الساعة 00:00 م
الثلاثاء 30 ابريل 2024
22° القدس
21° رام الله
21° الخليل
25° غزة
4.84 جنيه إسترليني
5.4 دينار أردني
0.08 جنيه مصري
4.1 يورو
3.83 دولار أمريكي
4

الأكثر رواجا Trending

أطفال غزة يدفعون ثمن الأسلحة المحرمة

معروف: معلبات مفخخة يتركها الاحتلال بمنازل غزة

خاص بالصور والفيديو مخيمات طولكرم.. انتقامٌ جماعي يرفع منسوب الحاضنة الشعبية للمقاومة

حجم الخط
مخيم نور شمس
طولكرم - وكالة سند للأنباء

تدمير للبنية التحتية، دمار وتجريف وتعطيل لشبكات المياه والكهرباء، قطع للأرزاق بتدمير المحال التجارية والبسطات، سياسة اتبعتها قوات الاحتلال الإسرائيلي في مخيمي طولكرم ونور شمس في مدينة طولكرم شمال الضفة الغربية، منذ بداية العام الجاري، وكان آخرها صباح اليوم الأحد، بعد أن تصاعدت أعمال المقاومة هناك.

"طول ما الشباب بخير احنا بخير".. "ربنا يحميهم وينصرهم"، "كله فدا الشباب"، عبارات يرددها الأهالي ردًا على استهداف الاحتلال لممتلكاتهم والمرافق العامة بالمخيمات، ظنًا منه أنه يضرب بذلك الحاضنة الشعبية للمقاومين.

أمام ركام الشوارع التي تدمّرها جرافات الاحتلال في مخيم نور شمس بشكلٍ دوري، يقف المواطن أحمد الغول، ويقول: "تضرر المخيم جدًا جراء الاعتداءات المتكررة، لا يوجد أمان، كل يوم نوم برعب، آثار نفسية صعبة، اقتحامات واعتقالات شبه يومية".

ويضيف في حديثه لـ "وكالة سند للأنباء": "تدمير البنى التحتية أثر بشكل كبير على المواطنين، الشوارع الرئيسية في المخيم تم تجريفها وتدميرها، كما تم تدمير شبكات الصرف الصحي والكهرباء والمياه بشكل كامل، فبعد أن كانت شوارع المخيم كلها مؤهلة بشكل جيد أصبحت الآن مدمرة".  

380088968_1345371512722292_3984259415527160041_n.jpg

380025684_1427021621197711_8857719981140412102_n.jpg
 

لم يقتصر الأمر على الشوارع، فقد طالت آلة التدمير محلات ومرافق تجارية في مخيم نور شمس، إلى جانب تدمير مركز الشباب الإجتماعي، وفق "الغول"، مضيفًا: "أربع محال تجارية تم تدميرها، والعديد من البسطات التي تشكّل مصدر رزق للعديد من العائلات دُمّرت أكثر من مرة، إضافة لتدمير المركز الشبابي بنسبة 80%".

ورغم كل ذلك، إلا أن حناجر المواطنين في طولكرم لا تزال تهتف باسم المقاومة، وعن ذلك يحدثنا ضيفنا: "كلما تم تدمير ممتلكات بالمخيم زادت الحاضنة الشعبية للشباب المقاومين، الكل يردد دعوات الله يحميهم والله يقويهم، لا أحد يعترض على وجود المقاومين بالمخيم، والجميع كبارًا وصغارًا يدعون لهم بالسلامة".  

سياسة فاشلة..

مدير خدمات مخيم نور شمس طه إيراني، يقول إن استهداف المخيمات سياسة يتبعها الاحتلال في كل مخيمات الضفة الغربية، فالحالة التي تسود المخيمات تساعد بشكل كبير على تنمية الحالة الوطنية، بحثًا عن الحرية والعودة والاستقلال.

ويردف "إيراني" في حديثه لـ "وكالة سند للأنباء": "الاحتلال يهدف لزعزعة الحاضنة الشعبية ومحاولة إخافة الناس وإبعادهم عن قضيتهم وثوابتهم، وهو واهم بأنه يستطيع ذلك من خلال ممارسة القمع بأن يحصل على أمنه".

ويشير إلى أنّ الاحتلال استهدف ولامس كل مناحي الحياة في مخيم نور شمس، كالبنية التحتية للصرف الصحي والمياه والكهرباء، والمحال التجارية والمنازل ومركز الشباب والمسجد ومركبات المواطنين.

ويلفت "ضيف سند"، إلى أنّ الاحتلال استخدم خلال أحد الاقتحامات 3 جرافات، ألحقت أضرارًا جسيمة بمرافق المخيم العامة والخاصة، ويردد: "رغم كل ما يقوم به الاحتلال لكنه لن يصل بذلك لأمنه، كل الماديات لا تسوى لخسارة شهيد من شبابنا".

ويجري في أعقاب كل اقتحام، رصد الأضرار بالمخيم ورفعها للجهات المسؤولة، وما أن يبدأ العمل  أيام لإعادة ترميم الشوارع والبنية التحتية والمرافق العامة التي تم تدميرها، يعاود الاحتلال اقتحامه.

362390846_936483414119405_7010517508694443307_n.jpg
 

استهداف متكرر..

