الساعة 00:00 م
الجمعة 17 مايو 2024
22° القدس
21° رام الله
21° الخليل
25° غزة
4.68 جنيه إسترليني
5.21 دينار أردني
0.08 جنيه مصري
4.02 يورو
3.7 دولار أمريكي
4

الأكثر رواجا Trending

نبيل خلف .. عائد من جحيم التعذيب فقد عائلته بمجزرة المعمداني

استهدفهم الاحتلال بمنطقة أعلنها آمنة

بالفيديو مجزرة عائلة إربيع برفح .. لا مكان آمن في قطاع غزة

حجم الخط
إصابات غزة.jpg
رفح/ تامر حمدي/ وكالة سند للأنباء:

في قسم الاستقبال بمستشفى النجار في رفح، تصرح الفلسطينية سناء إربيع من شد الألم والصدمة، بعد إصابتها في قصف من طائرة حربية إسرائيلية شاليه أوت إليه عائلتها جنوبي قطاع غزة.

وأصيبت إربيع أمس الثلاثاء، خلال استهداف إسرائيلي أدى لاستشهاد وإصابة آخرين داخل المنطقة التي يطلق عليها جيش الاحتلال مصطلح "المنطقة الأمنة".

ووصلت سناء مع آخرين من عائلتها على متن سيارة نصف نقل مدنية، وهم مضرجون بدمائهم، وسط انقطاع الاتصالات والإنترنت وصعوبة وصول سيارات الإسعاف لإنقاذ ضحايا الغارات الإسرائيلية على جنوبي القطاع لليوم السادس على التوالي.

وعلى الأرض وأسرة العلاج تمدد أفراد من عائلة إربيع وبينهم أطفال في قسم الاستقبال بمستشفى النجار في رفح، حيث الرعاية الطبية تبدأ للحالات الخطيرة مع تزايد أعداد الجرحى والمرضى على المستشفى الرئيسي بالمدينة.

وفي غرفة الرعايا الطبية الفائقة كان خمسة أفراد آخرين من العائلة بينهم سيدة وطفل يتلقون العلاج وسط محاولات مستمرة لإنقاذ حياتهم.

أين أولادي؟

وتساءلت سناء بقلق وهي تحتضن طفلين وبجانبها شقيقتها وقد غطت الدماء وجهها: "باقي أولادي وزوجي وين؟. روحوا (اذهبوا) أحضروهم. الاحتلال قصف الشاليه يلي استأجرناه في موراج".

وأضافت "من أسبوعين استأجرنا الشاليه. تعبنا من عيشة الخيام وأردنا أن يجتمع أفراد العائلة في منزل واحد".

وتابعت أن" العائلة انتهت لتوها من تناول طعام الفطور وإذ بالقذائف تتساقط وأنا أحضن أولادي وبدأت انادي على زوجي ووالدته والآخرين ".

وأوضحت الأم الفلسطينية" بعد نصف ساعة وصلت سيارة نصف نقل وحملوني أنا وعمتي وأولادها الاثنين وبنتها وأحضرونا إلى المستشفى".

الاحتلال هجرنا والآن يقصفنا

وقال سالم عياد زوج سناء ويده معلقة في رقبته إن" الاحتلال هجرنا في البداية من مدينة غزة وبعدين وسط القطاع، والأن في رفح يقصفنا ونحن آمنين في بيت وسط حقل زراعي ".

وأضاف وهو يحبس دموعه من شدة الحزن" هذه مجزرة. أمي وبنتي استشهدتا وأنا وعائلتي وأشقائي وشقيقتي أصبنا ونحن في رفح المنطقة الآمنة المزعومة ".

انقطاع الاتصالات والإنترنت

ويواجه الفلسطينيون أحلك فصلا في تاريخهم منذ العام 1948، في مواجهة القصف والحرمان والأمراض، وسط أزمة انقطاع الاتصالات والإنترنت على مناطق جنوبي قطاع غزة منذ يوم الجمعة الماضي.

