الساعة 00:00 م
الخميس 02 مايو 2024
22° القدس
21° رام الله
21° الخليل
25° غزة
4.71 جنيه إسترليني
5.3 دينار أردني
0.08 جنيه مصري
4.03 يورو
3.76 دولار أمريكي
4

الأكثر رواجا Trending

أطفال غزة يدفعون ثمن الأسلحة المحرمة

معروف: معلبات مفخخة يتركها الاحتلال بمنازل غزة

بالفيديو أسواق غزة .. محال وبسطات بلا بضائع وتدوير للمساعدات

حجم الخط
نازحون.jpg
غزة - وكالة سند للأنباء

أعادت الحرب الإسرائيلية المدمرة تشكيل الأسواق في غزة، مع استمرار نفاد كثير من السلع والبضائع الأساسية اللازمة للأسر الفلسطينية، رغم زيادة كميات المساعدات الواردة إلى القطاع تنفيذا لبنود اتفاق الهدنة الإنسانية بين المقاومة الفلسطينية والاحتلال الإسرائيلي.

ويحرم حصار الاحتلال التجار من استيراد أي نوع من السلع أو البضائع جراء الحصار الإسرائيلي المشدد المفروض على القطاع منذ 7 تشرين الأول/ أكتوبر، في حين يلجأ بعض المواطنين النازحين لبيع بعض ما يستلمونه من مساعدات لتأمين احتياجات أخرى.

نفاد السلع والبضائع

وأصبح مصطلح " فش "(لا يوجد) أكثر الكلمات المتداولة داخل الأسواق وفي متاجر الجملة والقطاعي في مختلف محافظات قطاع غزة الخمس.

يقول التاجر عماد أبو طه وهو يجلس خلف بعض الأصناف المتبقية في محلة بسوق رفح "من 50 يوما لم تدخل إلى غزة أي بضائع ومعظمها دفع ثمنها التجار للمستوردين".

ويضيف لوكالة سند للأنباء: "لم يسبق أن رأينا البلد بهذا الشكل، أنا طول عمري في السوق ولم أعيش هذا الوضع الكارثي من قبل. وضع الحرب أثرا على حركة استيراد البضائع والحركة التجارية بشكل عام".

ويشير إلى أن ما يدخل من مساعدات وأغذية من معبر فج مع مصر يذهب لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين الأونروا وتوزعه عبر طرود غذائية على الأسر النازحة والأشد فقرا ونحن لم يصلنا شيء.

ورغم ذلك، يؤكد أبو طه أن الفلسطينيين بمختلف أطيافهم ورغم الحصار والحرمان والتجويع يقفون خلف المقاومة ومستعدون لدعمها بكل ما يمتلكون.

ونفدت كثيرا من السلع الأساسية مثل الخميرة والذرة والنشا والشعرية والمعكرونة والأجبان بمختلف أنواعها، وكافة أنواع الشكولاتة والبسكويت، والعصائر والمشروبات الغازية وحتى ملح الطعام بالكاد يمكن الحصول عليه.

استهداف الأسواق وتجويع الفلسطينيين

وتحولت الأسواق إلى أهداف عسكرية، إذ شن الطيران الحربي الإسرائيلي سلسلة غارات خلال الحرب على عدد من الأسواق خصوصا في الجزء الشمالي من القطاع.

واستشهد 60 فلسطينيا وأصيب العشرات بجراح مختلفة جراء غارة إسرائيلية على سوق مخيم جباليا يوم التاسع من الشهر الجاري ووفق توثيق صادر عن وزارة الصحة الفلسطينية في غزة.

وقال إبراهيم حمادة وهو أحد المصابين جراء قصف السوق المذكور "الاحتلال يعتقد أن قصف الأسواق وتجويع أهل غزة راح يدفعهم للاستسلام لكن أنا أقول لهم فشرعوا (خاب ظنكم) لأن كل بيت في غزة مع المقاومة ويدعم المقاومة ويشارك في مقاومة العدوان".

وكان قطاع غزة يعتمد قبل الحرب على البضائع والسلع التي يتم استيرادها من الخارج عبر معبر كرم أبو سالم الخاضع لسيطرة الاحتلال الإسرائيلي في جنوب قطاع غزة.

