قالت حركة "حماس" إن المجازر التي يرتكبها جيش الاحتلال هي ترجمة عملية للتصريحات التي أدلى بها مؤخرا عدد من المسؤولين الإسرائيليين، وهي تصريحات من المفترض أن تضع أصحابها في زنازين محكمة الجنايات الدولية.

جاء ذلك، اليوم الاثنين، خلال مؤتمر صحفي عقدته حركة حماس في العاصمة اللبنانية بيروت، في اليوم الـ 31 للعدوان الإسرائيلي على قطاع غزة.

ولفت القيادي بحركة "حماس" أسامة حمدان خلال المؤتمر الصحفي إلى تصريحات المسؤولين الإسرائيليين، وآخرهم وزير التراث المتطرف أميخاي إلياهو الذي قال بأن "إلقاء قنبلة نووية على غزة قد يكون حلاً للخلاص من غزة".

واعتبر أن ما قاله إلياهو "هو تماما ما يفكر به ويمارسه نتنياهو وجيشه وحكومته في مجزرة القرن وهولوكوست غزة".

وحمّل الإدارة الأمريكية، خاصة الرئيس بايدن المسؤولية المباشرة عن حرب الإبادة الجماعية التي يتعرض لها الشعب الفلسطيني.

واستعرض حمدان أحدث الإحصاءات المتعلقة بأعداد الشهداء والجرحى جراء العدوان المتواصل، وقال إن "هذه الأعداد المروّعة من الضحايا، خلال شهر فقط، تتحمل الإدارة الأمريكية المسؤولية عنها عبر الضوء الأخضر الذي منحته للاحتلال لارتكاب المزيد من المجازر بسلاح أمريكي".

وأكد أن الإدارة الأمريكية متواطئة مع الاحتلال كذلك في إفشال الجهود الرامية لتحقيق هدنة إنسانية أو وقف العدوان.

وأضاف: "هذا يعني أن الرئيس بايدن يريد إطالة أمد العدوان وحرب الإبادة على شعبنا، ظناً منه أننا سنرفع الراية البيضاء له، أو أن شعبنا الفلسطيني العظيم سينكسر، وهو واهم".

أكاذيب وتهديدات للمستشفيات

وتطرق حمدان إلى التهديدات التي أطلقها الناطق باسم جيش الاحتلال بقصف المستشفيات في غزة.

وقال إن الناطق باسم جيش الاحتلال الذي خرج مهددا بقصف المستشفيات بغزة، ساق مجموعة من الأكاذيب، وصوراً قديمة للمنشآت، بعضها يعود لـ10 سنوات مضت، ليقول أن المقاومة تتخذها ساتراً لإطلاق الصواريخ، ولأنفاق المقاومة.

وأكد أن رواية الاحتلال كاذبة ومحض افتراء، "وهم يبحثون عن ذرائع ليبرّروا قصفهم للمستشفيات، لتدمير القطاع الطبي، للضغط على شعبنا لتهجيره من أرضه".

وقال إن الاحتلال يظن أنه بمجرد عرض بعض الصور والصوتيات المفبركة قادر على خداع العالم، ودفعهم لتصديق روايته الكاذبة كما حاول عندما ارتكب مجزرة المعمداني، "ومن الواضح أن عقدة الفشل التي يعاني منها منذ 7 أكتوبر، تلاحقه في سخافة ما يعرضه أمام الإعلام والرأي العام".

وأشار إلى أن تلك المستشفيات تم إنشاؤها بإشراف المتبرعين، وتحت بصر العديد من المؤسسات الدولية، وهي مفتوحة على مدار الساعة لكل الزوار والصحفيين والمؤسسات الدولية.

وقال: "ندعو الأمين العام للأمم المتحدة لتشكيل لجنة دولية لزيارة المستشفيات للوقوف على كذب رواية الاحتلال ومزاعمه، كما أن المستشفيات مفتوحة أمام كافة المؤسسات الدولية، ليعلم العالم أن الاحتلال يكذب ويكذب، ويرتكب مجزرة بحق المرضى والجرحى كأحد أشكال الإبادة الجماعية بحق شعبنا في قطاع غزة".

ولفت إلى أن الاحتلال دمّر حتى الآن قرابة الربع مليون وحدة سكنية، وهجّر سكانها من العائلات والأطفال، ولاحقهم في مراكز الإيواء بالتهديد والقصف، ويتذرع بأنه حذّرهم وطلب منهم التوجه جنوباً.

ومع ذلك قصفوا العائلات والأطفال على الطرق أثناء توجههم جنوب مدينة غزة، بل قصفوهم وهم موجودين في المحافظات الوسطى والجنوبية.

الحراك الأمريكي لإدارة غزة بعد العدوان

وتناول حمدان التقارير التي تفيد بسعي الولايات المتحدة لرسم مستقبل غزة، وإدارتها بعد انتهاء العدوان.

وقال: "نحذّر كافة الأطراف من التساوق مع هذه المحاولات المشبوهة التي تسعى لفرض وصاية على شعبنا يكون فيها الاحتلال صاحب الكلمة العليا".

وأضاف: "لن يسمح شعبنا أن تمرّر الولايات المتحدة مخططاتها، بإيجاد قيادة على مقاسها وعلى مقاس الاحتلال.. ولن يقبل شعبنا بحكومة (فيشي) جديدة، وبمن يأتينا على دبابة إسرائيلية أمريكية".

وشدد على أن "لا وصاية على شعبنا الفلسطيني العظيم، وهو وحده من يقرر من يحكمه، ولا وصاية لا لأمريكا ولا للاحتلال ولا أي طرف خارجي على إرادة شعبنا".

وقال أن حماس ومعها الشعب الفلسطيني، لن يقبلوا "إلا بإنجاز وتحقيق تطلعاته الوطنية، وحقه في تقرير المصير بإقامة الدولة الفلسطينية وعاصمتها القدس".

وأضاف: "حماس باقية.. وستبقى ضمير شعبنا وتطلعاته.. ولن تستطيع قوة في الأرض انتزاعها أو تهميشها، ومخططات أمريكا والاحتلال أضغاث أحلام".

وذكّر من يسعون لعزل حماس أو إنهاء وجودها، "بأن حماس امتداد لشعبنا الفلسطيني وجزء أصيل منه وتعبير عن نضاله ضد المحتل، وسيفشل كل متآمر عليها وعلى قوى المقاومة الفلسطينية".

بطولات المقاومة وصمود الشعب

وأكد أن كتائب القسام والمقاومة الفلسطينية تقاتل جيش الاحتلال على كافة الجبهات، وتوقع فيه خسائر كبيرة في عتاده وعديده.

وقال "شاهدتم كيف يقوم مجاهدو كتائب القسام باستهداف دباباتهم المحصّنة بقذائف الياسين محلية الصنع، وتدمر مركبة النمر التي يتباهى بها العدو أمام العالم، وشاهدتم كيف رفع المجاهدون علم المقاومة فوق آلياتهم العسكرية".

وأكد أن خسائر جيش الاحتلال أكبر بكثير مما يعلنه، وأن ما يعلنه هو جزء يسير من الحقيقة، وما يخفيه أعظم، "وأحد أسباب عمليات القصف الوحشي على غزة هو فشلهم في ميدان المعركة".

وتابع: "أمام هذه الفاشية والإجرام غير المسبوق في العصر الحديث، نؤكد أن المقاومة ستبقى شوكة في حلق الاحتلال الزائل، وغزة ستكون مقبرة للغزاة".