ويعجز المواطنون المحيطون بالمنازل عن الاتصال برقم طوارئ الإسعاف، ما يضطر البعض للهرولة بسيارة مدنية إلى المستشفى لإبلاغه بضرورة انتقال سيارة إسعاف، قبل أن تنطلق سيارة الإسعاف إلى مكان المصاب وتعود به للمستشفى.

وتعد هذه المرة السابعة التي تنقطع فيها خدمات الاتصالات عن قطاع غزة منذ اندلاع الحرب في السابع من أكتوبر الماضي.

ووصف مدير الإسعاف والطواري في مستشفى النجار تيسير ماضي انقطاع الاتصالات" بانقطاع أمل الحياة" لكثير من طالبي خدمات الإسعاف والصحة.

وقال ماضي إن" انقطاع الاتصالات وجه آخر للحرب وهو يزيد من كارثيتها بالنسبة لخدمات الإسعاف، لعدم القدرة على التواصل مع المواطنين ومقدمي الخدمات ".

وأشار إلى الصعوبات الجمة التي تواجه إدارة العملية برمتها حتى بين المسعفين ومساعديهم وآليات استدعائهم للخدمة إضافة إلى تأثر القطاع الصحي بكافة جوانبه بحالة غير مسبوقة من غياب التنسيق، وعدم الإيفاء بالحد الأدنى من الأعمال المطلوبة.

وأضاف أن" بعض الإصابات والجثامين تبقى لساعات طويلة بمواقع القصف قبل وصول سيارات الإسعاف، خاصة إذا حدث القصف ليلا وانتظر المواطنون حتى الصباح خشية استهدافهم، قبل إبلاغ الطوارئ ".

وأوضح أنه في حالة عائلة عياد توجهت سيارات الإسعاف بعد وصول معظم أفراد العائلة إلى المستشفى بسيارة مدنية.

ويقع الشاليه الذي كانت تقطنه عائلة إربيع في منطقة زراعية في شمال مدينة رفح وهو على بعد ما بين 3 إلى 4 كيلو متر من المعارك بين جيش الاحتلال والمقاومة الفلسطينية في جنوبي مدينة خان يونس ثاني أكبر مدن قطاع غزة.

وقال مسؤولون في مستشفى النجار: إن سيدة وطفلة من عائلة عياد استشهدوا بينما يتلقى 7 آخرون الرعاية الطبية جراء إصابات مختلفة في المستشفى. 

أكثر من مليون نازح في رفح

وتعد رفح الآن الملجأ الرئيسي للنازحين في قطاع غزة، حيث يعيش أكثر من 1.3 مليون شخص في منطقة مكتظة للغاية، في أعقاب تكثيف الهجمات الإسرائيلية في خان يونس والنصيرات ودير البلح وأوامر التهجير التي أصدرها جيش الاحتلال بالإخلاء باتجاه الجنوب بزعم أنها" مناطق آمنة ".

وقالت منظمات حقوقية دولية: إن قوات الاحتلال تهجر الفلسطينيين من منازلهم وتوجههم نحو رفح ثم تقصفهم هناكن مؤكدة أنه لا يوجد مكان آمن في قطاع غزة.

ورفع مدينة ساحلية تقع على الحدود مع مصر وتبلغ مساحتها 55 كم2 ويقطنها حوالي 280 ألف نسمة، لكن عدد سكانها الآن وصل إلى 1.3 مليون نسمة وفق تقديرات الأمم المتحدة.

وتقدر الأمم المتحدة أن 1.9 مليون شخص، أو ما يقرب من 90 % من إجمالي سكان غزة، أصبحوا نازحين داخليا، بما في ذلك بعض الذين نزحوا عدة مرات، حيث تضطر العائلات إلى الانتقال بشكل متكرر في القطاع بحثا عن السلامة.

ويعيش ما يقرب من 1.4 مليون نازح في 155 منشأة تابعة للأونروا في جميع محافظات قطاع غزة الخمس.