مع دخول الحرب الإسرائيلية المدمرة على قطاع غزة شهرها الثاني، ومع استمرار الفظائع المروعة، تبدو دائرة المقاطعة الدولية لـ "إسرائيل" في اتساع.

تسع دول أجنبية وإفريقية وإسلامية وعربية أعلنت خلال الأسبوعين الماضيين استدعاء سفيرها في دولة الاحتلال أو قطع علاقتها بشكل كامل، احتجاجاً على الممارسات التي ترتكبها آلة الحرب الإسرائيلية في غزة.

وتأتي هذه التطورات الدبلوماسية بين عدد من الدول ودولة الاحتلال بعد حصول تحول واضح في الرأي العام الدولي، وانتقاله من مرحلة التعاطف والتأييد لإسرائيل بعد أيام من 7 أكتوبر إلى مرحلة التعاطف مع القضية الفلسطينية بعد تصاعد المجازر والدمار في قطاع غزة.

وخلال الأسابيع الماضية خرجت في عدد من الدول الأجنبية الداعمة لـ "إسرائيل" في مقدمتها الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا وألمانيا وإيطاليا، مسيرات شارك فيها مئات آلاف المتضامنين مع فلسطين.

وتظهر دراسة أعدها خبير الاتصال الاستراتيجي عبد الرحمن الحسامي حول تفاعل رواد مواقع التواصل الاجتماعي مع الحرب على غزة، أن نسبة المؤيدين لدولة الاحتلال خلال الفترة ما بين 7-19 تشرين أول/ أكتوبر بلغت 51.1%، مقابل 48.9% لفلسطين.

لتصبح هذه النسبة خلال الفترة ما بين 20 تشرين أول/ أكتوبر- 2 تشرين ثاني/ نوفمبر 37.1% مؤيدة لإسرائيل، مقابل 62.9% مؤيدة لفلسطين.

9 دول تعرفوا عليها

"وكالة سند للأنباء" تستعرض في المادة التالية هذه الدول والمواقف التي صدرت عنها:

1-بتاريخ 31/10/2023 أعلنت كولومبيا، وعلى لسان رئيسها "جوستابو بيترو" استدعاء سفير بلاده لدى "إسرائيل" بسبب الأوضاع في غزة.

وقال بيترو عبر منصة "إكس": "قررت استدعاء سفيرنا لدى إسرائيل (...) إذا لم تتوقف المذبحة التي تُرتكب بحق الشعب الفلسطيني فلن نتمكن من البقاء هناك".

العلاقة المتوترة بين دولة الاحتلال وكولومبيا بدأت في الأيام الأولى من الحرب، حينما اتهمت إسرائيل رئيس الدولة بـ "تعريض حياة اليهود للخطر، وتشجيع الأفعال المروعة لحركة حماس الإرهابية"، بعدما شبّه ممارسات إسرائيل بـ "النازية".

2-بتاريخ 31/10/2023: استدعت تشيلي سفيرها في "إسرائيل" للتشاور، بسبب ما وصفتها بـ "انتهاكات للقانون الإنساني الدولي" في قطاع غزة.

وجاء في بيان لوزارة الخارجية: "تدين تشيلي بشدة وتراقب بقلق بالغ هذه العمليات العسكرية"، معتبرة أن العمليات الإسرائيلية بمثابة عقاب جماعي للسكان المدنيين في غزة.

كما دعت الوزارة أيضاً إلى "وقف فوري للأعمال القتالية، وإطلاق سراح الرهائن الذين تحتجزهم حركة حماس، بجانب السماح بعبور المساعدات الإنسانية لسكان القطاع".

3-بتاريخ 31/10/2023: اتخذت بوليفيا، خطوة قوية حين قطعت علاقاتها الدبلوماسية مع "إسرائيل" بشكل كامل.

وأعلنت وزارة الخارجية قطع العلاقات الدبلوماسية مع "إسرائيل"، واتهمتها بارتكاب "جرائم ضد الإنسانية" خلال عملياتها في قطاع غزة.

وكانت بوليفيا قد قطعت من قبل علاقاتها الدبلوماسية مع "إسرائيل" عام 2009 بسبب حرب غزة آنذاك، وتم استئناف العلاقات مجدداً عام 2020.

4-بتاريخ 3/11/2023: أعلن وزير خارجية هندوراس، استدعاء الحكومة سفيرها لدى "إسرائيل" للتشاور في ضوء الوضع الإنساني في قطاع غزة.

