الساعة 00:00 م
السبت 27 ابريل 2024
22° القدس
21° رام الله
21° الخليل
25° غزة
4.79 جنيه إسترليني
5.4 دينار أردني
0.08 جنيه مصري
4.1 يورو
3.83 دولار أمريكي
4

الأكثر رواجا Trending

جيش الاحتلال يُعلن مقتل "رائد" شمال قطاع غزة

فلسطيني يحول موقعاً عسكرياً مدمراً إلى مسكن لعائلته النازحة

بعد انهيار القطاع الصحي..

مستشفيات غزة تعمل بين الركام والأطباء يُفاضلون بين الجرحى

حجم الخط
مستشفيات غزة.webp
أحمد البيتاوي- وكالة سند للأنباء

قصف للمستشفيات والمراكز الطبية وسيارات الإسعاف، استشهاد لمئات الكوادر الطبية، واستنزاف جسدي ونفسي متواصل لمن بقي منهم على قيد الحياة، نقص حاد في المستلزمات الطبية والأَسرة والوقود، اكتظاظ في غرف العمليات وأقسام الطوارئ، وتحوّل المشافي لمراكز إيواء لنازحين ومهجرين.

هكذا يبدو المشهد اليوم في غزة، غمامة سوداء وثقيلة كثقل القذائف الإسرائيلية تلف القطاع الصحي، وخطوات قليلة تفصلنا عن وقوع أكبر كارثة صحية في التاريخ المعاصر.

كل ذلك وغيره الكثير، دفع وزارة الصحة الفلسطينية للإعلان، عن انهيار المنظومة الصحية بشكل كامل في قطاع غزة.

واستهدفت طائرات الاحتلال، صباح اليوم السبت، والليلة الماضية، محيط المستشفى الأندونيسي، ومحيط مستشفى الكلى شمالي القطاع، بعدة غارات، كما استهدف قصف مدفعي مركز محيط مستشفى الشفاء.

استشهاد 60 كادر طبي

أحد أسباب الانهيار، وفقاً لوزارة الصحة، كان نقص الكادر البشري، حيث قتل الاحتلال 60 طبيباً ومسعفاً وممرضاً، وأصاب أكثر من 110 بجراحات مختلفة، ودمر 25 سيارة إسعاف.

إضافة لتوقف توريد المستلزمات الطبية الضرورية الهامة كمثبّتات العظام ومواد التخدير والمعقمات والمضادات الحيوية.

وتعرضت بعض المستشفيات للقصف والتدمير كما حصل للمستشفى الأهلي المعمداني، والمستشفى الدولي للعيون، واستهداف مستشفى الشهيد محمد الدرة، عدا عن قصف يومي يطال محيط المشافي ومرافقها، كل ذلك أدى لخروج 15 مستشفى و32 مركزاً للرعاية الصحية عن الخدمة.

كما انهارت مستشفيات أخرى بعد أن تحولت لمراكز إيواء تضم حوالي ربع مليون مواطن هربوا من القصف وبعد أن فقدوا منازلهم، ولا يتوفر في هذه المشافي الحد الأدنى من مقومات الحياة أهمها مياه الشرب والمراحيض ووسائل النظافة والمعقمات.

أكبر كارثة بالعصر الحديث..

وعن هذا الوضع المأساوي الذي حلّ بالقطاع الصحي، يقول مدير المشفى الكويتي صهيب الهمص:"يعيش قطاع غزة اليوم أكبر كارثة صحية في العصر الحديث، وعندما نتحدث عن انهيار القطاع الصحي فهذا يعني أن أرواح آلاف الناس مهددة بالخطر".

ويكمل: "عندما نتحدث عن انهيار القطاع الصحي هذا يعني عدم القدرة على تقديم الخدمة الطبية لمحتاجها بالشكل المطلوب (...) بعض الحالات لا تستكمل علاجها ونقوم بإخراجها من المشفى قبل الموعد لإفساح المجال أمام الحالات الأكثر إلحاحاً".

ويشير الهمص إلى أن أقسام الطوارئ وغرف العمليات مشغولة بالكامل وفوق طاقتها الاستيعابية بأضعاف كثيرة، حتى أن بعض المصابين والمرضى باتوا يفترشون الأرض.

ويتابع "الهمص" حديثه لمراسلنا، قبيل قطع الاتصال والانترنت عن غزة بعد ساعات:" وصلنا اليوم لمرحلة المفاضلة بين الحالات المصابة، نقدم العلاج للحالات التي نرى أن لها فرصة بالحياة والنجاة، ونأخر تلك الميؤوس منها".

رائحة الموت تنبعث من تحت الركام

ويضيف:"رائحة الموت تنبعث في كل مكان، آلاف الجثث لا تزال أسفل الركام والهدم وبدأت بالتحلل، هذا ينذر بانتشار الأوبئة والأمراض".

ويشدد الهمص على أن المساعدات التي وصلت القطاع لا تشكل قطرة في بحر ما تحتاجه غزة.

ويردف معاتباً: "وصلتنا فحوصات كورونا وأكفان وكراتين فارغة داخل شاحنة كبيرة، هذا كله جزء من مسرحية الاحتلال لإسكات العالم عن الجرائم التي يرتكبها بحق غزة".

ويختم بالقول: "تجاوز الاحتلال كل الخطوط الحمراء وداس على الأعراف والقوانين الدولية، يقصف المستشفيات ويقتل كل من فيها، هذا فعل لا يتصوره عقل إنسان".

الوقود أولاً.. شريان حياة

وفي ذات الإطار، يتحدث مدير المستشفى الأندونيسي شمال قطاع غزة عاطف الكحلوت، عن أهم الأولويات التي يحتاجها القطاع الصحي حتى لا يصل إلى مرحلة الانهيار الشامل والكامل، مشيراً إلى أن الوقود المشغل للمولدات هو أهم ما يحتاجه القطاع الطبي في هذه الأثناء.

ويضيف في حديثه لـ "وكالة سند للأنباء": "بعد انقطاع التيار الكهربائي عن قطاع غزة نتيجة عدم سماح الاحتلال بإدخال الوقود، تحولّ هذا الأخير لشريان حياة لمئات وربما آلاف الجرحى في غرف العناية المكثفة".

ويتابع الكحلوت: "تواصلت الجهات الطبية من خلال الصليب الأحمر ووكالة الغوث مع منظمة الصحة العالمية وهيئة الأمم المتحدة لتوفير الوقد بشكل عاجل، لكن دور هذه المنظمات لا يزال سلبياً لأنها خاضعة لإرادة الدول الكبرى".

وعن دور وزارة الصحة في رام الله، يوجه "الكحلوت" مطالبته لوزيرة الصحة مي كيلة بعدم الاكتفاء بنشر بيانات الشجب والاستنكار، متسائلًا: "ما الذي يمنعها من تجهيز وإرسال شاحنات وكوادر طبية من الضفة إلى غزة، ما الذي يمنعهم من مجرد المحاولة فقط؟".

ووفقاً للكحلوت فإن الكادر الطبي في القطاع من أطباء وممرضين ومسعفين، مستنزفون بدنياً ومعنوياً بشكل كامل، يعلمون على مدار الساعة منذ 19 يوماً، بعضهم استشهد وبعضهم الآخر فقد أقاربه وتفاجئ بهم في أقسام الطوارئ.

ويطالب مدير المستشفى الأندونيسي المؤسسات الدولية بتحمل مسؤوليتها والإسراع بإدخال الوقود والمستلزمات الطبية العاجلة وإخراج الحالات الصعبة للعلاج في الخارج.