.

ولفت إلى أن التقديرات داخل الجالية الفلسطينية في السعودية، تشير إلى أن العدد يفوق ذلك بكثير.

هذه المعطيات التي أوردها المركز الحقوقي تقاطعت مع بيان نشرته "حماس"، الاثنين الماضي، عن اعتقال جهاز مباحث أمن الدولة، عدد من كوادرها، من بينهم ممثل الحركة في المملكة محمد صالح الخضري، والمقيم في جدّة منذ ثلاثة عقود ونجله هاني.

مصيرٌ مجهول

مراسل "وكالة سند للأنباء" تواصل مع عدد من عوائل المعتقلين في السجون السعودية، الكثيرون منهم تجنبوا الحديث في هذا الموضوع خوفاً من أن ينعكس ذلك على ذويهم المعتقلين، بينما فضّلت إحدى العائلات عدم ذكر اسم نجلها المعتقل.

يشير (ح.ع) من محافظة قلقيلية، إلى أن شقيقه الذي يعمل مهندساً كهربائياً في إحدى الشركات السعودية منذ خمس سنوات، جرى اعتقاله بتاريخ الثامن من آب/ اغسطس الماضي خلال مراجعته مقر الجوازات في الرياض.

وقال: "منذ ذلك التاريخ لا نعرف عنه شيئاً، لم يزره أي محامي ولم توجه له أي تهمة، تواصلنا مع أحد المعارف في السعودية، فأخبرنا أن جهاز المباحث العامة جاء لمقر الشركة التي يعمل بها، وطلب من مسئوليها عدم السؤال عن شقيقي".

وأوضح، أن شقيقه يحمل جواز سفر أردني، ما دفعهم للتواصل مع أحد النواب الأردنيين، والذي تواصل بدوره مع وزارة الخارجية التي وعدت بمتابعة المسألة.

وأضاف: "طرقنا باب الخارجية الفلسطينية في رام الله، غير أنها لم تظهر اهتماماً كافياً في الموضوع".

وأكد على عدم وجود أي أنشطة سياسية لشقيقه داخل السعودية، غير أنه أسير سابق أمضى عدة سنوات في السجون الإسرائيلية.

وأبدى (ح.ع) تخوفه على مصير شقيقه، الذي يعاني من أوجاع في ظهره، مطالباً السلطات السعودية بالإفراج الفوري عن شقيقه.

وأردف: "نخشى أن يكون النسيان هو مصير شقيقي في السجون السعودية، أو أن يتم إبعاده هو وعائلته".

الوساطات فشلت

 من جانبه، قال أستاذ العلوم السياسية د. عدنان أبو عامر: "من الصعب القول إن الاعتقالات الأخيرة التي نفذتها السعودية بحق عشرات الفلسطينيين هي اعتقالات محلية، وإنما بتوجيه أمريكي- إسرائيلي، وهي جزء من حملة دولية للضغط على حماس".

وشدد أبو عامر خلال حديثه مع "وكالة سند للأنباء" على أن الاعتقالات السعودية هي جزء من حملات أخرى في دول أخرى لملاحقة الحركة ومحاصرتها سياسياً ومالياً.

وأشار إلى أن السعودية تُعتبر "عرّابة" صفقة القرن وأحد الداعمين القويين لها، والقيادة السعودية تطمح في المقابل لدعم أمريكي لتثبيت حكمها وسيطرتها.

وأضاف: "لم نعتد على حركة حماس لجوئها إلى الإعلام عند حدوث أي إشكالية بينها وبين أي طرف عربي، وتفضل حل خلافتها بطريقة هادئة، ولكن عندما نرى الحركة تصدر بياناً يتحدث عن اعتقال كوادرها في السعودية، فهذا مؤشر على أن جميع الوساطات باءت بالفشل".

ولفت أبو عامر، إلى أن الحركة يبدو أنها شعرت بالإحباط ولا ترى أفقاً لحل هذه الأزمة، لذلك أصدرت هذا البيان.

 وتوقع استمرار حملة الاعتقالات في السعودية خلال الأشهر القادمة، وتوسعها لتطال فلسطينيين آخرين.

مطالبات بالتدخل

من جانبها، ناشدت عائلة الخضري في فلسطين والخارج، المملكة العربية السعودية، للإفراج عن اثنين من أبنائها المعتقلين في سجونها منذ أبريل/ نيسان الماضي.

وطالب العائلة، في بيان لها، الحكومة السعودية للتدخل لدى جهات الاختصاص في المملكة، للإفراج عن ابن العائلة محمد صالح الخضري (81 عامًا)، ونجله هاني، المحتجزين منذ تاريخ 4 أبريل/ نيسان الماضي.

وقالت:" نضع أملنا الكبير في خادم الحرمين الشريفين وولي عهده الأمين خصوصًا في هذه الأيام الفضيلة، وبعد انقضاء موسم الحج بنجاح عظيم، وعودة الحجيج سالمين غانمين إلى أهليهم وذويهم، بأن يتم الإفراج عن أبنائنا وأن يعودا الى أهليهما سالمين".

ونوهت إلى أن نجلها محمد يعاني من المرض، وتم إجراء عملية جراحية له حديثًا، ولا يزال تحت المتابعة الطبية.