وقالت الخارجية: "نظراً للوضع الإنساني الخطير الذي يعيشه السكان المدنيون في قطاع غزة، قررت الحكومة استدعاء سفير جمهورية هندوراس في إسرائيل على الفور، لإجراء مشاورات في العاصمة تيجوسيجالبا".

دولة عربية وإسلامية

وبعد هذه المواقف التي صدرت عن دول في أمريكا الجنوبية والوسطى، بدأت الدول العربية والإسلامية بالدخول على خط سحب السفراء، في خطوة تبدو متأخرة بعض الشيء.

5-فبتاريخ 1/11/2023: أعلن الأردن، استدعاء سفيره بشكل فوري من "إسرائيل"، بسبب استمرار العمليات العسكرية في قطاع غزة.

وجاء في بيان لوزارة الخارجية الأردنية، أن القرار يأتي "تعبيراً عن موقف الأردن الرافض والمدين للحرب الإسرائيلية المستعرة على غزة، والتي تقتل الأبرياء، وتسبب كارثة إنسانية غير مسبوقة، وتحمل احتمالات خطرة لتوسعها، مما يهدد أمن المنطقة والسلم الدولي".

6-وبتاريخ 2/11/2023: أعلن مجلس النواب البحرين مغادرة السفير الإسرائيلي للمملكة، وعودة سفيرها من "إسرائيل"، إضافة إلى "وقف العلاقات الاقتصادية معها".

وأكد المجلس على أن "استمرار الحرب والعمليات العسكرية، والتصعيد الإسرائيلي في ظل عدم احترام القانون الدولي، يدفعانه إلى المطالبة بالمزيد من القرارات والإجراءات التي تحفظ حياة وأرواح الأبرياء في غزة وكافة المناطق الفلسطينية".

يشار إلى أن مملكة البحرين إحدى الدول التي شاركت في اتفاقيات التطبيع مع دولة الاحتلال التي انطلقت العام 2020 والتي عرفت باسم "اتفاقية ابراهيم"، إلى جانب الامارات والمغرب والسودان.

7-بتاريخ 4/11/2023: أعلنت وزارة الخارجية التركية إن تركيا استدعت سفيرها لدى "إسرائيل"، للتشاور بسبب الأزمة الإنسانية في قطاع غزة والعدوان الإسرائيلي المستمر عليه.

وأضافت الوزارة أن سبب الاستدعاء هو عدم استجابة الجانب الإسرائيلي لمطالب وقف إطلاق النار ومواصلته الهجمات على المدنيين، وعدم سماح "إسرائيل" بدخول المساعدات الإنسانية إلى غزة بشكل دائم ومتواصل.

8-بتاريخ 4/11/2023: أعلنت الخارجية التشادية استدعاء القائم بالأعمال في "إسرائيل" للتشاور بسبب "قتل المدنيين الأبرياء في قطاع غزة".

وقالت الوزارة في بيان: "تدين تشاد الخسائر في أرواح المدنيين الأبرياء وتدعو إلى وقف إطلاق النار بما يؤدي إلى حل دائم للقضية الفلسطينية. ونتيجة لذلك تقرر استدعاء القائم بالأعمال في إسرائيل للتشاور".

9-بتاريخ 6/11/2023: أعلنت حكومة جنوب إفريقيا، استدعاء دبلوماسييها في تل أبيب، للتشاور بسبب العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة.

وقالت الوزيرة المكلفة بالشؤون الرئاسية:" إن حكومة جنوب إفريقيا قررت سحب جميع دبلوماسييها من تل أبيب للتشاور"، وأكدت خيبة أمل الحكومة مع استمرار القصف الإسرائيلي على المدارس والمستشفيات وقتل الأطفال والمدنيين في قطاع غزة.

خارجية الاحتلال تجلي طواقمها

وإلى جانب استدعاء هذه الدول للسفراء وقطع علاقتها بدولة الاحتلال، أعلنت هذه الأخيرة إجلاء طواقم سفارتها في مصر والمغرب بسبب المظاهرات التي شهدها البلدين احتجاجاً على الحرب في غزة.

كما أصدرت الخارجية الإسرائيلية أوامر لـ 20 سفارة تابعة لها حول العالم، وتحديداً في أوروبا وأميركا اللاتينية بأن يبقوا في منازلهم، على خلفية موجة السخط التي تنتاب الشارع الدولي والإسلامي والعربي ضد ممارسات الاحتلال.