الساعة 00:00 م
الخميس 02 مايو 2024
22° القدس
21° رام الله
21° الخليل
25° غزة
4.67 جنيه إسترليني
5.26 دينار أردني
0.08 جنيه مصري
4 يورو
3.73 دولار أمريكي
4

الأكثر رواجا Trending

أطفال غزة يدفعون ثمن الأسلحة المحرمة

معروف: معلبات مفخخة يتركها الاحتلال بمنازل غزة

بالصور أطفال ناجون يرون مأساتهم جراء قصف الاحتلال على غزة

حجم الخط
أطفال غزة (2).jpg
رفح/ خاص وكالة سند للأنباء

بدت علامة الصدمة والذهول على ملاح أربعة أطفال كانوا يتلقون العلاج قسم الطوارئ في مستشفى أبو يوسف النجار في مدينة رفح جنوب قطاع غزة وبعضهم ظل يصيح طلب لرؤية عائلته.

ووصل هؤلاء وهم من الذكور والإناث، وهم يصرخن ويرتجفون من شدة الخوف بعدما قصفت الطائرات الحربية الإسرائيلية منزلهم المكون من أربعة طوابق في شمال رفح.

وعمل الأطباء والممرضون المناوبون في قسم الطوارئ على التهدئة من روع هؤلاء الأطفال وأعمارهم لا تتجاوز 13 عاما، قبل تشخيص إصاباتهم وتوزيعهم على الأقسام المختلفة في المستشفى الأكبر في المدينة المتاخمة للحدود مع مصر.

أريد عائلتي

ويقول الطفل وسام شندر وهو مستلق على الأرض لوكالة سند للأنباء "كنت نائم، وصحيت (استيقظت) على أصوات الانفجارات التي دمرت واجهة منزلنا وجميع نوافذه... لقد اهتز منزلنا أكثر من مرة وسقطت بعض الشظايا بجانبي".

ويضيف شندر (12 عاما) ويعاني من كدمات في يده اليسرى "الاحتلال قصف بيت جيران بعدد كبير من الصواريخ والبيت كان داخلة خمس عائلات وبينهم صديقي يزن".

طفل.jpg
 

وتابع هو يبكي بحرقة بعدما علم أن صديقه استشهد "كنت ألعب معه قبل القصف بساعات، ولما نقلنا الإسعاف من منزلنا إلى المستشفى أبلغوني أن يزن بخير".

والطفل يزن اليازوري هو واحد من 15 فردا استشهدوا جراء قصف منزل عائلته بثلاثة صواريخ دون إنذار مسبق صباح اليوم.

وقالت الطفلة سندس الشاعر التي كسا الغبار جسدها بينما تعاني من جرح قطعي في الرأس: إن "جميع أفراد عائلتها أصيبوا وبعضهم استشهد جراء القصف رغم أن بيتنا لم يكن المستهدف".

وأضافت الشاعر بينما كان يحمل أحد أقاربها كيس المصل "بدي (أريد) أمي وأبي وأخواتي... ودوني (انقلوني) عندهم. هن عايشن (على قيد الحياة) ولا ميتين".

امرأة.jpg
 

وتسببت الغارة الإسرائيلية في تدمير منزل اليازوري بالكامل وتضررت معظم المنازل المتاخمة له جزئيا ونقل عدد من سكانها إلى المستشفى لتلقي العلاج.

ضحايا على مدار الساعة

ويتدفق الجرحى وبينهم نساء وأطفال رضع ومسنون على مدار الساعة إلى مستشفى النجار التي تعانين الطواقم الطبية في داخلة من حالة إنهاك كاملة، لكن خدماتها تتواصل وسط استمرار القصف ورغم نفاد الوقود بسبب الحصار الإسرائيلي على القطاع.

وكثف جيش الاحتلال هجماته برا وبحرا وجوا على جنوب قطاع غزة عقب انتهاء الهدنة الإنسانية التي استمرت سبعة أيام برعاية قطري مصرية أمريكية صباح الجمعة الماضية.

وفي مدينة خان يونس ثاني أكبر مدن القطاع نجا ثلاثة أطفال من عائلة القهوجي بعدما استهدف الطيران الحربي منزلهم أمس الأحد.

طفل (2).jpg
 

وتمكنت فرق الدفاع المدني في المدينة من إنقاذ هؤلاء الأطفال بعد تنقيب استمر لأكثر من 12 ساعة وسط الغارات الإسرائيلية الكثيفة.

وقال الطفل سائد القهوجي الذي كسا الغبار شعرة وجسده: "الطيران الإسرائيلي قصفت البيت بصاروخ واحد أبي لم يكن في المنزل، بينما أنا وأمي وأشقائي الاثنين علقنا تحت الركام حتى تم إنقاذنا من موت محقق".

وقالت والدة القهوجي خلال وجودها في فناء المستشفى لوكالة سند للأنباء "عشنا لحظات قاتله ونحن عالقون. والحمد لله سائد أصيب في قدمه بينما لم يصب أحمد وندى بأي أذى".

وقد أصيبت القهوجي في ساقها الأيمن بشظايا صاروخ، وتلقى الرعاية الصحية ويمكث الآن مع عائلته في فناء المستشفى بعدما أصبحت بلا مأوى.

قتل الأطفال

وأمس الأحد، كتب المدير العام لمنظمة الصحة العالمية عيدروس أدهانوم غيبريسوس على منصة (أكسو)، "زار فريقنا مستشفى ناصر في الجنوب. كان مكتظا بألف مريض، ما يفوق طاقته بثلاثة أضعاف. عدد لا متناه من الناس يبحثون عن ملجأ، يملؤون كل ركن من المنشأة".

وأضاف "الناس يتلقون الرعاية على الأرض، يصرخون من الألم... هذه الظروف هي أكثر من غير ملائمة، لا يمكن تصورها (في مجال) تأمين الرعاية"، مجددا الدعوة إلى وقف النار "الآن".

وتحول الأطفال في غزة إلى أهداف عسكرية للطيران الحربي الإسرائيلي، إذ استشهد أكثر من 6 آلاف طفل، منذ اندلاع العدوان الإسرائيلي الواسع على القطاع في السابع من أكتوبر/ تشرين الأول الماضي.

أطفال غزة.jpg
 

ووفق المكتب الإعلامي الحكومي في غزة ارتكب جيش الاحتلال الإسرائيلي 200 مجزرة بحق العائلات الفلسطينية في قطاع غزة خلال الأربع والعشرين ساعة الماضية.

كما أعلن المتحدث باسم وزارة الصحة في غزة أشرف القدرة، مساء اليوم عن ارتفاع عدد الشهداء إلى 15899 شهيدا، وارتفاع عدد المصابين إلى 42 ألف جريح منذ بدء العدوان الإسرائيلي على القطاع، مبينا أن 70 % منهم أطفال ونساء.

وقال مدير مستشفى النجار في رفح مروا الهمص لوكالة سند للأنباء "منذ صباح الجمعة الماضية يصل إلينا أطفال ونساء ومسنون بين شهيد وجريح. لم تتوقف الطواقم الطبية عن العمل هنا خلال الأيام الماضي للحظة واحدة".

وأضاف الهمص "مع كل يوم جديد في هذه الحرب أشعر بأن أهداف الاحتلال الحقيقية هي قتل أكبر عدد من أطفال غزة".