لكن المعبر المذكور توقف عن إدخال أي شيء من احتياجات القطاع بشكل تام تنفيذ لقرار حكومة الاحتلال الإسرائيلي يوم 11 تشرين الأول/ أكتوبر الماضي.

بيع فائض المساعدات

ومع دخول التهدئة الإنسانية يومها الثاني، يواصل محمد رضوان بيع الفائض من المساعدات الإنسانية التي توزع على الناجحين في ميدان رفح الرئيسي.

يقول رضوان لوكالة سند للأنباء "كل يوم أقوم بجولة على مراكز الإيواء وأشتري من النازحين قوارير المياه المعدنية وزيت الطهي والأرز والسكر والمعلبات ومن ثم أبيعها في الشارع هنا ولا يتجاوز ربحي في أي سلعة أكثر من نصف شيكل (الدولار 3.7 شيكل)".

ويضيف أن السوق أصبح اليوم يعتمد على من يمتلك السيولة المالية والقدرة على إقناع النازحين ببيع ما يفيض عنهم من مواد غذائية.

ويوضح أن بعض الأصناف بدأ يخسر فيها مع زيادة دخول كميات المساعدات من معبر رفح مع مصر مع استمرار سريان اتفاق الهدنة الإنسانية بين المقاومة الفلسطينية والاحتلال الإسرائيلي.

ويشير إلى أنه اشترى كمية كبيرة من قوارير المياه (الصندوق 8 زجاجات) مقابل 18 شيكلا لكل صندوق واليوم يتم بيع صندوق قوارير المياه ب15 شيكلا فقط بعد توزيع الأونروا كميات كبيرة على الأسر النازحة.

ودخل اتفاق التهدئة التي ينص على وقف الأعمال العسكرية على مدار ويستمر لأربعة أيام متواصلة برعاية قطرية ومصرية ودعم أمريكي، يومه الثاني اليوم السبت.

ويتضمن الاتفاق إطلاق 50 أسيرا إسرائيليا من غزة مقابل الإفراج عن 150 أسيرا فلسطينيا من سجون الاحتلال الإسرائيلية، وإدخال مئات الشاحنات المحملة بالمساعدات الإنسانية والإغاثية والطبية والوقود إلى كل مناطق القطاع.

صمود وتحد

ودخلت نحو 200 شاحنة مساعدات بينها أربع شاحنات محملة بغاز الطهي وثلاث شاحنات محملة بالوقود من معبر رفح البري مع مصر إلى قطاع غزة أمس الجمعة، وفق ما أعلنت هيئة المعابر والحدود في غزة.

ومن المقرر دخول 200 شاحنة جديدة إلى غزة من خلال معبر رفح مع مصر اليوم أيضا.

وكان قطاع غزة يحتاج قبل الحرب ما بين 450 إلى 500 شاحنة يوميا لتغطية احتياجات سكانه البالغ عددهم 2.3 مليون نسمة وفق ما تقول لجنة متابعة العمل الحكومية التي تدير غزة.

وعلى مدار أسابيع العدوان الإسرائيلي السبعة الماضية، اعتمد السكان على ما تبقى من البضائع والسلع التي كان يخزنها التجار وبعضها تضاعفت أسعارها إلى 30 بالمئة مثل القهوة ودقيق القمح (الطحين).

واستلم سلامة أبي غالي الذي يميل أسرة من 9 أفراد، أربعة أكياس طحين من مركز توزيع تابع للأونروا في خان يونس اليوم، وقال وهو ينقلها إلى منزله في حي الأمل "نحن صامدون ومرابطون وجميعان فداء للمقاومة".

وأفرجت الأونروا التي أصبحت مسؤولة عن توزيع المساعدات الإغاثية لأهالي غزة الأسبوع الماضي، عن الطحين وبدأت بتوزيعه على الأسر الفلسطينية بنظام الفئات.

وسكب محمد حسنين وهو بائع مشروبات ساخنة آخر حفنة قهوة يمتلكها في طنجرة متوسط الحجم وأسفلها موقد نار يلقم بالحطب، تمهيدا لبيعها لزبائنه الذين كانوا ينتظرون دورهم من أجل الحصول على الطحين.

ووفق حسنين؛ فإن الحصول على القهوة الآن أصبح مهمة مستحيلة لارتفاع أسعارها ونفادها من الأسواق، وبقي يردد على مسامع زبائنه "هذا أخر كاسة قهوة يمكن أن تشتريها من هنا اليوم".