لا يختلف المشهد كثيرًا في مخيم طولكرم أيضًا، فالاقتحامات والاعتقالات شبه اليومية، ترافقها عمليات التخريب في الممتلكات، تزيد من معاناة اللجوء داخله.

رئيس لجنة الخدمات في مخيم طولكرم فيصل سلامة، يقول إنّ مدينة طولكرم ومخيماتها تشهد منذ اقتحامات متكررة لا تتقصر على الاقتحامات الليلية، فجيش الاحتلال ينفذ اعتداءاته خلال النهار أيضًا.

ويردف "سلامة" في حديثه لـ "وكالة سند للأنباء": "قوات الاحتلال تقتحم المخيم وسط عمليات تخريب متعمدة للمباني السكنية وتجريف الشوارع، ما أدى لتعطيل شبكة المياه والصرف الصحي، وإطلاق النار على المدارس والمنازل، إضافة للاستهداف المباشر للمواطنين بالرصاص وعمليات والقتل بدم بارد، عدا عن حالة الرعب بين الأطفال والنساء".

وتتعمد قوات الاحتلال استهداف محولات الكهرباء ما يؤدي بدوره لتعطيل شبكات المياه وزيادة معاناة المواطنين في ظل ارتفاع الحرارة، وفق "سلامة".

362368941_295269476496404_7362891529683678616_n.jpg
 

ويُضيف أنّ : "الحركة المرورية داخل المخيم تضررت نتيجة تجريف الشوارع، وانقطاع الكهرباء يعرض المرضى ممن يعيشون على الأكسجين للخطر، كما أن طبيعة الاكتظاظ داخل المخيمات تضاعف من المعاناة خلال قطع الكهرباء".

وتتعطل المحال التجارية داخل المخيم عقب استهدافها، ليصاب المخيم بحالة شلل، تبعًا لتعبيره، مشددًا أنّ "الاحتلال يهدف للتضييق على المواطنين من خلال سياسة العقاب الجماعي التي يتبعها؛ لدفع الناس وخصوصًا الشباب، للهجرة وترك وطنهم".

وشهدت طولكرم ومخيماتها ظهورًا بارزًا للمجموعات والكتائب المقاومة، التي تتصدى بدورها لاقتحامات قوات الاحتلال وتخوض اشتباكات مسلحة معه.

ومنذ بداية العام الجاري، ارتقى 11 شهيدًا من طولكرم، أحدهم خلال عمليات الإعداد والتجهيز.

رفع تكلفة العمل النضالي..

من جانبه، يرى مدير مؤسسة يبوس للأبحاث والدراسات الاستراتيجية سليمان بشارات، إن الاحتلال يسعى من استخدام منهجية التدمير في المنشآت والمصالح العامة لتحقيق أمرين؛ الأول: رفع تكلفة العمل النضالي الفلسطيني، وفقا للحسابات المادية، بحيث يصبح المواطن البسيط يقارن ما بين ما حققه العمل النضالي وما بين نسبة الخسارة المادية التي يقوم بتنفيذها الاحتلال.

وهذا بالتالي يقود للهدف الثاني؛ وفق "بشارات"، وهو "إحداث حالة جدال ونقاش مجتمعي داخلي للتشكيك بجدوى استمرار العمل النضالي ضد الاحتلال بهذه الوسائل، الأمر الذي يمكن أن يحدث حالة من الضعف النفسي والمعنوي لمن يرغب أن يمارس العمل النضالي مستقبلا".  

ويتابع حديثه لـ "وكالة سند للأنباء": "أما الهدف الأساس كله من ذلك هو محاولة نزع مفهوم الثقة الشعبية بأسلوب المقاومة المتبع، وبالتالي إضعاف الحاضنة الشعبية للمقاومة، وجعل من يمارس العمل المقاوم هو حالة خارج الإطار المألوف، لأن عمله سيترتب عليه خسارة عالية للمجتمع".

ولجأ الاحتلال لهذا الأسلوب ضمن استراتيجية إضعاف الحاضنة الشعبية للعمل النضالي الفلسطيني عبر تاريخ القضية منذ الاحتلال عام 1948 وحتى الآن، وما زال يمارسه؛ لأنه يتعلق بالجوانب النفسية للمواطنين، وهو غريزة يمكن للاحتلال الدخول من خلالها لتغيير ثقافة المجتمع، تبعًا لـ "بشارات".

ويكمل: "هذه السياسة تتوافق مع كثير من الاستراتيجيات التي اتبعت في تطويع الشعوب، وهي تتلاقى مع أهداف عمليات هدم المنازل، وفرض الحصار والإغلاق الشامل على المدن أو المحافظات التي تنشط في العمل المقاوم، وبالتالي تحقيق مفهوم العقاب الجماعي".

ويختم بالقول: "صحيح أن هذه الاستراتيجية فشلت عبر التاريخ، إلا أن الاحتلال يعوّل من استمرارية استخدامها إلى إحداث أي نسبة وحتى إن كانت قليلة بأن ذلك يمكن أن يتعزز مستقبلا".

381538478_907295190759886_198681861787186132_n.jpg

362401853_316668457570175_6883675243809810975_n.jpg